معركة كسر عظم في حزام الصدأ
هل يخسر دونالد ترامب أصوات العمال...؟
-- في العامين الأولين من رئاسة ترامب، تم إغلاق أكثر من 1800 مصنع وكل هذا قبل الزلزال الاقتصادي للوباء
-- رسالة جو واضحة ومباشرة: لا يمكنكم الاعتماد على ملياردير، قرش عقاري سابق، للدفاع عن أمريكا العمّال
-- على الديمقراطيين تبني نهج اقتصادي أكثر شعبية، وعلى وجه الخصوص بناء علاقة أوثق مع النقابات
-- ترامب في وضع سيئ في الولايات المصنعة في منطقة البحيرات العظمى، تلك التي ضمنت فوزه عام 2016
-- هل خاب أمل عمال حزام الصدأ في ترامب، أم أغواهم بايدن؟
-- قد يكون العمال ذوي الياقات الزرقاء مستعدين لقلب ستراتهم، لكنهم لن يسلّموا مآزرهم
يبدو أن قلب أمريكا الصناعي لم يعد ينبض لدونالد ترامب.
قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر، يبدو أن هذا الاخير في وضع سيئ في الولايات المصنعة في منطقة البحيرات العظمى، رغم أنها ضمنت فوزه عام 2016.
وبما أن السنوات الأربع الماضية لم تشهد رؤية مصانع حزام الصدأ تنبض بالحياة مجددا كما وعد، فهل سيحاسب جمهور العمال الآن الرئيس المنتهية ولايته؟
في ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان، يتقدّم عليه منافسه الديمقراطي جو بايدن حاليًا بنسبة 6 إلى 8 بالمائة في نوايا التصويت، وفق معدلات موقع التوقّع فايف ثيرتي ايت.
فارق لا شك ان الرئيس كان في غنى عنه: انه يعاني في غالبية الولايات المتأرجحة، واستيلاء الديمقراطيين على هذه الولايات الثلاث سيكون كافيًــــا ليســـتعيدوا البيت الأبيض... وقـــد تبيّن أن دونالـد ترامب في منافســـة شـرسة حتى في ولاية أوهايو، وهي ولاية صناعية رئيسية أخرى في المنطقـــة، سـبق ان فاز فيها بفارق مريح عام 2016.
من معجزة إلى سراب صناعي
إذن، ماذا حدث للذي سوّق نفسه، قبل أربع سنوات، على أنه بطل أمريكا الياقات الزرقاء؟ بالنسبة إلى كيفن غوندلاخ، رئيس جامعة نقابية في ماديسون (ويسكونسن)، فإن التشخيص بسيط: “يدرك العمال الآن أن وعود ترامب كانت فارغة ومضللة. لم يكن لديه قط خطة يمكن أن تفيد العمال هنا أو في أي مكان آخر”. في الواقع، تظهر الأمنيات الطيبة العظيمة لإعادة تصنيع حزام الصدأ، بعد أربع سنوات، خيبة أمل كبيرة.
وحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن وزارة العمل، شهدت الولاية الأولى لدونالد ترامب نقل أكثر من 311 ألف وظيفة أمريكية، رغم الحرب التجارية الطويلة التي يفترض أن تعكس المد. وفي بداية عام 2020، أدت التعريفات الشهيرة على الفولاذ والألمنيوم التي تم تقديمها عام 2018 إلى توفير 2000 وظيفة جديدة فقط في صناعة المعادن الأمريكية. ووجدت دراسة حديثة أجراها معهد وسط اليسار للسياسة الاقتصادية، أنه في العامين الأولين من رئاسة ترامب وحدها، تم إغلاق أكثر من 1800 مصنع في الولايات المتحدة. وكل هذا قبل الزلزال الاقتصادي لوباء كوفيد -19.
ليس مهما، فدونالد ترامب يؤكد، لمن يريد أن يصدّقه، أنه أعاد فعلا إحياء المصانع في منطقة البحيرات العظمى. “من الأفضل أن تصوتوا لي، لقد جلبت لكم الكثير من مصانع السيارات!” ، قال في تجمع انتخابي في ميشيغان في مطلع سبتمبر.
لكن في العام الماضي، أغلقت كل من جنرال موتورز وفورد مصنعًا في الولاية “بعد أن أغلقت شركة كرايسلر مصنعًا آخر عام 2017”. وفي ربيع هذا العام، مرة أخرى، تم إغلاق مصنع للصلب في ضواحي ديترويت، مع ما يقرب من 340 وظيفة.
