اكتشف علماء كائنات مجهرية، تعد صيدلية من الطبيعة، وتعرف بـ "حيوانات العجلة الزاحفة"، وهي تسرق جينات البكتيريا لصنع المضادات الحيوية. والعديد من المضادات الحيوية، المنقذة للحياة في الطب الحديث، لم يتم إنشاؤها في الأصل من قبل العلماء، بل إنها أسلحة الطبيعة، التي ابتكرتها الفطريات والبكتيريا.
واكتشف الخبراء طرقاً لإطلاق العنان لهذه الدفاعات الطبيعية وإنشاء أدوية لمكافحة العدوى. ووفق ما ذكر موقع "إنترستينغ إنجينيرينغ"، أظهر خبراء من مختبر الأحياء البحرية في جامعة أكسفورد، أن أنواع الميكروبات التي تعيش في المياه العذبة لديها خدعة فريدة من نوعها، هذه العجائب الصغيرة هي "الروتيفر"، أو "كائنات العجلة الزاحفة".
وعندما تصاب الروتيفر بعدوى فطرية، فإنها تشغل مئات الجينات "المسروقة" من البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى في المياه العذبة، و تعمل هذه الجينات المسروقة مثل الوصفات، مما يسمح للروتيفر بإنتاج المضادات الحيوية الخاصة به ومقاومتها. وقالت إيرينا أرخيبوفا، المؤلفة المشاركة في الدراسة وكبيرة العلماء في مختبر الأحياء البحرية: "بالنسبة للروتيفر، يبدو أن الأمر يعمل بشكل جيد للغاية، فقد نجت حوالي 75٪ من الحيوانات في أنواع الروتيفر المقاومة من العدوى بعد التعبير عن جين يشبه المضاد الحيوي".
وهذا كشف مهم لأنه المرة الأولى التي يشهد فيها العلماء حيوانات تستغل الجينات المسروقة للدفاع عن النفس على نطاق واسع.
ومن المثير للدهشة أن هذه الروتيفر الصغيرة، التي لا يزيد حجمها عن عرض الشعرة، هي حيوانات كاملة النمو برؤوس وأفواه وأحشاء وعضلات وحتى أعصاب.
ويبدو أن الروتيفر كانت منذ ملايين السنين تجمع الجينات من كائنات أخرى، ومع ذلك، فهذه هي المرة الأولى التي يرى فيها العلماء الروتيفر تستخدمها لمحاربة العدوى.
وتقول الباحثة أرخيبوفا: "هذه الظاهرة نادرة للغاية، حيث تتمتع الحيوانات متعددة الخلايا بقدرة كبيرة على حماية خطوط جرثومتها من الحمض النووي الغريب، وتحمل الروتيفر البديلي الرقم القياسي بين الحيوانات متعددة الخلايا في هذا الصدد، حيث اكتشفنا نسبة عالية بشكل استثنائي من الجينات المنقولة أفقياً في جينوماتها".