رئيس الدولة والرئيس الأميركي يبحثان العلاقات الاستراتيجية بين البلدين والتطورات الإقليمية
هل تغيّر بلجيكا قواعد اللعبة مع إيران؟
دعا أول وزير للأمن الداخلي في الولايات المتحدة طوم ريدج دول العالم إلى إدانة النظام الإيراني بسبب جميع الأعمال الإرهابية التي ارتكبها طوال العقود الماضية، إضافة إلى مخططه الأخير بتفجير تجمع للمعارضة الإيرانية في فرنسا. استشهد ريدج في صحيفة “واشنطن تايمز” برواية الأديب البريطاني وليام شيكسبير “تاجر البندقية” التي جاء فيها أن الحقيقة ستنكشف دوماً. وفي الرابع من فبراير (شباط) الحالي، ظهرت حقيقة النظام الإيراني الإرهابي. يدين العالم بالفضل للشعب البلجيكي ومؤسّساته الأمنية والقضائية. حكمت محكمة بلجيكية بأن الديبلوماسي الإيراني أسدالله أسدي خطط لشن اعتداء إرهابي ضد تجمع نظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في يونيو (حزيران) 2018 بالقرب من باريس.
كانت هذه المرة الأولى التي يحاكَم فيها مسؤول بارز من طهران لتورطه المباشر في مخطط إرهابي ترعاه الدولة، وسوف يكون هذا الحكم معدلاً لقواعد اللعبة. وأضاف ريدج، وهو أيضاً حاكم سابق لولاية بنسلفانيا، أن أسدي عمل بالشراكة مع ثلاثة متواطئين لتحقيق هدف وضعه قادة إيران وخصوصاً وزارة الأمن والاستخبارات لتفجير التجمع الذي حضره الآلاف من الأفراد من ضمنهم ديبلوماسيون من دول عدة كالولايات المتحدة. وكانت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي الهدف الأساسي للمخطط. المجلس الوطني هو أكبر بدلاء النظام الثيوقراطي الإيراني وأكثرهم تنظيماً وشعبية. على مدى سنوات، جذب دفاعه عن إيران سلمية وديمقراطية وخالية من السلاح النووي دعماً داخلياً ودولياً متعاظماً، وهذا ما أشار إليه العدد المذهل من الممثلين السياسيين الذين حضروا إلى الاحتفال من جميع أنحاء العالم. وكان التفجير المخطط له مرعياً من الدولة الإيرانية. يرى ريدج أنه آن الأوان لجميع الدول المتمدنة والمحبة للحرية حول العالم أن تلحظ رعاية النظام الخطيرة للإرهاب والتي توسعت لتشمل أوروبا. وكشفت التحقيقات البلجيكية أن أسدي سافر إلى مئات مراكز النظام في أوروبا لينظم ويمول الخلايا الإرهابية النائمة والمخبرين السريين.
في خطاب الاتحاد سنة 2002، دان الرئيس الأسبق جورج بوش الابن النظام الإيراني بسبب مسعاه العدواني نحو أسلحة الدمار الشامل. ووصف قيادة النظام بأنها “قلة غير منتخبة ساعية إلى قمع آمال الشعب الإيراني بالحرية».
يشير ريدج إلى أن آمال الشعب الإيراني تعززت بمرور كل عام. طوال السنوات العشرين الماضية، اعتمد النظام الإيراني الوحشية لقمع الحقيقة وإلغاء كل الجهود الرامية إلى إطلاق الديموقراطية والحريات. على الرغم من ذلك، فشل النظام في قتل سعي الشعب الإيراني لنيل الحرية. على ضوء ما صدر عن المحكمة البلجيكية منذ حوالي أسبوعين، ينبغي على العالم عموماً وحلفاء الولايات المتحدة خصوصاً أن يذكروا أنفسهم بأن إيران واصلت دعم الإرهاب ووكلائها في الشرق الأوسط وسجن واغتيال المعارضين الديموقراطيين وتعزيز تكنولوجيا الصواريخ البالستية وتسريع تخصيب اليورانيوم.
وكتب ريدج أن مخطط التفجير كان عملية قادتها دولة إرهابية تستمر في العمل بعنجهية وازدراء للجنس البشري والأعراف الأساسية للمجتمع المدني، لكنها تفلت من العقاب. وطلب من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول الأخرى أن تشيد بأداء وإصرار الحكومة البلجيكية وقضائها وشعبها على كشف الحقيقة وإدانة السلوك الإيراني الإرهابي بشكل صارخ. لكن الإدانة الكلامية من دون خطوات عملية لن تتمتع بتأثير كبير على النظام المارق الذي كان غير راغب بتاتاً بتغيير سلوكه.
يجب على الدول التي كاد مواطنوها أن يسقطوا ضحية المخطط أن تخفض علاقاتها الديبلوماسية مع إيران كما تابع ريدج. وطالبها أيضاً بتصنيف وزارة الاستخبارات الإيرانية على لائحة الإرهاب، وبمحاسبة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. لقد استخدم النظام الحقيبة الديبلوماسية لنقل المتفجرات والسلك الديبلوماسي والسفارات من أجل تنفيذ أنشطة إرهابية. وشدد ريدج على ضرورة ألا يتلقى النظام الإدانة بسبب المخطط الإرهابي الأخير وحسب بل بسبب إرهابه وقمعه طوال العقود الماضية وعلى ضرورة اصطفاف دول العالم إلى جانب آمال الشعب الإيراني بالحرية. وفي الختام، نظر الكاتب إلى الاعتراف بالمجلس الوطني للمعارضة الإيرانية كبديل للنظام الموجود على أنه الإدانة النهائية لإرهاب طهران.