هالة قوية
ما الذي يدفع العمال لتغيير جلدهم؟ إنها ليست كلها مسألة ميزانية وأرقام، يشير مايكل ماكوري، مدير مركز العمل والديمقراطية في جامعة ولاية أريزونا: “بالنسبة للناخبين الساخطين في هذه الولايات، فإن القضية ليست ما إذا كانت إعادة التصنيع قد حدثت أم لا، ولكن ما إذا كان الرئيس يقاتل من أجلهم، ترامب يعطي انطباعًا بالقتال، أكثر من أي مرشح ديمقراطي منذ أربعين عامًا”، يقول هذا المتخصص في حزام الصدأ
من خلال حروبه التجارية وإعادة التفاوض الناجحة بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، كان دونالد ترامب سيكتسب هالة صلبة لدى ناخبي ذوي الياقات الزرقاء المرهقون بعشرين عامًا من إجماع التجارة الحرة.
“أعتقد أن الدعم لترامب بين رجال الطبقة العاملة البيض لا يزال قوياً”، يؤكد بول كلارك، مدير مدرسة العلاقات الصناعية في جامعة ولاية بنسلفانيا. وتظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس يحتفظ، في النهاية، بدعم حوالي 60 بالمائة من المجموعة الديموغرافية في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.
لا يزال الفارق قويًا، إلا أنه، أقل من 70 بالمائة التي حصل عليها دونالد ترامب من هؤلاء الناخبين عام 2016 في نفس الولايات. لذلك فإن المعسكر الجمهوري يتحسّر على بعض الانشقاقات. أطروحـــــة أيدها كيفن غوندلاخ من نقابته في ولاية ويسكونسن: “أرى عددا متزايدا من العمال يدركون أن ترامب كان ولا يزال دجالًا. يتطوع البعض الآن لإجراء مكالمات هاتفية وتثقيف الناس حول كيفية التصويت أو حتى العمل في مراكز الاقتراع».
صناعة متضررة ومصابة
هل هي الهزيمة في الأفق في حزام الصدأ؟ “يبدو أن ترامب يفقد قوته خصوصا بين النساء ذوات الياقات الزرقاء والذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، يحدد بول كلارك، وخصوصا، على ما أعتقد، بسبب إدارته لفيروس كورونا”. لقد قضى الوباء منذ بداية العام على 740 ألف وظيفة صناعية في الولايات المتحدة، ويرى العديد من الناخبين أن النزيف كان سيكون أقل فتكا لو تصرّفت إدارة ترامب بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، تعرّض السياسات التعديلية للرئيس الآن العمال في القطاع الصناعي لظروف عمل إشكالية. “لقد فشلت إدارة ترامب في إعطاء إرشادات وطنية بشأن سلامة مكان العمل في مواجهة كوفيد-19، فالعمال ببساطة ليسوا محميين”، يتأسف كيفن غوندلاخ.
ونتيجة لذلك، انفجرت في أوائل مايو حالات العدوى في العديد من مصانع تعبئة اللحوم في مينيسوتا وأيوا، وهما ولايتان مهمتان أخريان في الانتخابات. حيث سجّل أحد المصانع، في واترلو، بولاية أيوا، حوالي 1030 حالة إيجابية، خمسة منها كانت قاتلة.
«سكرانتون ضدّ بارك أفينيو»
هل خاب أمل عمال حزام الصدأ المنشقين في دونالد ترامب، أم أغواهم جو بايدن؟ هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن نائب الرئيس السابق باراك أوباما، يعمل بجد لاستعادة هؤلاء الناخبين: فهو يروج بشكل خاص لإنشاء حد أدنى للأجور يبلغ 15 دولارًا في الساعة، ويريد أن يؤمّن لجميع الأمريكيين اثني عشر أسبوعًا وإجازة مرضية مدفوعة الأجر (أمر نادر في الولايات المتحدة حاليًا). ويقدم جو بايدن أيضًا خطة مخصصة خصيصًا لتنشيط النقابات، التي كانت ذات يوم قوة سياسية رئيسية في ولايات مثل ميشيغان أو ويسكونسن.
علاوة على ذلك، يحاول نائب الرئيس السابق أيضًا، مهاجمة صورة دونالد ترامب كبطل شعبوي. ففي اجتماعاته عبر الغرب الأوسط، صدم بايدن جمهوره بأن انتخابات 2020 هي انتخابات “سكرانتون ضد بارك أفينيو”، في إشارة إلى مدينة بنسلفانيا الصناعية حيث ولد، وحي نيويورك الراقي حيث دونالد ترامب يستأجر شققًا فاخرة. الرسالة واضحة ومباشرة: لا يمكنكم الاعتماد على ملياردير، قرش عقاري سابق، للدفاع عن أمريكا العمّال.
