رئيس الدولة يتلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الســوري تبـادلا خلالـه التهانـي بعيـد الأضحى
إفريقيا ووباء كوفيد-19:
هكذا تحوّل الصين لقاحها إلى سلاح دبلوماسي ...!
-- جزء من استراتيجية القوة الناعمة الصينية بهــدف الإغــــواء وإظهــــار أنهــــا لاعـب عالمـي
-- يمكن للصين أن تنشر استراتيجيتها خارج إفريقيا، وتوقّع وصول شحنات إلى أمريكا الجنوبية
-- في مواجهة جهاز الأمم المتحدة المتأخر، تريد امبراطوريـة الوســط تعزيــز قوتهــا العالميــة
-- إفريقيا بحاجة إلى الصين لأسباب اقتصادية، والصين بحاجة إلى إفريقيا لأسباب سياسية
-- إفريقيا، أكثر من ربع الأصوات في الأمم المتحدة مما سمح للصين برئاسة أربع وكالات أممية
«السيد السفير، كن لساني لدى صديقي شي جين بينغ لتنقل اليه خالص شكري”. من مدرج مطار بليز دياني، تحدث الرئيس السنغالي ماكي سال مساء الأربعاء الماضي في كلمة تم بثها على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون.
خلفه، إفراغ الطائرة التي هبطت للتو. على متنها؟ أول 200 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد في البلاد تأتي مباشرة من الصين.
هذا التسليم إلى السنغال ليس ظاهرة عابرة. ارتفعت شحنات اللقاحات من الصين إلى الدول الأفريقية في الأسابيع الأخيرة. تلقت مصر والمغرب وغينيا الاستوائية وسيشل اللقاح الصيني الثمين.
وتلقت زيمبابوي، الاثنين، 200 ألف جرعة من لقاح سينوفارم، تبرعت به الصين، قبل أن تلتزم بشراء ما يقرب من مليوني جرعة. في نفس الوقت، طالب الاتحاد الأوروبي، الذي يجد صعوبة من أجل الحصول على جرعات كافية لنفسه، الأمم المتحدة بتوزيع الجرعات المخصصة من خلال جهاز كوفاكس، التي ينتظر تسليمها إلى الآن.
«كان هذا متوقعًا، يقول لصحيفة الباريسيان تييري فيركولون، الباحث المشارك في مركز إفريقيا جنوب الصحراء للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إنه جزء من استراتيجية القوة الناعمة الصينية بهدف الإغواء وإظهار أنها لاعب عالمي».
«تريد الصين أن تثبت أن دولة نامية قادرة على إيجاد لقاح وإنتاجه وتوزيعه على نطاق واسع، يقول تييري بيرولت، المتخصص في العلاقات الصينية الأفريقية، في الوقت نفسه ، فرنسا، أرض باستور، غير قادرة على إخراج أي شيء: بالنسبة للصين، هذا يعني الكثير».
إفريقيا، الدعم السياسي
الصين في إفريقيا ليست شيئا جديدا. “يمكن القول إن عشرين عامًا مضت منذ أن طور الصينيون وجودهم هناك”، يوضح تييري فيركولون. “يعود كل شيء إلى عام 1989، خلال تيانانمين، عندما أدركت الصين أنه إذا تمكنت من العثور على دعم اقتصادي في الدول الغربية، فلن تجد دعمًا سياسيًا هناك، يحلل تييري بيرولت، ومنذئذ، نظرت الصين إلى إفريقيا لتجد ذاك الدعم».
منذ مدة، تسارعت الاستثمارات الصينية في القارة الأفريقية. ووفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، فقد ارتفعت من أقل من مليار دولار عام 2004، للقارة بأكملها، إلى أكثر من 44 مليارًا عام 2019. ويشير تييري فيركولون إلى أن “الصين تستورد المواد الخام من إفريقيا وتصدّر المنتجات المصنعة الى هناك».
إن إفريقيا، التي تشهد تنمية كاملة، وحيث من المتوقع ان تعرف حدوث انفجار ديموغرافي في السنوات القادمة، تثبت أنها سوق اقتصادية مهمّة للصين، خاصة في سياق انها تثير الحذر والريبة في أماكن أخرى.
