انتخابات سابقة لأوانها في إيطاليا:

هكذا يمكن لائتلاف اليمين أن يحكم إذا فاز...!

هكذا يمكن لائتلاف اليمين أن يحكم إذا فاز...!

- اليمين متماسك، لكن بأهداف مختلفة، ولن يكون مفاجئا إذا حصلت خيانات داخل المعسكر نفسه
- ميلوني جيورجيا الأوفر حظا، وماتيو سالفيني ولّى زمنه، وسيلفو برلسكوني ورقة احتياطية  


يتصدر الائتلاف اليميني استطلاعات الرأي في إيطاليا ويمكن أن يفوز في الانتخابات المبكرة في 25 سبتمبر.
   قبل شهر من موعد الانتخابات التشريعية المبكرة في إيطاليا، يحتل اليمين بمختلف الوانه الصدارة في استطلاعات الرأي. التحالف الذي يجمع أحزاب اليمين المتطرف فراتيلي ديتاليا بزعامة جيورجيا ميلوني، والرابطة الشمالية لماتيو سالفيني، وكذلك حزب فورزا إيطاليا بزعامة سيلفيو برلسكوني، يحصل على 46 بالمائة من نوايا التصويت حسب استطلاعات الرأي متقدما على اليسار الحاصل على 30 بالمائة.

  فمن خلال برنامج مناهض للهجرة، أو “للوبي” المثليين، أو ايضا مناصرة النزعة السيادية المناهضة لأوروبا، يبدو أن هذا التحالف يغري الإيطاليين، الذين سيصوتون في الخريف -وهي الأولى في هذا البلد حيث يجري الاقتراع عادةً في الربيع.

صعود فراتيلي ديتاليا
    ومع ذلك، فإن المستقبل السياسي الإيطالي ليس ثابتًا. “من الواضح أن اليمين المتطرف في المقدمة، لكنه سيكون أيضًا ضحية نجاحه؟”، يعلق فابيان جيبولت، الأستاذ في جامعة بولونيا، اذ سيتعين عليه إيجاد توازن داخل التحالف المستقبلي ومن سيكون الزعيم الحقيقي؟».
   زعيمة فراتيلي ديتاليا، جيورجيا ميلوني، هي المرشحة الأوفر حظا لمنصب رئيس الحكومة. وأكدت الثلاثاء، خلال أول تجمع انتخابي كبير لها في أنكونا شرق إيطاليا، “أعتقد أنني أستطيع قيادة حكومة”. كان صعود هذه المحافظة، التي انضمت إلى الحزب الفاشي الجديد في سن 15 عامًا، صاروخيا: فقد انتقل حزبها من 4 بالمائة في نوايا التصويت في استطلاعات الرأي عام 2018، إلى 23 بالمائة في أحدث استطلاعات الرأي.

   «الورقة الرابحة لحزب فراتيلي ديتاليا هي أنه ظل متسقا ومنسجما مع نفسه، على عكس الأحزاب الأخرى مثل حركة 5 نجوم التي قالت إنها لن تحكم ثم دخلت تحالف ماريو دراجي، أو حتى رابطة الشمال، التي لم تكن تريد أن تحكم مع حركة 5 نجوم قبل ان تنضمّ إلى نفس هذا التحالف، يوضح فابيان جيبولت، لقد ظل حزب فراتيلي ديتاليا في المعارضة وهذا عمل لصالحه، لأنه لا أحد يستطيع أن يعاتبه على أسلوبه في الحكم”. وعلى عكس الرابطة، التي شنت حملة ضد الهجرة، ولكن بمجرد وصولها إلى الحكومة لم تغيّر الوضع.

البحث عن زعيم
   تغري جيورجيا ميلوني، خاصةً بعد أن طبقت استراتيجية نزع الشيطنة طيلة عدة أشهر. وداخل تحالفها، يبدو أن قلة من المنافسين يلقون بظلالهم عليها. ومع ذلك، يمكن تفضيل سيلفيو برلسكوني، الذي يعود إلى الحياة السياسية في سن 85، على رأس الائتلاف باعتباره أقل راديكالية، ويمتص أصوات اليمين المعتدل والوسط. انه “يلعب ورقته، حتى لو كان وزنه أقل من ذي قبل. لكن في الواقع، هو أكثر اهتمامًا بمناصب أخرى، مثل منصب رئيس الجمهورية”، يشير أستاذ جامعة بولونيا، الذي يذكّر بأنّ حزب فراتيلي ديتاليا يدافع عن إصلاح دستوري من شأنه أن يمنح مزيدًا من السلطة لهذا الأخير. ويشدد الباحث على أن “لبرلسكوني مصلحة في البقاء في هذا الموقف».

   أما بالنسبة للرجل القوي الآخر على اليمين، ماتيو سالفيني، فيبدو أنّ زمنه قد ولّى. “لقد حبس نفسه في السنوات الأخيرة في دور كوميدي شاذ إلى حد ما أغوى الشباب والطبقة العاملة ولكنه أصبح سخيفًا بعض الشيء”، يوضح فابيان جيبولت. تجاوزه حزب جيورجيا ميلوني، يريد زعيم الرابطة أن يكون “واقعيًا”. “إنه لا يطمح إلى منصب رئيس الحكومة بل يريد الحصول على منصب نائب الرئيس كما في 2018.»

    ان “اليمين متماسك، لكن بأهداف مختلفة، يخلص فابيان جيبولت، الاستاذ في جامعة بولونيا، ولن يكون مفاجئا إذا حصلت خيانات داخل نفس المعسكر”. فكما هو الحال غالبًا في السياسة في إيطاليا، لا يزال بإمكان كل شيء أن يتغير، خاصة أن حملة هذه الانتخابات المبكرة، التي كان من المقرر إجراؤها في مايو 2023، انطلقت في منتصف شهر أغسطس، وبالتالي خلال فترة العطل... يبقى شهر أمام اليمين لكي يقنع وينسجم.