لا حزب ولا ربّ عمل
قد تثبت المقولة فعاليتها في ضوء 3 نوفمبر المقبل، ولكن لا يزال أمام الديمقراطيين طريق طويل ليقطعوه لإعادة التواصل مع قاعدتهم العمالية القديمة في حزام الصدأ. “الديمقراطيون اليوم هم حزب من المحترفين ومن ذوي التعليم العالي ومن الأقليات، يلاحظ مايكل ماكوري، حاليا، يستهدفون في الغالب نساء الضواحي والجمهوريين المعتدلين المحبطين، ولا توجد علامة واضحة على رغبتهم في التعاطي مع القضايا التي تشغل بال الطبقة العاملة البيضاء «.
مسافة فاصلة لا مفر منها؟ “أعتقد أنه من أجل شقّ طريقهم إلى هذه المجموعة، سيتعين على الديمقراطيين تبني نهج اقتصادي أكثر شعبية، وعلى وجه الخصوص، بناء علاقة أوثق مع النقابات”، يحلل بول كلارك. جهد كان قد رسمه سناتور فيرمونت بيرني ساندرز منذ حملته الانتخابية عام 2016، ولكن يبدو أن هزيمته المفاجئة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2020 أدت إلى توقفه.
وإذا كان بوسع العديد من ولايات حزام الصدأ أن تعيد الديمقراطيين إلى الوراء يوم الانتخابات، فما هو المكان الذي توفره للطبقة العاملة في أمريكا الغد؟ سؤال لا يزال مفتوحا. ففي الوقت الذي أظهرت فيه أربع سنوات من السياسات الترامبية أن العصر الذهبي للتصنيع لن يأتي قريبًا، فإن مشاريع الاقتصاد 2.0 الكبرى، الرائجة بين بعض الديمقراطيين، لا تلهم الكثيرين.
فخورًا بتراثه الصناعي، لا يرى حزام الصدأ نفسه وادي السيليكون الثاني، ويبدو أنه ينتظر بديلاً. ومع اقتراب موعد اقتراع 3 نوفمبر، قد يكون العمال ذوي الياقات الزرقاء مستعدين لقلب ستراتهم، لكنهم لن يسلّموا مآزرهم. عن سلات اف ار
-- رسالة جو واضحة ومباشرة: لا يمكنكم الاعتماد على ملياردير، قرش عقاري سابق، للدفاع عن أمريكا العمّال
-- على الديمقراطيين تبني نهج اقتصادي أكثر شعبية، وعلى وجه الخصوص بناء علاقة أوثق مع النقابات
-- ترامب في وضع سيئ في الولايات المصنعة في منطقة البحيرات العظمى، تلك التي ضمنت فوزه عام 2016
-- هل خاب أمل عمال حزام الصدأ في ترامب، أم أغواهم بايدن؟
-- قد يكون العمال ذوي الياقات الزرقاء مستعدين لقلب ستراتهم، لكنهم لن يسلّموا مآزرهم
يبدو أن قلب أمريكا الصناعي لم يعد ينبض لدونالد ترامب.
قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 3 نوفمبر، يبدو أن هذا الاخير في وضع سيئ في الولايات المصنعة في منطقة البحيرات العظمى، رغم أنها ضمنت فوزه عام 2016.
وبما أن السنوات الأربع الماضية لم تشهد رؤية مصانع حزام الصدأ تنبض بالحياة مجددا كما وعد، فهل سيحاسب جمهور العمال الآن الرئيس المنتهية ولايته؟
في ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان، يتقدّم عليه منافسه الديمقراطي جو بايدن حاليًا بنسبة 6 إلى 8 بالمائة في نوايا التصويت، وفق معدلات موقع التوقّع فايف ثيرتي ايت.
فارق لا شك ان الرئيس كان في غنى عنه: انه يعاني في غالبية الولايات المتأرجحة، واستيلاء الديمقراطيين على هذه الولايات الثلاث سيكون كافيًــــا ليســـتعيدوا البيت الأبيض... وقـــد تبيّن أن دونالـد ترامب في منافســـة شـرسة حتى في ولاية أوهايو، وهي ولاية صناعية رئيسية أخرى في المنطقـــة، سـبق ان فاز فيها بفارق مريح عام 2016.
من معجزة إلى سراب صناعي
إذن، ماذا حدث للذي سوّق نفسه، قبل أربع سنوات، على أنه بطل أمريكا الياقات الزرقاء؟ بالنسبة إلى كيفن غوندلاخ، رئيس جامعة نقابية في ماديسون (ويسكونسن)، فإن التشخيص بسيط: “يدرك العمال الآن أن وعود ترامب كانت فارغة ومضللة. لم يكن لديه قط خطة يمكن أن تفيد العمال هنا أو في أي مكان آخر”. في الواقع، تظهر الأمنيات الطيبة العظيمة لإعادة تصنيع حزام الصدأ، بعد أربع سنوات، خيبة أمل كبيرة.