«هناك عدم تناسق تام: إفريقيا بحاجة إلى الصين لأسباب اقتصادية، والصين بحاجة إلى إفريقيا لأسباب سياسية”، يشرح تييري بيرولت. ومن خلال “مساعدة” إفريقيا، وبشكل أكبر في تسليم الكمّامات في بداية الأزمة، والآن اللقاحات، تسعى الصين للحصول على الدعم من إفريقيا... دعم أساسي: “ إفريقيا تتكون من 54 دولة، أكثر من ربع الأصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة،” يذكّر تييري بيرولت. الكثير من الأصوات التي تسمح اليوم لإمبراطورية الوسط أن تكون على رأس أربع وكالات للأمم المتحدة.
نحو أهداف صينية أخرى؟
الموضوع يثير القلق. تحدث إيمانويل ماكرون مع عدد من القادة الأفارقة بشأن موضوع اللقاحات يوم الأربعاء الماضي وأعرب عن أسفه من “بطء حملة التطعيم في البلدان الفقيرة، وخاصة في إفريقيا، أمر لا يمكن تفسيره ولا يطاق». وردا على سؤال الخميس الماضي في فرانس إنتر، كنس وزير الخارجية، جان إيف لودريان، السياسة الصينية: “ أن تودع جرعات من اللقاح على مدرج المطار لا يعني ان لديك سياسة لقاح”، مذكرا بأن اللقاحات الصينية لم تعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية أو وكالة الأدوية الأوروبية.
إن “الصين ترافق تسليمها بسردية، يشير تييري بيرولت، يتم تصوير كل شيء، ويبث، ويتم توجيه رسائل الشكر ... ولا توجد سردية اخرى أمام ذلك: فرنسا صامتة، وأوروبا صامتة ... لم تعد فرنسا قادرة على اتخاذ أي موقف. هناك، في أفريقيا، اختفاء تام للغرب، ولكن عندما ترفع الصين إصبعها الصغير، يعلم الجميع. «
يمكن للصين أن تنشر استراتيجيتها خارج إفريقيا. “يمكننا توقع وصول شحنات إلى بلدان في أمريكا الجنوبية”، يتكهن تييري فيركولون. في الاتحاد الأوروبي، سجلت الصين أيضًا نقاطًا: قررت المجر الترخيص وشراء جرعات من لقاح سينوفارم، دون موافقة المفوضية الأوروبية. وطبعا برّر الرئيس الهنغاري، فيكتور أوربان، هذا التغيير ببطء الاتحاد الأوروبي: “كل يوم نقضيه في انتظار بروكسل، سنخسر مائة حياة مجرية».
-- يمكن للصين أن تنشر استراتيجيتها خارج إفريقيا، وتوقّع وصول شحنات إلى أمريكا الجنوبية
-- في مواجهة جهاز الأمم المتحدة المتأخر، تريد امبراطوريـة الوســط تعزيــز قوتهــا العالميــة
-- إفريقيا بحاجة إلى الصين لأسباب اقتصادية، والصين بحاجة إلى إفريقيا لأسباب سياسية
-- إفريقيا، أكثر من ربع الأصوات في الأمم المتحدة مما سمح للصين برئاسة أربع وكالات أممية
«السيد السفير، كن لساني لدى صديقي شي جين بينغ لتنقل اليه خالص شكري”. من مدرج مطار بليز دياني، تحدث الرئيس السنغالي ماكي سال مساء الأربعاء الماضي في كلمة تم بثها على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون.
خلفه، إفراغ الطائرة التي هبطت للتو. على متنها؟ أول 200 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد في البلاد تأتي مباشرة من الصين.
هذا التسليم إلى السنغال ليس ظاهرة عابرة. ارتفعت شحنات اللقاحات من الصين إلى الدول الأفريقية في الأسابيع الأخيرة. تلقت مصر والمغرب وغينيا الاستوائية وسيشل اللقاح الصيني الثمين.
وتلقت زيمبابوي، الاثنين، 200 ألف جرعة من لقاح سينوفارم، تبرعت به الصين، قبل أن تلتزم بشراء ما يقرب من مليوني جرعة. في نفس الوقت، طالب الاتحاد الأوروبي، الذي يجد صعوبة من أجل الحصول على جرعات كافية لنفسه، الأمم المتحدة بتوزيع الجرعات المخصصة من خلال جهاز كوفاكس، التي ينتظر تسليمها إلى الآن.
«كان هذا متوقعًا، يقول لصحيفة الباريسيان تييري فيركولون، الباحث المشارك في مركز إفريقيا جنوب الصحراء للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، إنه جزء من استراتيجية القوة الناعمة الصينية بهدف الإغواء وإظهار أنها لاعب عالمي».
