هل تعيد «وثيقة جرافينا» الكرة الإيطالية إلى الملاعب؟
تجتمع أندية الكرة الإيطالية مساء غدٍ الأربعاء مع اتحاد الكرة الإيطالي لدراسة وثيقة جابرييلي جرافينا رئيس الاتحاد ذات الـ 47 صفحة التي قدمها إلى وزير الصحة روبيرتو سبيرانزا، ووزير الرياضة فينشنزو سبادافورا بشأن التعليمات والإجراءات التي سيتم اتباعها عند استئناف التدريبات بالأندية في الرابع من مايو المقبل.
الهدف الأساسي من اجتماع اتحاد الكرة مع الأندية هو الوصول إلى اتفاق نهائي حول أفضل طريقة لحماية اللاعبين من الإصابة بوباء كورونا المستجد المعروف بـ كوفيد 19 عند العودة لإجراء التدريبات. ولكن ما مضمون تلك الوثيقة التي اعتبرتها وسائل الإعلام الإيطالية أخطر وأغرب رسالة في مسيرة الكرة الإيطالية منذ تأسيس الاتحاد عام 1898؟. وهل كرة القدم التي ستعود في ظل تلك الوثيقة هي نفسها التي كانت قبل توقف النشاط الشهر الماضي؟.
تنص الوثيقة على قواعد تفصيلية صارمة تتضمن السلوكيات التي يجب اتباعها من قبل اللاعبين والعاملين داخل المراكز الرياضية، وأثناء التدريبات لكل الفرق المشاركة في الدوري الإيطالي، ومنها أنه سيتم توزيع اللاعبين على 3 مجموعات، بحيث تضم المجموعة الأولى اللاعبين الذين كانت لديهم أعراض فيروس كورونا واكتمل شفاؤهم، فيما تضم الثانية هؤلاء الذين تعافوا بعد الشعور بأعراض خفيفة، أما المجموعة الثالثة فسوف تخصص للاعبين الذين لم تكن لديهم أي نتائج إيجابية خاصة بالفيروس على الإطلاق، و يمكن حينها إدخالهم في التدريبات بعد التأكد من خلوهم من أي نتائج إيجابية.
ومن ضمن ما تضمنته الوثيقة تعليمات واضحة وصريحة بأنه سيتم إجراء فحوصات كاملة، وأخذ مسحات من حين لآخر مع اختبارات خاصة بالقلب والتنفس إضافة لتحليل الدم لكل لاعب في كل حصة تدريبية، ومن يشتبه في إصابته سيتم السماح له بالمغادرة والدخول في فترة من العزلة الانفرادية لتلقي لعلاج مع متابعته طبيا لعدم تدهور حالته.
أما عن التعليمات الخاصة باللاعبين أثناء التدريبات ذاتها اعتبارا من الرابع من مايو المقبل فقد أكدت الوثيقة التي تم توزيعها على الأندية أن المرحلة الأولى من التدريبات سوف تستمر لـمدة 3 أسابيع، وسوف تكون جزئية حيث يجري اللاعب تمارين فردية فنية . في تلك المرحلة لن يتم السماح بإجراء تدريبات كاملة، وسيُسمح فقط بتمارين التدريب الفني الرياضي بشكلٍ فردي، مع أهمية المحافظة على المسافات وضوابط التباعد الاجتماعي بين اللاعبين والموظفين خلال الأسبوع الأول، على أساس أن يبتعد الأشخاص عن بعضهم البعض بمسافة لا تقل عن مترين.
وخلال الأسبوعين الثاني والثالث ستكون هناك عودة تدريجية للحياة الطبيعية، مع السماح بإجراء تقسيمات بين اللاعبين والعمل الميداني مع المدرب بشكلٍ شبه طبيعي، ولكن مع الالتزام بارتداء الأقنعة، والسماح بالتقارب نسبيا في المسافات بين اللاعبين، مع الالتزام بالتعقيم الشامل واستخدام الأقنعة في كل الأماكن التي يتواجد بها اللاعبون والعاملون بالنادي. الوثيقة ذات ال 47 صفحة ربما لن تكون نهائية بالنسبة للضوابط إذ قد تضاف عليها ضوابط أخرى من قبل وزارة الصحة الإيطالية، وتعليمات أخرى من وزارة الشباب والرياضة، وبالتالي فمن الممكن أن تزيد عن ذلك، .والتساؤل إذا كانت هذه هي الإجراءات والتعليمات الخاصة بالعودة إلى التدريبات، فماذا ستكون عليه التعليمات في العودة إلى المباريات الرسمية؟ . وهل من الوارد أن يفكر الاتحاد الدولي لكرة القدم “ فيفا” في إجراء تعديلات على لوائح اللعبة تعزز من إجراءات الوقاية؟. كان جرافينا قد اتهم من يطالبون بإلغاء مسابقة الدوري بأنهم “لا يحبون كرة القدم، ولا يحبون الايطاليين”، مؤكدا أن كرة القدم واحدة من أهم الصناعات، التي تعود بالنفع على مئات الألاف من العاملين في مجالها، وأن ضوابط العودة للتدريبات سوف تخضع للاختبار المستمر لضمان معايير السلامة. ويتمنى كل عشاق كرة القدم الإيطالية أن تحمل وثيقة جرافينا طوق النجاة لعودة الكرة الإيطالية إلى الملاعب، وأن تكون شمعة في نهاية النفق المظلم الذي تسبب في إيقاف النشاط بشكل كامل وغياب المتعة عن الجماهير العاشقة للساحرة المستديرة.