منصور بن زايد: المتحف يعكس رؤية الإمارات نحو تعزيز الثقافة والسلام والتعايش
تساؤلات حول السجائر الإلكترونية
هل يتم تجاهل مخاطر النيكوتين الحقيقية حقا؟!
تساءل بعض الخبراء عما إذا كان النيكوتين حميدا حقا، أو ما إذا كانت آثاره الضارة قد يتم تجاهلها ببساطة من خلال حقيقة مفادها أن السموم الأخرى الموجودة في السجائر أسوأ بكثير.
وهذا يثير تساؤلات حول السجائر الإلكترونية، لأنها غالبا ما تحتوي أيضا على النيكوتين.
وفي الواقع، هناك الآلاف من المواد الكيميائية الضارة في السجائر، بعضها يتواجد بشكل طبيعي في نبات التبغ، والبعض الآخر يضاف في أثناء التصنيع لتعزيز النكهة أو زيادة امتصاص الدخان في الرئتين.
ويعد تأثيره على الدماغ معروفا بشكل جيد، ففي غضون 20 ثانية من استنشاقه، يؤدي إلى إطلاق رسائل كيميائية مثل الدوبامين، المرتبط بالمكافأة والمتعة. ولكنه يزيد أيضا من معدل ضربات القلب وضغط الدم ويجعل الأوعية الدموية تنقبض، نتيجة إطلاق هرمون الأدرينالين.
ويقول جون بريتون، أستاذ علم الأوبئة في جامعة نوتنغهام: "للنيكوتين تأثيرات فسيولوجية على الجسم. إنه يغير ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وله تأثيرات مشابهة للكافيين".
ويوضح بريتون أن إحدى الدراسات القليلة واسعة النطاق التي تهدف إلى اكتشاف آثار النيكوتين على وجه التحديد، أجراها علماء في معهد كارولينسكا في السويد، الذين نظروا في بيانات أكثر من 130 ألف رجل كانوا يستخدمون التبغ الرطب بشكل منتظم، وهو منتج تبغ على شكل كيس شاي يتم وضعه تحت الشفة العليا للسماح للنيكوتين بالتسرب إلى مجرى الدم من خلال الأوعية الدموية الصغيرة في السطح الداخلي للفم.
ووجدت نتائج الدراسة أن المستخدمين المنتظمين لم يكونوا أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية من غير المستخدمين، حسبما ذكرت المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة في عام 2012.
لكن الأبحاث الحديثة التي أجراها فريق مختلف من العلماء في معهد كارولينسكا، تلقي بظلال من الشك على هذه النتائج.
ووجد الباحثون أن النيكوتين الموجود في التبغ الرطب يجعل الشرايين أكثر صلابة، ما يقلل من تدفق الدم ويحتمل أن يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب، وفقا للنتائج المنشورة في مجلة PloS One في يونيو من العام الماضي.
وبشكل منفصل، أظهر بحث تم تقديمه في مؤتمر جمعية القلب الأمريكية في أكتوبر من العام الماضي، أن مستخدمي السجائر الإلكترونية الذين يتعرضون بانتظام للنيكوتين كان أداؤهم أسوأ من غيرهم في اختبارات المشي المصممة للتنبؤ بمخاطر الإصابة بأمراض القلب.
كما أشارت الدراسات المخبرية إلى وجود صلة محتملة ببعض أنواع السرطان.
على سبيل المثال، ثبت أن النيكوتين يغذي نمو خلايا سرطان البنكرياس لدى الفئران، بينما وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن النيكوتين يعزز انتشار خلايا سرطان الثدي إلى الرئتين.
ويقول بريتون: "إن إدمان النيكوتين طوال حياتك ربما يكون على قدم المساواة مع شرب القهوة كل يوم. إن الأدلة التي تربطه بمرض خطير قليلة. الضرر الحقيقي هو من السموم الموجودة في التبغ والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في السجائر الإلكترونية".