«تريد الصين أن تثبت أن دولة نامية قادرة على إيجاد لقاح وإنتاجه وتوزيعه على نطاق واسع، يقول تييري بيرولت، المتخصص في العلاقات الصينية الأفريقية، في الوقت نفسه ، فرنسا، أرض باستور، غير قادرة على إخراج أي شيء: بالنسبة للصين، هذا يعني الكثير».
إفريقيا، الدعم السياسي
الصين في إفريقيا ليست شيئا جديدا. “يمكن القول إن عشرين عامًا مضت منذ أن طور الصينيون وجودهم هناك”، يوضح تييري فيركولون. “يعود كل شيء إلى عام 1989، خلال تيانانمين، عندما أدركت الصين أنه إذا تمكنت من العثور على دعم اقتصادي في الدول الغربية، فلن تجد دعمًا سياسيًا هناك، يحلل تييري بيرولت، ومنذئذ، نظرت الصين إلى إفريقيا لتجد ذاك الدعم».
منذ مدة، تسارعت الاستثمارات الصينية في القارة الأفريقية. ووفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة التجارة الصينية، فقد ارتفعت من أقل من مليار دولار عام 2004، للقارة بأكملها، إلى أكثر من 44 مليارًا عام 2019. ويشير تييري فيركولون إلى أن “الصين تستورد المواد الخام من إفريقيا وتصدّر المنتجات المصنعة الى هناك».
إن إفريقيا، التي تشهد تنمية كاملة، وحيث من المتوقع ان تعرف حدوث انفجار ديموغرافي في السنوات القادمة، تثبت أنها سوق اقتصادية مهمّة للصين، خاصة في سياق انها تثير الحذر والريبة في أماكن أخرى.
«هناك عدم تناسق تام: إفريقيا بحاجة إلى الصين لأسباب اقتصادية، والصين بحاجة إلى إفريقيا لأسباب سياسية”، يشرح تييري بيرولت. ومن خلال “مساعدة” إفريقيا، وبشكل أكبر في تسليم الكمّامات في بداية الأزمة، والآن اللقاحات، تسعى الصين للحصول على الدعم من إفريقيا... دعم أساسي: “ إفريقيا تتكون من 54 دولة، أكثر من ربع الأصوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة،” يذكّر تييري بيرولت. الكثير من الأصوات التي تسمح اليوم لإمبراطورية الوسط أن تكون على رأس أربع وكالات للأمم المتحدة.
نحو أهداف صينية أخرى؟
الموضوع يثير القلق. تحدث إيمانويل ماكرون مع عدد من القادة الأفارقة بشأن موضوع اللقاحات يوم الأربعاء الماضي وأعرب عن أسفه من “بطء حملة التطعيم في البلدان الفقيرة، وخاصة في إفريقيا، أمر لا يمكن تفسيره ولا يطاق». وردا على سؤال الخميس الماضي في فرانس إنتر، كنس وزير الخارجية، جان إيف لودريان، السياسة الصينية: “ أن تودع جرعات من اللقاح على مدرج المطار لا يعني ان لديك سياسة لقاح”، مذكرا بأن اللقاحات الصينية لم تعتمد من قبل منظمة الصحة العالمية أو وكالة الأدوية الأوروبية.
إن “الصين ترافق تسليمها بسردية، يشير تييري بيرولت، يتم تصوير كل شيء، ويبث، ويتم توجيه رسائل الشكر ... ولا توجد سردية اخرى أمام ذلك: فرنسا صامتة، وأوروبا صامتة ... لم تعد فرنسا قادرة على اتخاذ أي موقف. هناك، في أفريقيا، اختفاء تام للغرب، ولكن عندما ترفع الصين إصبعها الصغير، يعلم الجميع. «
يمكن للصين أن تنشر استراتيجيتها خارج إفريقيا. “يمكننا توقع وصول شحنات إلى بلدان في أمريكا الجنوبية”، يتكهن تييري فيركولون. في الاتحاد الأوروبي، سجلت الصين أيضًا نقاطًا: قررت المجر الترخيص وشراء جرعات من لقاح سينوفارم، دون موافقة المفوضية الأوروبية. وطبعا برّر الرئيس الهنغاري، فيكتور أوربان، هذا التغيير ببطء الاتحاد الأوروبي: “كل يوم نقضيه في انتظار بروكسل، سنخسر مائة حياة مجرية».