أطماع أنقرة في غاز شرق المتوسط
هل تواصل تركيا سياستها العدائية حيال الناتو؟
هل تستطيع تركيا الاستمرار في سياستها العدائية إزاء حلف الناتو والاتحاد الأوروبي؟ سؤال طرحه الباحث فرانسيس غايلز في مقال بصحيفة ذا آراب ويكلي ، لافتاً إلى أنه بعد رحيل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لن تعود تركيا أبداً ذلك الحليف المطيع للناتو والاتحاد الأوروبي، كما كانت قبل عام 2000.
ويسيطر حزب العدالة والتنمية على السلطة في تركيا منذ عام 2002. وكان أردوغان رئيساً للوزراء منذ عام 2003 وحتى عام 2014 قبل أن يتولى بعد ذلك رئاسة البلاد.
سياسة عدائية .. ويُشير غايلز، وهو زميل مشارك بمركز برشلونة للشؤون الدولية، إلى أن الزيادة الكبيرة في الرخاء، ونشوء طبقة متوسطة جديدة ترافقا مع سياسة خارجية أكثر عدائية مقارنة مع نصف القرن السابق عقب انضمام تركيا إلى حلف الناتو. فبعدما كانت تركيا عضواً مطيعاً في حلف الناتو لفترة طويلة، بحسب الباحث، تعمد حالياً إلى استبدال التعاون الدولي بتحركات أحادية الجانب وتصريحات صدامية. ويعتبر الباحث أن تغيير تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي للبلاد عن طريق نشر نظام صواريخ اس 400 الروسية واحتمالية شراء طائرات سوخوي يُشكل تهديداً حتمياً لبنية الدفاع الصاروخي لحلف الناتو. وتثير تهديدات أردوغان بطرد القوات الأمريكية من القواعد الجوية في أنجرليك وكوريسيك تساؤلات محورية حول التزام تركيا بالتحالف الغربي. وربما يتوافق ذلك مع تحركات روسيا طويلة الأمد لجذب أنقرة بعيداً عن الغرب، وذلك بعد أن أعادت تحديد موقعها العسكري في سوريا، وأرسلت مرتزقة إلى ليبيا وجددت انخراطها النشط في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويوضح الباحث أن محاولات تركيا لتغيير مكانتها بين الشرق والغرب قد لا تبدو مفاجئة لأولئك الذين يتذكرون الجذور العميقة جداً للمشاعر القومية التي تتسم بها تركيا منذ مصطفى كمال آتاتورك، الذي منع تفتيت الهضبة الأناضولية بين فرنسا وإيطاليا وبريطانيا العظمى، خلال الفترة ما بين نهاية الحرب العالمية الأولى ومعاهدة لوزان في عام 1923.
مشروع الهيمنة التركية .. وبين عامي 1926 و2012 كان الأمن القومي مادة يتم تدريسها في المدارس التركية على أيدي ضباط الجيش، لا معلمي التاريخ. وقد منحت الاحتفالات القومية، التي لا حصر لها في تركيا، أردوغان فرصة لاستمالة الرأي العام بسهولة لصالحه منذ عام 2002.
ويرى الباحث أن ثمة أموراً تسمح لأردوغان بالتوسع في مشروع الهيمنة التركية أهمها نشره قوات عسكرية في شمال شرق سوريا، وطائرات بدون طيار مسلحة في شمال قبرص، إضافة إلى المقاتلين التركمانيين السوريين في ليبيا، فضلاً عن المعدات العسكرية المتطورة؛ إذ سيتم نشر أول حاملة طائرات تركية خفيفة هذا العام أو العام المقبل. ويقول المقال: أخفقت تركيا في إقامة قاعدة عسكرية في تونس والجزائر، ولكن بعدما أصبحت لاعباً رئيسياً في استخدام الطائرات بدون طيار، يبدو أردوغان مستعداً للتورط في عمليات القتل المستهدف خارج بلاده .
غاز شرق المتوسط .. ويلفت الباحث إلى أطماع تركيا في غاز شرق المتوسط وتسعى للحصول عليه من خلال سياسة الوطن الأزرق ، وتأمل في أن يتم دعمها بالاتفاق الذي توصلت إليه مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا. وتحاول أنقرة التأكيد على مصالحها من خلال إجراء البحوث والتنقيب قبالة قبرص على متن سفن تركية في مناطق متنازع عليها تحت الحماية العسكرية وطائرات عسكرية بدون طيار. ويضيف الباحث: أخطأ الاتحاد الأوروبي في قبول عضوية قبرص قبل تسوية تقسيم البلاد. ويبدو أن هذا العام سيكون حاسماً، وخاصة في ما يتعلق برد فعل الناتو على نشر أنظمة الصواريخ الروسية أس 400 ، فهل سيتم تقويض مشاركة تركيا في العمليات الحساسة في أوروبا الشرقية؟ وهل ينبغي نقل رادار كوريسيك المتقدم إلى دولة أخرى حليفة في الناتو؟ .
ويلفت الكاتب إلى تراجع شعبية أردوغان وحزبه الحاكم؛ حيث إن ملايين الناخبين الأتراك في تســــــــــع من أكبر عشـر مدن تركية لا يصوتون لصالحه ويعتبرون أن الاتحاد الأوروبي كيان سياسي يقوم على إعلاء القيم.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والتنمية يحصل على ثلث الناخبين فقط، على عكس النسب المرتفعة التي بلغت 46,6% في عام 2007 و49,9% في عام 2011 و41% في عام 2015.
