طريق من باركهم سالكة

هكذا يشدد دونالد ترامب قبضته على الحزب الجمهوري

هكذا يشدد دونالد ترامب قبضته على الحزب الجمهوري

 -- خلال شهر مايو، تجري سلسلة من الانتخابات التمهيدية سـتعطي فكــرة عــن تأثيــر الرئيـس الســابق على حزبــه
--  ساعدت هذه الانتخابات في إبراز حقيقة أن الحزب الجمهوري الحالي يظل حزب ترامب من حيث الأسلوب والمضمون


  لسنوات، كان يردد نفس القصة في كل مكان: كان الأول في فصله في المدرسة الثانوية قبل تخرّجه من الجامعة من بين المتميّزين في دفعته... كذبة صارخة.وبعد ضغط الصحفيين، اعترف هيرشل ووكر، المرشح الجمهوري لمقعد سناتور في جورجيا، بأنه قام بتلميع سيرته الذاتية.

  لم يلمع هذا السبعيني الأسود، نجم كرة القدم الأمريكية السابق، في الفصل فحسب، بل ترك الجامعة للانضمام إلى فريق محترف. وهذا ليس كل شيء: في نهاية الثمانينات من القرن الماضي، بعد أن شعر بالاكتئاب بسبب تدهور مسيرته، كشف في مقابلة، أنه بدأ لعب الروليت الروسية، بمفرده في مطبخه... وخصوصا، أصبح عنيفًا أكثر فأكثر ...    تتهمه زوجته بتهديدها بالقتل عدة مرات بشفرة حلاقة وبندقية، الى درجة أنها طلبت الحماية بعد طلاقهما. وكتب في مذكراته، أنه قرر ذات يوم، وهو غاضب من رجل تأخر في إحضار سيارته، قرر، إطلاق النار عليه. إنه يتخيل، يقول، “المتعة العميقة” التي سيشعر بها عندما يطلق النار عليه، ويشاهد “تطاير جمجمته والدم، مثل الألعاب النارية في الرابع من يوليو “العيد الوطني الأمريكي”، تنفجر خلفه”، الا انه انتهى بالتخلي عن الفكرة. ويتباهى ووكر أيضًا، بنجاحاته في مجال الاعمال، ولكن الحقيقة انه، مرة أخرى، يراكم الفشل.

     بتشجيع من دونالد ترامب، وهو أحد معارفه القدامى، دخل السياسة بينما لم يدلي يصوته أبدًا. ومثل راعيه ومرشده، يظهر جهلا كبيرا، ويبيع كل أنواع النظريات البائسة. وقد صرح مرة : “يقول العلم أن البشر ينحدرون من القردة ... ولكن إذا كان هذا صحيحًا، فلماذا لا تزال هناك قرود؟”. ومع ذلك، فإن لدى هيرشل ووكر فرصة جيدة للفوز في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين في 24 مايو، ويرجع الفضل في ذلك جزئيًا إلى دعم الرئيس السابق الذي دفعه في استطلاعات الراي وجذب اليه مكاسب مالية.

مباركة ترامب
   أصبح دونالد ترامب صانع ملوك، وقد تعهد شخصياً بدعم نحو 150 مرشحاً في الانتخابات المحلية والوطنية، ويرى في فوزهم شهادة على شعبيته. هدفه، هو تشديد قبضته على الحزب، وأن يصبح الأساسي في الانتخابات الرئاسية لعام 2024.    حتى الآن يمكنه التباهي، فمرشحوه المفضلون في مجلس الشيوخ ومجلس النواب والحكام، فازوا في 39 من 40 محطة انتخابية للحزب الجمهوري عام 2022، يرى معهد بروكينغز. لذا لا غرابة في أن يصطف المرشحون في مار الاغو للحصول على اعترافه ومباركته.    من الواضح أن الإحصائيات مشوهة قليلاً، لأن 33 منهم تتنزل في خانة إعادة انتخاب في غياب معارضة ذات مصداقية. غير ان تأثير الرئيس السابق أثبت أنه حاسم في ولاية أوهايو على سبيل المثال، حيث اختار دونالد ترامب جي دي فانس من بين الجمهوريين المتعددين الذين يتوددون إليه.    هذا القادم من الأوساط المالية، ومؤلف كتاب لقي رواجا كبيرا عن تاريخ عائلته، كان يعتبر منتهيا قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات. وبفضل دعم ترامب، حصل بطريقة سحرية على 12 نقطة في استطلاعات الرأي، واستفاد من تدفق الأموال، لا سيما من الملياردير التكنولوجي بيتر ثيل، الذي ضمن له الفوز. كما سمح تدخل ساحرة ترامب الطيبة لمرشحه لمجلس النواب في ولاية فرجينيا الغربية بالفوز بين الجمهوريين.    ومع ذلك، سجّل الرئيس السابق هذا الأسبوع، هزيمة في نبراسكا. تشارلز هيربستر، الذي جمع ثروته من خلال السائل المنوي للثور، خسر الانتخابات التمهيدية لمقعد الحاكم. فهل هذه علامة على أن قدرة ترامب المطلقة لها حدود؟ بالنسبة للمحللين السياسيين، يتعلق الأمر أكثر بأن هيربستر تلاحقه الكثير من الفضائح والقضايا حيث تتهمه ما لا يقل عن ثماني نساء بالملامسة الجنسية.

 «الحزب الجمهوري
 ما زال حزب ترامب»
   سيتم اختبار تأثيره حقًا في الأسابيع القادمة. على وجه الخصوص في ولاية بنسلفانيا، حيث من المتوقع أن تكون المنافسة لصيقة.
وامام دهشة الجميع، وخلافًا لنصائح مستشاريه، أعلن دونالد ترامب دعمه لمحمد أوز، وهو شخصية مثيرة للجدل، ومبتدئًا في السياسة. هذا الطبيب الكاثودي من أصل تركي، قدّم طيلة سنوات برنامجًا صحيًا شهيرًا روّج لعلاجات لم تكن دائمًا علمية للغاية.    ثم ستكون هناك جورجيا، حيث لئن يبدو هيرشل والكر في وضع جيد، فإن ديفيد بيرديو، الذي يسعى لمنصب الحاكم، لم يستفد بعد من تأثير ترامب، ويتأخر في استطلاعات الرأي.    وبمعنى ما، وحتى لو لم يتم انتخاب جميع أمهاره، يمكن للرئيس السابق أن يحتفي بانتصاره من الان. “هذه الانتخابات ساعدت في إبراز حقيقة أن الحزب الجمهوري الحالي يظل حزب ترامب من حيث الأسلوب والمضمون”، تلاحظ آمي والكر المحللة في موقع كوك بوليتيكال ريبورت.
   خلال الخطب وجولة الحانات، يقدم جميع المرشحين، منهم أولئك الذين رفض دعمهم، أنفسهم على أنهم استنساخ منه، يمدحونه ويتعهدون باتباع أفكاره حرفياً. ويبقى أن نرى ما إذا كان من شأن تشديدهم على الولاء للترامبية، أن يدفع الناخبين المعتدلين الى تفضيل الديمقراطيين عليهم في نوفمبر المقبل.