بدون مناقشة ... أو تصويت

هكذا وجدت اليابان رئيسا جديدا للوزراء...!

هكذا وجدت اليابان رئيسا جديدا للوزراء...!

   لقد تكلمت «الفصائل». بعد أقل من أسبوع من استقالة شينزو آبي في 28 أغسطس، وجدت اليابان رئيسا جديدًا للوزراء.    رسميًا، لن يتم اختياره، من قبل قلّة من كوادر حزب الأغلبية المحافظة، الحزب الليبرالي الديمقراطي، الا في 14 سبتمبر المقبل قبل أن يصادق عليه البرلمان، بعد يومين..

لكن وراء الكواليس، يوشيهيدي سوجا، المتقشف، “الرجل الثاني” في الحكومة المنتهية ولايتها، يعرف من الآن أنه يرجّح جدا أن يمسك بزمام الأمور في البلاد. “ربما يكون كل شيء قد حسم وانتهى فعلا حتى قبل استقالة شينزو آبي”، يقترح أستاذ العلوم السياسية كويتشي ناكانو، الأستاذ في جامعة صوفيا في طوكيو.    بعد أن قرر رئيس الوزراء ترك منصبه قبل نهاية ولايته النظرية في سبتمبر 2021، يعود الأمر لحزبه، صاحب الأغلبية في البرلمان، لاختيار زعيم جديد يتولى زمام السلطة التنفيذية اليًا. وفي إشارة إلى الحاجة الملحّة لتعويض شينزو آبي المريض، رفضت قيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي فكرة استشارة مليون من أعضائه، واختارت إجراء اختيار محدود ومقيّد.
    فقط، 394 برلمانيًا من الحزب، و141 شخصًا من الفروع الإقليمية للحزب -3 ممثلين عن كل محافظة من المحافظات الـ 47 -سيكون لهم الحق في اختيار الزعيم الجديد. ويتحتّم على الفائز أن يجمع أغلبية حول اسمه من بين هؤلاء الناخبين البالغ عددهم 535.

المحافظة على الوضع القائم
   وحتى قبل أن يعلن نفسه مرشحًا، تحصّل يوشيهيدي سوجا مساء الأربعاء على أكثر من 250 صوتًا تترجم دعم معظم “الفصائل” التي تشكل اليمين الياباني. “انها أكثر من مجرد تيارات، إنها هياكل في غاية التماسك، لها مقرات وموظفون ملتفون حول زعيم”، يشرح كويتشي ناكانو. “لقد فقدت هذه الفصائل من سلطتها وصلاحياتها منذ الإصلاح الانتخابي في التسعينات، لكنها ما زالت مؤثرة في الترقيات أو التعيينات الرئيسية”، كما يشرح الخبير السياسي.    يحتلون مناصب مهمة في حكومة آبي، اختار جميع قادة الفصائل تقريبا، الذين يظهرون مواقف أيديولوجية متشابهة جدًا، تعيين يوشيهيدي سوجا حتى لا يخاطروا بفقدان نفوذهم. إنهم يلعبون ورقة الإبقاء على الوضع كما هو، اي يريدون حكومة آبي بدون آبي “، يلخص الخبير.     وهكذا، بارك الفصيل القوي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته -مجموعة هوسودا -تعيين سوجا، على غرار تارو آسو، وزير المالية البالغ من العمر 79 عامًا، أو توشيهيرو نيكاي، الأمين العام للحزب الليبرالي الديمقراطي، لا يزال مؤثرا في سنّ 81 عاما. وحذت الفصائل الأصغر حذوهم حرصا منها على عدم استبعاد نفسها من اللعبة.

مطحنة
   ففي مواجهة هذه المطحنة القوية، لا يملك خصم يوشيهيدي سوجا الرئيسي، وزير الدفاع السابق شيجيرو إيشيبا، اي فرصة للخلافة. “في هذا النظام، لا يستطيع السيد إيشيبا الحصول على أصوات أعضاء الحزب رغم أن استطلاعات الرأي تظهر أنه يتمتع بشعبية كبيرة”، يلاحظ هاجيمي يوشيموتا من نومورا.
واظهرت، هذا الأسبوع، جميع استطلاعات الرأي، أن إيشيبا كان سيفوز في الاقتراع إذا تمت دعوة أعضاء الحزب الليبرالي الديمقراطي أو عامة الناس للتصويت.
   ومساء الأربعاء، في خطاب ترشيح قصير، تعهد يوشيهيدي سوجا، الذي سيبلغ من العمر 72 عامًا قريبًا، بمواصلة السياسات الاقتصادية لشينزو آبي، الذي كان يده اليمنى طيلة ثماني سنوات، والعمل على تعزيز التحالف مع الولايات المتحدة.
عن ليزكو