ويختتم بأنه بعد رحيل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نهاية المطاف، لن تعود تركيا أبداً ذلك الحليف المطيع للناتو والاتحاد الأوروبي، كما كانت قبل عام 2000.
ويسيطر حزب العدالة والتنمية على السلطة في تركيا منذ عام 2002. وكان أردوغان رئيساً للوزراء منذ عام 2003 وحتى عام 2014 قبل أن يتولى بعد ذلك رئاسة البلاد.
سياسة عدائية .. ويُشير غايلز، وهو زميل مشارك بمركز برشلونة للشؤون الدولية، إلى أن الزيادة الكبيرة في الرخاء، ونشوء طبقة متوسطة جديدة ترافقا مع سياسة خارجية أكثر عدائية مقارنة مع نصف القرن السابق عقب انضمام تركيا إلى حلف الناتو. فبعدما كانت تركيا عضواً مطيعاً في حلف الناتو لفترة طويلة، بحسب الباحث، تعمد حالياً إلى استبدال التعاون الدولي بتحركات أحادية الجانب وتصريحات صدامية. ويعتبر الباحث أن تغيير تركيا لأنظمة الدفاع الصاروخي للبلاد عن طريق نشر نظام صواريخ اس 400 الروسية واحتمالية شراء طائرات سوخوي يُشكل تهديداً حتمياً لبنية الدفاع الصاروخي لحلف الناتو. وتثير تهديدات أردوغان بطرد القوات الأمريكية من القواعد الجوية في أنجرليك وكوريسيك تساؤلات محورية حول التزام تركيا بالتحالف الغربي. وربما يتوافق ذلك مع تحركات روسيا طويلة الأمد لجذب أنقرة بعيداً عن الغرب، وذلك بعد أن أعادت تحديد موقعها العسكري في سوريا، وأرسلت مرتزقة إلى ليبيا وجددت انخراطها النشط في الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويوضح الباحث أن محاولات تركيا لتغيير مكانتها بين الشرق والغرب قد لا تبدو مفاجئة لأولئك الذين يتذكرون الجذور العميقة جداً للمشاعر القومية التي تتسم بها تركيا منذ مصطفى كمال آتاتورك، الذي منع تفتيت الهضبة الأناضولية بين فرنسا وإيطاليا وبريطانيا العظمى، خلال الفترة ما بين نهاية الحرب العالمية الأولى ومعاهدة لوزان في عام 1923.
مشروع الهيمنة التركية .. وبين عامي 1926 و2012 كان الأمن القومي مادة يتم تدريسها في المدارس التركية على أيدي ضباط الجيش، لا معلمي التاريخ. وقد منحت الاحتفالات القومية، التي لا حصر لها في تركيا، أردوغان فرصة لاستمالة الرأي العام بسهولة لصالحه منذ عام 2002.
ويرى الباحث أن ثمة أموراً تسمح لأردوغان بالتوسع في مشروع الهيمنة التركية أهمها نشره قوات عسكرية في شمال شرق سوريا، وطائرات بدون طيار مسلحة في شمال قبرص، إضافة إلى المقاتلين التركمانيين السوريين في ليبيا، فضلاً عن المعدات العسكرية المتطورة؛ إذ سيتم نشر أول حاملة طائرات تركية خفيفة هذا العام أو العام المقبل. ويقول المقال: أخفقت تركيا في إقامة قاعدة عسكرية في تونس والجزائر، ولكن بعدما أصبحت لاعباً رئيسياً في استخدام الطائرات بدون طيار، يبدو أردوغان مستعداً للتورط في عمليات القتل المستهدف خارج بلاده .
غاز شرق المتوسط .. ويلفت الباحث إلى أطماع تركيا في غاز شرق المتوسط وتسعى للحصول عليه من خلال سياسة الوطن الأزرق ، وتأمل في أن يتم دعمها بالاتفاق الذي توصلت إليه مع حكومة الوفاق الوطني في ليبيا. وتحاول أنقرة التأكيد على مصالحها من خلال إجراء البحوث والتنقيب قبالة قبرص على متن سفن تركية في مناطق متنازع عليها تحت الحماية العسكرية وطائرات عسكرية بدون طيار. ويضيف الباحث: أخطأ الاتحاد الأوروبي في قبول عضوية قبرص قبل تسوية تقسيم البلاد. ويبدو أن هذا العام سيكون حاسماً، وخاصة في ما يتعلق برد فعل الناتو على نشر أنظمة الصواريخ الروسية أس 400 ، فهل سيتم تقويض مشاركة تركيا في العمليات الحساسة في أوروبا الشرقية؟ وهل ينبغي نقل رادار كوريسيك المتقدم إلى دولة أخرى حليفة في الناتو؟ .
ويلفت الكاتب إلى تراجع شعبية أردوغان وحزبه الحاكم؛ حيث إن ملايين الناخبين الأتراك في تســــــــــع من أكبر عشـر مدن تركية لا يصوتون لصالحه ويعتبرون أن الاتحاد الأوروبي كيان سياسي يقوم على إعلاء القيم.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب العدالة والتنمية يحصل على ثلث الناخبين فقط، على عكس النسب المرتفعة التي بلغت 46,6% في عام 2007 و49,9% في عام 2011 و41% في عام 2015.
ويختتم بأنه بعد رحيل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في نهاية المطاف، لن تعود تركيا أبداً ذلك الحليف المطيع للناتو والاتحاد الأوروبي، كما كانت قبل عام 2000.