هل يتسبب حزب الله بحرب بين إسرائيل وإيران؟
هزة واحد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية السورية يمكن أن تتحول إلى زلزال يطيح بالهدوء الحذر، يتحول إلى حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر، أو هزة واحدة فقط يمكن أن تحول الضغط إلى تهدئة طويلة ومفاوضات أمريكية إيرانية بمشاركة عربية ودولية تنهي الأزمة أو تؤجل انفجارها طويلاً.
الهزتان بالتأكيد لا تلتقيان، وفق ما يصف مصدر فرنسي على اطلاع بزيارة وزير الخارجية الفرنسي جــــــان ايف لودريان إلى بيروت، فالمســــــــائل معقدة جداً في المنطقة والداخلــــــي منها أكثر من الخارجي، إسرائيل مثلاً تســـــــير في حقــــل من الأزمات بيــــــن وبـــــاء كورونــــا والخلافـــــات الداخلية والمســــــــألة الفلسطينية.
أما إيران فهي أزمة بحد ذاتها لا تعرف من أين تتفجر وتحترق في مراكزها النووية ومواقع الطاقة والنقل، وفي العقوبات التي تلاحق نشاططاتها التجارية كيفما التفتت.
الوزير الفرنسي في بيروت أبلغ اللبنانيين علناً أن الحل الاقتصادي بيدهم وحدهم عبر الالتزام بمقترحات صندوق النقد الدولي، وفي الاجتماعات الداخلية قال لهم التزموا بما يطلب منكم دولياً ولا تسمحوا لحزب الله بالانجرار إلى حرب مع إسرائيل، ستكون مكلفة من كل النواحي، على اللبنانيين واقتصادهم المنهار، وكذلك على الميليشيات والمجتمعات التي تأويها.
في إسرائيل يتابع ضباط الجيش تقارير المخابرات المتراكمة بكثرة، فهم استطاعوا الحصول على نبع للمعلومات عن حزب الله وأسلحته ومخازنها واجتماعات قيادييه الداخلية ومع الإيرانيين وتحركاتهم في سوريا ولبنان وحتى العراق، ومن ضمن هذه المعلومات الاختراق الكبير قبل أيام مع قصف الطائرات لاجتماع ضم ممثلين عن الميليشيات وضباط إيرانيين تحضيرا لقصف مواقع إسرائيلية بصواريخ دقيقة، رداً على تفجير موقع نطنز النووي.
المخابرات الإسرائيلية أبلغت أيضاً رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارك أ. ميلي خلال زيارته لإسرائيل تصورها للوضع على الحدود الشمالية ومحاولات حزب الله الجديدة لحفر أنفاق جديدة عابرة للحدود من قرية رميش اللبنانية، في القطاع الأوسط، ونشره صواريخ بين مواقع سكانية وفي أماكن يمكن استخدامها كملاجئ إضافة إلى نقاط ملاصقة لمواقع القوات الدولية في جنوب لبنان “اليونيفيل».
وركزت الملاحظات الإسرائيلية على أهمية مواصلة واشنطن الضغط على إيران، إلى جانب الحفاظ على العلاقات والتعاون مع القوى المعتدلة في المنطقة، وتعزيزها. كما أشار ضباط المخابرات إلى اطلاعهم بالكامل على خطط الميليشيات إضافة إلى تحركات “الحرس الثوري” ما يمنح الإسرائيليين خطوة متقدمة لمواجهة مختلف السيناريوهات، والعمل لإزالة جميع التهديدات التي يمكن أن تنشأ.
واللافت في الجلسة أن التقدير لدى الجنرال ميلي لم يكن بعيداً عن معلومات المخابرات الإسرائيلية، فهو رأى أن ثمة تراجعا لدى طهران وحزب الله حتى الآن. تراجع ارتبط مع اغتيال قاسم سليماني في مطلع هذه السنة، وتطور في العمليات الأمنية المتلاحقة داخل إيران، فضلاً عن العمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في سوريا على مدى الشهور السبعة الماضية، والتي كانت آخرها الضربة الموجعة على مطار دمشق ومحيطه.
وبرأي الجنرال ميلي، فإن إيران أمام حائط مسدود، وهذا ما سيضعها أمام حلين لا ثالث لهما، إما الحرب بمصائبها وويلاتها، أو تقديم التنازلات والجلوس إلى طاولة المفاوضات لمناقشة كل شيء من التدخلات الخارجية إلى السلاح البالستي والمواقع النووية، والبحث عن حلول وتسويات تنقذ إيران من الانهيار البطيء.