السباق الى البيت الأبيض:

هكذا أصبحت صحة ترامب وبايدن موضوعًا انتخابيا...!

هكذا أصبحت صحة ترامب وبايدن موضوعًا انتخابيا...!

-- أصبح الملياردير أكبر الرؤساء سنّا في تاريخ البيت الأبيض، وانتخاب بايدن سيحطم هذا الرقم القياسي
-- جعل دونالد ترامب من الهجمات على صحة أو لياقة خصومه البدنية فنّه واختصاصه
-- الأسئلة حول صحة ترامب ليست جديدة وغذّتها زيارته الغامضة إلى مستشفى والتر ريد العسكري
-- يستغل فريق ترامب أخطاء جو بايدن الفادحة، وهي ظاهرة حديثة في الجدل السياسي الأمريكي
-- حاليا، يحرص المرشح الديمقراطي على عدم رد الصفعة إلى خصمه، لكن آخرين لم ينتظروا


لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة، يتجاوز مجموع سنّ مرشحي الرئاسة 150 عامًا. وفي هذا السياق، يتم فحص صحة دونالد ترامب وجو بايدن من جميع الجهات، إلى حد أنه أصبح موضوعًا للحملة، بدفع من الرئيس.

ستكون الصحة موضوع الحملة الرئاسية الأمريكية لعام 2020، ليس فقط من زاوية هيكلة النظام الصحي، الذي تضرر بشدة من أزمة فيروس كورونا، ولكن أيضًا من بوابة صحة المرشحين دونالد ترامب وجو بايدن.
عام 2016، أصبح الملياردير أكبر الرؤساء سنّا في تاريخ البلاد عند دخوله البيت الأبيض: كان يبلغ من العمر 70 عامًا. وإذا تم انتخاب الديمقراطي بايدن في نوفمبر المقبل، فسوف يحطم هذا الرقم القياسي، وسيكون عمره 78 عامًا عند تنصيبه في يناير 2021.  وتطرح هذه الأرقام مسألة الحالة الصحية للمرشحين. في الأيام الأخيرة، كانت صحة دونالد ترامب هي التي فتحت نافذة الشكوك والأسئلة. وأثار الرئيس الأمريكي، الذي يتباهى منذ سنوات بصحته الجيدة، التكهنات خلال رحلة إلى أكاديمية ويست بوينت العسكرية المرموقة في نيويورك في منتصف يونيو: * في خطاب ألقاه أمام النخب المستقبلية في الجيش الأمريكي، احتاج كلتا يديه لإيصال كوب من الماء إلى شفتيه. كما وجد صعوبة في نطق اسم الجنرال دوغلاس ماك آرثر، بطل الحرب العالمية الثانية بشكل صحيح.
* وبدعوته الى مغادرة الركح في نهاية خطابه، بدا أنه يواجه بعض الصعوبات على المدرج، ونزل بخطوات حذرة.

ترامب ينكّت عن
صحته في تولسا

«لقد بدا وكأنه وعل في بركة مجمدة”، علق مقدم البرامج التلفزيونية سيث مايرز. “الآن نعرف لماذا أطلق حملته عام 2016 من خلال نزوله بمصعد”، تهكّم ستيفن كولبير، وهو مقدم برامج آخر مشهور، “إذا كان دَرابْزين، لكان يواصل نزوله الى الان».
رد دونالد ترامب بسرعة على تويتر: ووفق روايته، كان دَرابْزين “طويلًا جدًا ومنحدرًا، وليس به حواجز حماية، وخاصة، كان زلقًا للغاية».
كان بالإمكان إغلاق الموضوع بسرعة لو لم يتحدث الرئيس الأمريكي عنه مرة أخرى السبت خلال اجتماعه في تولسا (أوكلاهوما).
«إذا كانت هناك مشكلة، فسأخبركم”، أكد الملياردير خلال أول اجتماع لحملته بعد أكثر من ثلاثة أشهر. ثم ناقش الموضوع لدقائق طويلة، وأعاد تجسيد المشهد، ومحاكاة خطوته و... شرب كوب من الماء بيد واحدة، تحت هتاف الجماهير.
إن الأسئلة حول صحة ترامب ليست جديدة. وتمت تغذيتها لمّا قام بزيارة غامضة إلى مستشفى والتر ريد العسكري بالقرب من واشنطن في نوفمبر، خارج الجدول الزمني المعتاد.

