حركة لا تعتبر أن الحرب قد انتهت

هل استسلم ترامب لشروط طالبان في أفغانستان؟

هل استسلم ترامب لشروط طالبان في أفغانستان؟

تحت عنوان “هل استسلم ترامب لطالبان”؟، كتب مايكل هيرش، مراسل بارز لدى موقع “فورين بوليسي” أن الخلاف بشأن تبادل سجناء والذي تسبب بتأخير محادثات السلام بين الأفغان أنفسهم، كان تنازل اللحظة الأخيرة، بعدما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنه لن يحصل.

وعند اقتراب المحادثات مع طالبان من نهايتها، في منتصف فبراير(شباط)، طرح توم مالينوسكي، نائب ديمقراطي سؤالاً مباشراً على بومبيو: “هل تلزم الهدنة الجديدة الحكومة الأفغانية التي لم تكن طرفاً في المفاوضات، إطلاق سراح سجناء طالبان؟». وأجاب بومبيو، خلال مؤتمر الأمن في ميونيخ،: “لا لن تلزمها”، ولكن ما جرى في نهاية الأمر أن الصفقة حققت ذلك الهدف، بل مكنت أيضاً طالبان من انتزاع التزام من الجانب الأمريكي- ودون التشاور مع الحكومة الأفغانية- لإجبار كابول على إطلاق 5000  سجين من طالبان مقابل 1000 أسير فقط من قوات الأمن الأفغانية. وكان مقرراً إتمام العملية غير المتناسقة بحلول 10 مارس(آذار)، موعد ما كان مفترضاً أن يكون بداية محادثات سلام بين الأفغان يقول الجانب الأمريكي إنها محورية في الاتفاق.  وحسب الكاتب، يهدد ذلك التنازل الذي جاء في الساعات الأخيرة قبل التوقيع على الاتفاق بنسف محادثات السلام، المتوقفة حالياً. فقد رفضت حركة طالبان، يوم الأربعاء، عرض الرئيس الأفغاني أشرف غاني الإفراج عن 1,500 سجين قبيل المحادثات، مصرة على إطلاق سراح جميع السجناء، وعددهم 5000، قبل بدء المفاوضات.

وفي نظر بعض المنتقدين للاتفاق بين أمريكا وطالبان، من أمثال مالينوسكي، كان ذلك التنازل بمثابة مؤشر إضافي لاتفاق معيب للغاية قد يقضي في نهاية المطاف لإعادة أفغانستان ثانية إلى طالبان بعد 18 عاماً من كلفة أمريكية هائلة وسفك دماء – أي هزيمة قد تمثل نموذجاً لحركات تمرد مناهضة لأمريكا حول العالم.  وفي ذات السياق، قال ريان كروكر، سفير أمريكا سابقاً لدى أفغانستان: “لا تستطيع أن تمضي أبعد من ذلك في نزع شرعية الحكومة الأفغانية. وعندما توافق سلفاً باسم حكومة أفغانستان على إطلاق سجناء، ودون التشاور مع تلك الحكومة، يعني ذلك مزيداً من انتقاص لسيادتها. ولا يمكن أن تعيد 5000 مقاتل إلى ساحة المعركة حتى قبل أن تبدأ في مفاوضات السلام». ومنذ التوقيع على الهدنة في 29 فبراير(شباط)، أكدت حركة طالبان أنها لا تعتبر أن الحرب ضد القوات الوطنية الأفغانية قد انتهت. وشن مقاتلو الحركة عشرات الهجمات الجديدة ضد أفغان رغم تجنبهم مهاجمة قوات أمريكية.

وفي بيان صدر في 10 مارس (آذار)، عزا مورغان أورتاغوس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مسؤولية تأخير محادثات السلام إلى الفوضى داخل الحكومة الأفغانية، ولكنه لم يذكر الخلاف بشأن تبادل السجناء.
وأضاف “فيما تجري التحضيرات للمفاوضات بين الأفغان، أخرت أزمة انتخابات رئاسية تسمية أعضاء فريق التفاوض. وقال لنا الرئيس غاني إنه يجري مشاورات مع عبد الله وقادة أفغان آخرين وسيعلن عن تشكيل فريق شامل في الأيام المقبلة. وتبقى بعض التحديات. كما أن ارتفاع مستوى العنف الحالي من قبل طالبان أمر غير مقبول. ونحن نعترف بأن حركة طالبان اتخذت خطوات لوقف هجمات ضد قوات التحالف في عدد من المدن. ولكن مقاتلي الحركة يواصلون قتل عدد كبير من الأفغان في مناطق ريفية. ولا بد من تغيير هذا الوضع».

ووفق مسؤول إقليمي سابق على إطلاع على المحادثات، لم تجب وزارة الخارجية الأمريكية على طلب بشأن التعليق على قضية تبادل السجناء، ولكن يعتقد أن ذلك التنازل كان بمثابة آخر عرض قدمه المبعوث الأمريكي زلماي خليل زاد إلى حركة طالبان وحلفائها الباكستانيين، الذين هددوا بالانسحاب وتعريض خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للخطر.
وفي بداية الأسبوع، أشارت وكالة رويترز لموافقة غاني على إطلاق سراح بعض سجناء طالبان في مقابل تأييد الولايات المتحدة لتنصيبه رئيساً على أفغانستان في حفل حضره خليل زاد.