إن فقدان الوزن ليس مجردَ نظام غذائي وقوة الإرادة؛ إذ تلعب الهرمونات أيضاً دوراً مهماً، ويمكن أن يساعد بعضها في منع أو إبطاء فقدان الوزن.. لماذا وكيف؟.. إليكِ التفاصيل بحسب الدكتورة كورين شيشبورتيش عياش، اختصاصية التغذية في باريس:

الهرمونات تتحكم في الوزن

التقليل من الدهون السيئة (الوجبات السريعة وبعض المنتجات الجاهزة..)، والسكريات السريعة والمكررة، وزيادة النشاط البدني وممارسة الرياضة، وتناول الأطعمة الصحية باعتدال.. الجميع يعرف القواعد لتحسين القوام وخسارة الوزن، لكن هناك عنصراً آخر يلعب دوراً، وهو الهرمونات؛ حيث يحكم البعضُ منها بالفعل، العمليةَ التي تؤدي إلى التخسيس.

تلعب الهرمونات دوراً أساسياً في تنظيم وزن الجسم، إنها تؤثر على الشهية أو الشبع أو التمثيل الغذائي لدينا.. في الواقع، الهرمونات تعمل على تنظيم الوزن، من خلال العمل مع أنظمة التحكم في الدماغ.. هذا يعني أنها تؤثر على الشهية والشبع وعملية الأيض أيضاً.

 

ما هي الهرمونات التي تمنع فقدان الوزن؟

اللبتين هو مثال جيد.. يدير هذا الهرمون، الذي تفرزه خلايانا الدهنية، الشعور بالشبع؛ مما يؤدي إلى الشعور بأننا لم نعد جائعين، وأننا سنتوقف منطقياً عن الأكل.. إذا طوّر الكائن الحي مقاومة للبتين، تختفي إشارة الشبع؛ مما يعني أننا سنأكل أكثر مما تتطلبه احتياجاتنا، وسوف نكتسب حتماً، المزيد من الكيلوغرامات الزائدة.. ناهيك عن أن اللبتين يُصنَّع في فترات الليل، وإذا كنا ننام قليلاً أو نوماً سيئاً؛ فإننا نواجه مشكلة في إنتاج هذا الهرمون، وهذا العنصر ضروري؛ لأنه يعني أنه مع قلة الإنتاج، تكون الشهية والشبع معطلة تماماً، تؤكد الدكتورة كورين عياش. هرمون آخر له صلة بصعوبة فقدان الوزن، وهو الجريلين.. يُنتَج هذا الهرمون عن طريق المعدة، يُعتبر هرمون الجوع؛ لأنه يحفِّز الشهية، وبالتالي يشجع الأشخاص على تناول المزيد.. إذا تعطل إنتاجه؛ فلن نتمكن من إنقاص الوزن في أفضل الظروف، تقول خبيرة التغذية.

 

هرمون الكورتيزول مسؤول أيضاً

يوجد أيضاً الكورتيزول، وهو هرمون أساسي آخر لتنظيم الوزن، تفرز الغدد الكظرية هذا الهرمون، وله علاقة بالمواقف العصيبة.. في هذه الحالة، يتم إنتاج الكورتيزول بكميات كبيرة؛ مما يَزيد من الشهية ويجعلك ترغبين بشكل خاص في المنتجات الدهنية والحلوة، كما أن الإفراط في إنتاجه، يعزز تخزين الدهون في الجسم، ويجعل التخلص من الدهون أمراً صعباً في حالة اتباع نظام غذائي.
 

ومن الضروري أيضاً التأكيد على دور الهرمونات الأنثوية في صعوبات إنقاص الوزن.. “هرمون الإستروجين وشكله الرئيسي، إستراديول، يشاركان أيضاً في عملية التمثيل الغذائي، وبالتالي في زيادة الوزن.. هذا هو الحال بشكل خاص أثناء انقطاع الطمث”، تنبّه الطبيبة.

قد يهمك الإطلاع على 10 علاجات طبيعية لتنظيم الهرمونات.. جرّبيها لراحة مثالية.
 

الغدة الدرقية تلعب دوراً في إبطاء الحرق

أخيراً، دعونا لا ننسى تحديد أهمية دور الغدة الدرقية.. تفرز هذه الغدة الموجودة في قاعدة العنق باستمرار، هرمونات تعمل على إبطاء أو تسريع عملية التمثيل الغذائي.. “ولكن إذا حدث خللٌ ما، يصبح فقدان الوزن أكثر تعقيداً”، تحذر الخبيرة.