صحة ترامب، حجة حملة
انقلاب للوضع لم ولن يهضمه الرئيس الأمريكي اطلاقا، هو الذي جعل من الهجمات على صحة أو لياقة خصومه البدنية، فنه واختصاصه. عام 2016، سبق ان اشار إلى افتقار هيلاري كلينتون للحيوية والنشاط. ومنذ أشهر، أطلق على بايدن “ جو النائم “، ويضاعف الهجمات على لياقته. السبت، في تولسا، أعاد الكرّة: “هناك خطأ ما في بايدن، يمكنني أن أقول لكم هذا”. لأن ترامب، الذي يستخدم قوته كحجة في الحملة الانتخابية، الى درجة عدم ارتداء الكمامة والسخرية من بايدن عندما يرتديها، لم يستسغ أيضًا تصويره على أنه رئيس ضعيف عندما كشفت وسائل الإعلام أنه تم نقله إلى مخبأ تحت البيت الأبيض خلال ذروة أعمال الشغب في واشنطن في أوائل يونيو. ومنذ بداية الحملة الديموقراطية، كرر هجماته ضد جو بايدن، الذي يضاعف الأخطاء والثقوب في الذاكرة: “اسمي جو بايدن، وأنا مرشح ديمقراطي لمجلس الشيوخ الأمريكي”، قال نائب الرئيس السابق باراك أوباما، 77 سنة، في نهاية فبراير، خلال خطاب انتخابي في ولاية كارولينا الجنوبية. يذكر ان جو بايدن كان عضوًا في مجلس الشيوخ لأكثر من 35 عامًا ... ولكن بين 1973 و2009. ثم بدا أنه يخلط بين زوجته وأخته خلال خطاب انتصاره بعد الثلاثاء الكبير في أوائل مارس.

أنواع جديدة  من الهجمات
الكثير من الأخطاء الفادحة التي يستغلها فريق حملة دونالد ترامب، وهي ظاهرة حديثة في الجدل السياسي الأمريكي. وحسب باربرا بيري، مؤرخة في جامعة فرجينيا، نقلت عنها صحيفة واشنطن بوست: “ هذه الأنواع من الضربات كانت تحدث وراء الكواليس. والآن، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والأسلوب الهجومي لحملات ترامب، حدث تحول».
«بصراحة، لا أعتقد أن بايدن يعرف الى اي وظيفة قد ترشح”، قال ترامب في مارس. واعتبر أيضًا أن بايدن سيكون رئيسًا دمية متحركة: “سيضعونه في منزل وسيحكم آخرون البلاد».
على فيسبوك والتلفزيون، هناك أيضًا العديد من الإعلانات تتساءل عن الحالة الصحية لجو بايدن، “سيف ذو حدين” بالنسبة لترامب، وفقًا لباربرا بيري، التي تعتقد أنه مدخل يمكن أن يسلط الضوء على صحة ترامب نفسه.  

في الوقت الحالي، يحرص المرشح الديمقراطي على عدم رد الصفعة إلى خصمه، الا ان آخرين لم ينتظروا. بعد أن قال دونالد ترامب إنه يأخذ الكلوروكين كإجراء وقائي ضد كوفيد-19، أشارت الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب إلى المخاطر المرتبطة بـ “سمنته المرضية». ولا تتردد مجموعة أخرى في مهاجمة دونالد ترامب في هذا الموضوع: مشروع لينكولن، المؤلفة من جمهوريين معارضين للرئيس الأمريكي. في 16 يونيو، نشرت لقطة مدتها 45 ثانية بعنوان “الرئيس ليس على ما يرام”... “إنه يرتجف، واهن، يجد صعوبة في الكلام والمشي”، يشرح الراوي. ويتابع: “أقوى منصب في العالم يحتاج إلى أكثر من رئيس واهن وعاجز ومرتجف». دونالد ترامب، الذي كشفت زيارته الطبية الأخيرة في نوفمبر أنه “بصحة جيدة للغاية” حسب طبيب البيت الأبيض، يعتزم الانتقام. ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، ضغط فريق حملته على لجنة المناظرات الرئاسية لتنظيم أربع مناظرات، وليس ثلاثًا كما هو مخطط. ويعتقد معسكر ترامب أن بايدن سيبدو أضعف وسيرتكب المزيد من الأخطاء إذا تضاعفت مثل هذه المواعيد الكبرى.