نائب المستشار الألماني: السلام الاجتماعي يواجه تحديات
هكذا تستعدّ أوروبا لمواجهة انقطاع الغاز الروسي
تستعد أوروبا للتعامل مع احتمال قطع الغاز الروسي عن القارة هذا الشتاء، وأعلنت مجموعة “غازبروم” فعلاً الجمعة قطع امدادات الغاز إلى أجل غير مسمى عن الدول الأوروبية.
ونقلت مجلة “إيكونوميست” عن نائب المستشار الألماني روبرت هابيك أن “السلام الاجتماعي يواجه تحديات”، والسبب عائد إلى أسعار الغاز الروسي.
وتخنق روسيا خطوط الإمداد إلى أوروبا انتقاماً من دعمها لأوكرانيا. وفي ألمانيا التي تعتمد على روسيا لتوفير ثلث وارداتها من الغاز، من المتوقع أن تحلق أسعار الطاقة. وستتسبب أسعار الغاز بخسائر هائلة للشركات، وفي نهاية المطاف، يخشى هابيك أن يؤدي ذلك إلى انهيار مالي. ويبدو التهديد الأقصى –المتمثل في انقطاع كامل للغاز الروسي– أكثر احتمالاً من أي وقت.
4 إجراءات
ومنذ أشهر تحاول الدول الأوروبية الاستعداد لمرحلة قطع الغاز الروسي، عبر أربعة إجراءات هي: تنويع مصادر الطاقة وتشجيع خفض الإنتاج والتقنين والأكثر أهمية هو التخزين. ورفضت شركات كثيرة العام الماضي شراء الغاز بأسعار مرتفعة نتيجة الاستغلال الروسي. وتدنى التخزين في الصهاريج إلى مستويات خطيرة، لكن الطقس المعتدل أنقذ أوروبا. وهذه السنة أقر البرلمان الأوروبي خطة ترمي إلى الوصول إلى تخزين للغاز بنسبة 80 في المئة بحلول الأول من نوفمبر(تشرين الثاني)، على أن ترتفع إلى 90 في المئة في السنوات المقبلة.
والأخبار الجيدة هي أن صهاريج الإتحاد الأوروبي مملوءة الآن بنسبة 60 في المئة أو نحو 60 مليار متر مكعب، بزيادة عن الـ50 مليار متر مكعب قبل عام.ويقدر الخبير مايكل ستوبارد أن الاتحاد الأوروبي يسير نحو “بلوغ وتحقيق زيادة” عن 80 في المئة المستهدفة. وتتوقع مراكز أبحاث ألمانية تقودها مؤسسة “كيل”، أن تتمكن ألمانيا من التعامل بنجاح مع تحديات هذا الشتاء حتى ولو قطعت روسيا الغاز بالكامل عنها. وفي أبريل (نيسان) عندما كانت نسبة التخزين متدنية جداً، بدا هذا الأمر مستحيلاً.
لكن لم تخزن كل البلدان الغاز بالتساوي. والدول التي لا تزال تحت الخمسين في المئة هي بلغاريا ورومانيا والمجر، وهي ستعاني كثيراً في حال قطع كامل للغاز، في حين أن كل الدول ستعاني في حال كان الشتاء غير طبيعي.
وتوقع ستوبارد أن يستوجب شتاء مصقع، طلباً إضافياً على الغاز يقدر بـ25 مليار متر مكعب. وحتى الدول التي حصنت نفسها، ستكون في موقف صعب حتى مجيء الربيع.
وبحثاً عن بدائل للطاقة الروسية، زادت الواردات من الغاز المسال بشكل جذري. وأغرت الأسعار الأوروبية المرتفعة الناقلات بالتحول عن الأسواق الآسيوية. ويقدر مصرف “مورغان ستانلي” أن 41 مليار متر مكعب من الغاز المسال قد دخلت أوروبا في الربع الأول من العام، أي بزيادة 70 في المئة عن الفترة نفسها من العام الماضي. وتوجهت 30 في المئة من الصادرات العالمية من الغاز نحو أوروبا مؤخراً، بعدما كانت 20 في المئة عام 2021.
خطة متوسطة المدى
وتعتمد خطة الاتحاد الأوروبي على المدى المتوسط، على زيادة في مصادر الطاقة التي تعتمد على الشمس والهيدروجين الأخضر، لتعويض واردات الغاز الروسي. لكن ذلك لن يحل المشاكل التي قد تنجم عن الانقطاع الفوري. كما يجري اعتماد مصانع الفحم لتوليد الطاقة في هولندا والمانيا، وقد اصدرت حكومتا البلدين إعفاءات خاصة لإستخدام هذه المصانع.
وفي النهاية، هناك التقنين في استخدام الطاقة. وتتحدث ألمانيا علناً عن هذا الإجراء المخيف، لكن بلداناً أخرى صرفت النظر عن هذا الإجراء. وتجهز المفوضية الأوروبية في الوقت الحاضر “إطاراً لإدارة الأزمة”.
وأحد الاقتراحات ينص على التنسيق في عملية خفض الطلب على الغاز في الدول الأعضاء في التكتل. وباستثناء حماية المستشفيات ودور العناية بالمسنين، حددت الدول أولويات مغايرة، ومن بينها أن دولة ما قد ترفض إرسال شحنات غاز إلى دولة مجاورة إذا رأت أن حاجتها غير ملحة. وحذر أحد المواكبين عن كثب لإجراءات المفوضية الأوروبية، من انه إذا لم تكن هناك خطة منسقة “فقد لا نجد سوقاً (أوروبية) موحدة في غضون بضعة أشهر».