الشيخة فاطمة: المولد النبوي مناسبة لتعزيز قيم الرحمة والتسامح
هل سرق مبابي قميص لوكا مودريتش؟
انتشر عبر شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يصور النجم الفرنسي كيليان مبابي وهو يسطو على قميص الأسطورة الكرواتية لوكا مودريتش رقم 10 في ريال مدريد.
هذه الفكرة التي تبناها بعض الجماهير التركية؛ لدعم مواطنهم أردا غولر، تم تداولها كنتاج لتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتصور مبابي في صورة اللص الذي يسلب حلم الموهبة الشابة.
الفكرة ذاتها تعكس حالة من الجدل الحقيقي والمشروع حول ارتداء مبابي للرقم الشهير، وتجسد الصراع بين الحاضر اللامع والمستقبل الواعد داخل جدران النادي الملكي.
من الصعب حاليًا التفكير في لاعب أكثر أهمية من كيليان مبابي لارتداء القميص رقم 10 في ريال مدريد بعد رحيل مودريتش. فالنجم الفرنسي لا يمثل فقط قمة الهرم الكروي على المستوى الفني، بل هو أيضًا ظاهرة تسويقية واقتصادية هائلة.
وصول مبابي إلى ريال مدريد في حد ذاته يعد أكبر صفقة في عالم كرة القدم منذ سنوات، وربط اسمه بالرقم 10 الذي ارتداه أساطير مثل فيرينتس بوشكاش، لويس فيغو، ومودريتش نفسه، سيعزز من مكانة اللاعب والنادي على حد سواء.
الجانب الاقتصادي يلعب دورًا حاسمًا في هذا القرار. فمبيعات قمصان مبابي بالرقم 9، الذي ارتداه في موسمه الأول، حطمت الأرقام القياسية بالفعل.
ومن المتوقع أن يؤدي منحه الرقم 10 في الموسم القادم إلى موجة مبيعات جديدة، مما يمثل عائدًا استثماريًا ضخمًا للنادي. فمن منظور تجاري بحت، يُعد تخصيص الرقم الأكثر جاذبية لأكبر نجم في الفريق خطوة منطقية لا تقبل الجدال.
تأتي هذه الخطوة في سياق ترتيب أوسع لأرقام الفريق. فارتداء مبابي للرقم 9 في موسمه الأول كان حلا مؤقتا في ظل أن الرقم 7، الذي ارتبط بمبابي في باريس سان جيرمان، يبدو محجوزًا للبرازيلي فينيسيوس جونيور الذي أصبح أحد قادة الفريق ومن الصعب التفريط فيه أو في رقمه المميز. لذا، يبدو الرقم 10 هو الخيار الأكثر منطقية لمبابي على المدى الطويل.
في المقابل، يمثل أردا غولر الموهبة الشابة التي يأمل الكثيرون رؤيتها ترث هذا الرقم يومًا ما. الشاب التركي أظهر لمحات من عبقرية كروية نادرة، لكنه في الوقت ذاته لم يقدم بعد ما يكفي ليحمل على عاتقه إرث الرقم 10 بكل ما يصاحبه من ضغوط وتوقعات هائلة.
تحميل جولر هذه المسؤولية في هذه المرحلة المبكرة من مسيرته قد يكون مخاطرة كبيرة تعيق تطوره. منحه الوقت لينضج ويتطور بعيدًا عن هذا الضغط هو الخيار الأكثر حكمة.
في النهاية، لا يمكن وصف انتقال القميص رقم 10 إلى مبابي بـ "السرقة". بل هو تسليم وتسلم طبيعي ومنطقي في عالم كرة القدم الاحترافية، حيث يتم تقدير الحاضر القوي والاستثمار فيه.
مبابي هو الحاضر والمستقبل القريب لريال مدريد، بينما يمثل جولر المستقبل الذي لا يزال قيد الصياغة. قد يأتي يوم ويرتدي فيه غولر هذا القميص، ولكن بعد أن يكون قد أثبت جدارته الكاملة على أرض الملعب، وليس فقط بناءً على الموهبة الكامنة والأمنيات.
أما الآن، فالقميص يبدو أنه متجه حتمًا إلى النجم الفرنسي، ليس كهدية، بل كحق اكتسبه بفضل نجوميته وقيمته التي لا تضاهى.