تتصدرها النزاعات في أفغانستان وسوريا والعراق وأوكرانيا

هل سيواجه ترامب أزمات خارجية كبيرة سنة 2020؟

هل سيواجه ترامب أزمات خارجية كبيرة سنة 2020؟

أشار مدير مركز العمل الوقائي في المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية بول ستارس أن تقديم شعار السلام والازدهار هو معادلة رابحة عادة بالنسبة إلى رئيس أمريكي يسعى لولاية ثانية. وبينما بإمكان الرئيس ترامب الحديث عن اقتصاد قوي في الولايات المتحدة، لا يستطيع أن يبدو متفائلاً حول وضع العالم. هذه هي على الأقل خلاصة آخر استطلاع رأي لخبراء سياسيين أجراه المجلس الأمريكي للعلاقات الخارجية. 
حين بدأ المجلس يسأل رأي الخبراء منذ 12 سنة، لم يكن هنالك هذا المستوى المرتفع من القلق بسبب النزاعات المستمرة أو المحتملة. كتب ستارس في صحيفة “ذا هيل” الأمريكية أنه من بين الأزمات الثلاثين المحتملة سنة 2020، تم تقييم ما يقارب نصفها على أنها خطيرة بما فيه الكفاية لاستخدام الجيش الأميركي. وتم الحكم على اثنتين منهما فقط بأنهما تتمتعان باحتمال ضئيل كي تحدثا السنة المقبلة.
 
أولوية
على رأس هذه المخاوف هجوم سيبيري كبير على بنية تحتية أمريكية بما فيها أنظمتها الانتخابية. قلق الخبراء من أن يتم استهداف انتخابات 2020 من قبل قراصنة أو أن يتم التلاعب بها على يد قوة أجنبية كما حصل سنة 2016. يشهد عدد الهجمات السيبيرية على مختلف أنواع البنى التحتية الأمريكية ارتفاعاً مؤكداً ومن المتوقع أن تتفوق السنة الحالية على السنة الماضية من حيث الهجمات السيبيرية المسجلة. 
تسببت هذه الهجمات بضرر وعرقلة بارزين للعديد من البلديات في الولايات المتحدة. وأضاف ستارس أن هناك سبباً وجيهاً للاعتقاد بأن الأنظمة الانتخابية ستكون بخطر سنة 2020. لقد تمت قرصنة آلات التصويت في الماضي، وفشلت جهود الكونغرس في إقرار تشريع انتخابي أمني بشدة. 
 
أعظم خطرين
ذكر ستارس أن الولايات المتحدة لم تعانِ من أي هجوم إرهابي خطير قريب من حجم اعتداءات 11 سبتمبر. مع ذلك، يُعد هجوم إرهابي يُسقط عدداً كبيراً من الضحايا ثاني أكبر هاجس السنة المقبلة. الاضطراب المستمر في الشرق الأوسط وغياب اليقين حول قوة داعش والقدرة المتنامية للإرهابيين الأفراد على شن هجمات قاتلة يمكن جميعها أن تساهم في هذا الخوف. أعظم خطرين في الخارج هما مواجهة مسلحة محتملة مع إيران وأزمة حادة فوق شبه الجزيرة الكورية. بإمكان هاتين الأزمتين أن تندلعا في أي وقت.
 
يبدو ميتاً
برهنت إيران أنها بهجوم صواريخ كروز على منشأة تكرير نفطية سعودية مستعدة لمهاجمة حليف أمريكي ويمكن أن تكون قد شعرت بالقوة بسبب رد الفعل المحدود كي تكرر خطوات مشابهة.
 قد يدفع الاضطراب في إيران قادتها لإطلاق أزمة خارجية لتشتيت الانتباه. 
في هذه الأثناء، إن احتمال اتخاذ إيران قرار مضاعفة التخصيب النووي هو حقيقي أيضاً بما أن الاتفاق النووي الذي وقعه أوباما لتقييد هذا النشاط يبدو ميتاً. إذا حصل ذلك فلن تكون العلاقات الأمريكية الإيرانية متوترة بل ستصبح عدائية بشكل واضح.
بيونغ يانغ
يرى ستارس أن العلاقات مع كوريا الشمالية هي على مسار مشابه مقلق. قالت بيونغ يانغ إن الولايات المتحدة يمكن أن تتوقع هدية وستكون على الأرجح اختباراً لصاروخ طويل المدى إذا فشلت المفاوضات قبل نهاية السنة. إن أي استفزاز كوري شمالي مصمم لانتزاع تنازلات أمريكية سيتسبب على الأرجح بالعودة إلى الوضع الخطير جداً الذي برز خلال الأشهر الأولى من ولاية ترامب.
 
نزاعات ومخاوف أخرى
النزاعات في أفغانستان وسوريا والعراق وأوكرانيا مذكورة أيضاً ضمن لائحة الأحداث الممكن أن تتدهور السنة المقبلة. وفي المناطق القريبة من الولايات المتحدة، ليس الوضع أفضل مع ارتفاع العنف الجنائي في المكسيك فيما لا تظهر الأزمة الفنزويلية أي مؤشر تحسن. في هذه الأثناء، تشكل الظروف المتدهورة في السلفادور وغواتيمالا وهندوراس كما في هايتي مصادر جديدة للقلق، لا على المستوى الإنساني وحسب بل أيضاً في دفع المزيد من المهاجرين للسعي خلف حياة أفضل في الولايات المتحدة.
 
احتمالات خطيرة
ذكر ستارس أن ترامب قد يبدو واثقاً بقدرته على التعامل مع أي مشكلة تعترض طريقه. لقد استطاع إدارة أكثر من 12 أزمة دولية في ولايته. لكن أسلافه سيكونون أول من يذكّرونه بأنه لم يواجه بعد أزمة محورية حقيقية تكون فيها الحرب مع قوة أجنبية على المحك. ويحض الباحث ترامب على عدم الاتكال على حظه بالنظر إلى الاحتمالات الخطيرة التي تنتظر الأمريكيين في السنة الجديدة.