لذا، إذا كان الميزان الخاص بك يخدعك، وعلى الرغم من جهودك وأسلوب حياتك؛ فأنتِ غير قادرة على إنقاص الوزن؛ فلا تترددي في مطالبة طبيبك بالتحقق من عدم وجود مشكلة هرمونية لديك.

 

أعراض لخبطة الهرمونات عند النساء

الهرمونات هي مواد كيميائية تنتجها الغدد الصماء وتُطلق في مجرى الدم، ويحدث عدم التوازن عندما يكون هناك الكثير أو القليل من الهرمون.

وتعتبر هرموناتكِ مهمة لتنظيم العديد من العمليات المختلفة في الجسم، بما في ذلك الشهية والتمثيل الغذائي ودورات النوم والدورات التناسلية ودرجة حرارة الجسم والمزاج، لذلك ليس من الغريب أن أي اختلال في التوازن الهرموني قد يكون له تأثير ملحوظ على صحتك العامة وحالتكِ النفسية.

علماً بأن مستويات الهرمونات تتقلب بشكل طبيعي في مراحل الحياة المختلفة لدى النساء، خاصة خلال فترة البلوغ وأثناء الدورة الشهرية والحمل وانقطاع الطمث، كما يمكن أن تتأثر أيضاً بنمط الحياة وبعض الحالات الطبية. وفي السطور التالية ستتعرفين على أعراض لخبطة الهرمونات عند النساء، وكيفية تأثير عدم توازنها.
 

1 -تقلبات المزاج

هرمون الأستروجين الأنثوي له تأثير على الناقلات العصبية في الدماغ بما في ذلك السيروتونين (مادة كيميائية تعزز المزاج)، ويمكن أن تسبب التقلبات في هرمون الأستروجين متلازمة ما قبل الحيض (PMS) أو مزاجاً مكتئباً أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث.
 

2 -غزارة الدورة الشهرية

إذا كانت الدورة الشهرية مصحوبة بأعراض أخرى مثل آلام البطن والحاجة المتكررة للتبول وآلام أسفل الظهر والإمساك، فقد تكونين مصابة بأورام ليفية، وهي أورام غير سرطانية تتطور في الرحم أو حوله، والسبب الدقيق لها غير معروف ولكن يُعتقد أنه يتم تحفيزها بواسطة هرمون الأستروجين مع وجود تاريخ عائلي قد يزيد أيضاً من خطر الإصابة.
 

3 -الأرق

أثناء فترة انقطاع الطمث، ينتج المبيضان تدريجياً كميات أقل من هرمون الأستروجين والبروجسترون مما يعزز النوم، وقد يساهم انخفاض مستويات هرمون الأستروجين أيضاً في التعرق الليلي الذي يعطل نومكِ، مما يساهم في الإرهاق ونقص الطاقة.. هل تفكرين بالاطلاع على أعشاب تنظم الهرمونات والدورة الشهرية؟
 

4 -زيادة الوزن غير المبررة

يمكن أن يتسبب عدد من الحالات المرتبطة بالهرمونات في زيادة الوزن، بما في ذلك خمول الغدة الدرقية (عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من الهرمونات التي تنظم عملية التمثيل الغذائي)، ومتلازمة تكيس المبايض (مشكلة مرتبطة بالهرمونات تسبب تكيسات صغيرة على المبايض) وانقطاع الطمث (الذي يجعلك أكثر عرضة لزيادة الوزن حول البطن).
 

5 -مشاكل الجلد

يمكن أن يكون حب الشباب المزمن عند البالغين علامة على انخفاض مستويات هرمون الأستروجين والبروجسترون، مع مستويات عالية من هرمونات الأندروجين، كما يمكن أن يشير أيضاً إلى متلازمة تكيس المبايض. في حين يمكن أن تسبب الاختلالات الهرمونية أثناء الحمل أو انقطاع الطمث حكة في الجلد، فيما يُعد الجلد الجاف هو أحد أعراض انقطاع الطمث ومشاكل الغدة الدرقية.. ما رأيكِ بقراءة المزيد عن أعراض خمول الغدة الدرقية عند النساء؟