قدمت شركة «أبل» خصومات جديدة على هواتفها في السوق الصينية لمدة 4 أيام تنتهى في 7 يناير الجاري، وذلك في مسعى لتعزيز تنافسيتها أمام الشركات المحلية مثل «هواوي».  تأتي الخصومات التي تصل إلى 68 دولارًا على أحدث طرازات هواتف «أبل» في وقت حساس، حيث تشهد الصين تباطؤًا اقتصاديًا وارتفاعًا في التضخم، مما يجعل المستهلكين أكثر حذرًا في إنفاقهم.
وفي هذا السياق، قال محمد مغربي، استشاري تأمين البيانات والمنشآت في «The Gate Guardian»: «في عام 2024، تراجعت حصة «أبل» في السوق الصينية خارج قائمة أفضل 5 شركات لصالح شركات مثل «شاومي» و»هواوي». وأوضح لـ»العربية Business»، أنه وفقًا لإحصائيات شركة IDC، كانت «أبل» من الشركات الرائدة في السوق الصينية حتى عام 2022، لكن «هواوي» استطاعت تحقيق نمو كبير في مبيعاتها بنسبة 42%، في حين انخفضت مبيعات «أبل» بنسبة 0.03% في نفس العام. كما تراجعت حصة «أبل» في السوق الصينية من 9% إلى 17% خلال آخر خمس سنوات.
وحول ما إذا كانت «أبل» ستتجه للتركيز على أسواق أخرى في حال استمرار انخفاض حصتها في السوق الصينية، أشار مغربي إلى أن السوق الصينية تظل واحدة من أكبر الأسواق في العالم. وقال: «إذا فقدت «أبل» مكانتها في السوق الصينية، سيكون من الصعب تعويض هذه الخسارة في أي دولة أخرى. لذا من الضروري أن تحافظ «أبل» على مكانتها في السوق الصينية، خاصة أن الخروج من قائمة الشركات الخمس الكبرى في الصين سيكون له تأثير كبير على علامتها التجارية.» كما أضاف مغربي أن «هواوي» كانت قد واجهت تحديات كبيرة بسبب الحظر المفروض عليها، لكن الشركة تمكنت من التغلب عليها عبر تصنيع مكوناتها محليًا في الصين. وقال: «شهدت «هواوي» تعويضًا قويًا في السوق الصينية في 2023، مما ساعدها على زيادة حصتها السوقية بشكل كبير، وهو ما أثر سلبًا على «أبل» التي لا تعتاد على تقديم تخفيضات كبيرة».
وفيما يتعلق بالمقارنة بين استراتيجيات التسعير، أشار مغربي إلى أن «هواوي» تقدم تخفيضات تصل إلى 3 آلاف يوان، وأحيانًا تصل إلى 5 آلاف يوان، بينما لا تقدم «أبل» عادةً خصومات كبيرة.
وأوضح مغربي: «المشكلة التي تواجهها «أبل» هي أن خط إنتاج هواتفها ثابت منذ فترة طويلة ولم تقدم تجديدات كبيرة للمستهلكين، مما يجعلها أقل جذبًا في ظل التنافس الشديد من «هواوي» التي تواصل تقديم ابتكارات تكنولوجية بأسعار تنافسية».