وحسب الأرقام الأخيرة الصادرة عن وزارة العمل، شهدت الولاية الأولى لدونالد ترامب نقل أكثر من 311 ألف وظيفة أمريكية، رغم الحرب التجارية الطويلة التي يفترض أن تعكس المد. وفي بداية عام 2020، أدت التعريفات الشهيرة على الفولاذ والألمنيوم التي تم تقديمها عام 2018 إلى توفير 2000 وظيفة جديدة فقط في صناعة المعادن الأمريكية. ووجدت دراسة حديثة أجراها معهد وسط اليسار للسياسة الاقتصادية، أنه في العامين الأولين من رئاسة ترامب وحدها، تم إغلاق أكثر من 1800 مصنع في الولايات المتحدة. وكل هذا قبل الزلزال الاقتصادي لوباء كوفيد -19.
ليس مهما، فدونالد ترامب يؤكد، لمن يريد أن يصدّقه، أنه أعاد فعلا إحياء المصانع في منطقة البحيرات العظمى. “من الأفضل أن تصوتوا لي، لقد جلبت لكم الكثير من مصانع السيارات!” ، قال في تجمع انتخابي في ميشيغان في مطلع سبتمبر.
لكن في العام الماضي، أغلقت كل من جنرال موتورز وفورد مصنعًا في الولاية “بعد أن أغلقت شركة كرايسلر مصنعًا آخر عام 2017”. وفي ربيع هذا العام، مرة أخرى، تم إغلاق مصنع للصلب في ضواحي ديترويت، مع ما يقرب من 340 وظيفة.
هالة قوية
ما الذي يدفع العمال لتغيير جلدهم؟ إنها ليست كلها مسألة ميزانية وأرقام، يشير مايكل ماكوري، مدير مركز العمل والديمقراطية في جامعة ولاية أريزونا: “بالنسبة للناخبين الساخطين في هذه الولايات، فإن القضية ليست ما إذا كانت إعادة التصنيع قد حدثت أم لا، ولكن ما إذا كان الرئيس يقاتل من أجلهم، ترامب يعطي انطباعًا بالقتال، أكثر من أي مرشح ديمقراطي منذ أربعين عامًا”، يقول هذا المتخصص في حزام الصدأ
من خلال حروبه التجارية وإعادة التفاوض الناجحة بشأن اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية، كان دونالد ترامب سيكتسب هالة صلبة لدى ناخبي ذوي الياقات الزرقاء المرهقون بعشرين عامًا من إجماع التجارة الحرة.
“أعتقد أن الدعم لترامب بين رجال الطبقة العاملة البيض لا يزال قوياً”، يؤكد بول كلارك، مدير مدرسة العلاقات الصناعية في جامعة ولاية بنسلفانيا. وتظهر استطلاعات الرأي أن الرئيس يحتفظ، في النهاية، بدعم حوالي 60 بالمائة من المجموعة الديموغرافية في بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن.
لا يزال الفارق قويًا، إلا أنه، أقل من 70 بالمائة التي حصل عليها دونالد ترامب من هؤلاء الناخبين عام 2016 في نفس الولايات. لذلك فإن المعسكر الجمهوري يتحسّر على بعض الانشقاقات. أطروحـــــة أيدها كيفن غوندلاخ من نقابته في ولاية ويسكونسن: “أرى عددا متزايدا من العمال يدركون أن ترامب كان ولا يزال دجالًا. يتطوع البعض الآن لإجراء مكالمات هاتفية وتثقيف الناس حول كيفية التصويت أو حتى العمل في مراكز الاقتراع».
صناعة متضررة ومصابة
هل هي الهزيمة في الأفق في حزام الصدأ؟ “يبدو أن ترامب يفقد قوته خصوصا بين النساء ذوات الياقات الزرقاء والذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، يحدد بول كلارك، وخصوصا، على ما أعتقد، بسبب إدارته لفيروس كورونا”. لقد قضى الوباء منذ بداية العام على 740 ألف وظيفة صناعية في الولايات المتحدة، ويرى العديد من الناخبين أن النزيف كان سيكون أقل فتكا لو تصرّفت إدارة ترامب بشكل أفضل.
بالإضافة إلى ذلك، تعرّض السياسات التعديلية للرئيس الآن العمال في القطاع الصناعي لظروف عمل إشكالية. “لقد فشلت إدارة ترامب في إعطاء إرشادات وطنية بشأن سلامة مكان العمل في مواجهة كوفيد-19، فالعمال ببساطة ليسوا محميين”، يتأسف كيفن غوندلاخ.
ونتيجة لذلك، انفجرت في أوائل مايو حالات العدوى في العديد من مصانع تعبئة اللحوم في مينيسوتا وأيوا، وهما ولايتان مهمتان أخريان في الانتخابات. حيث سجّل أحد المصانع، في واترلو، بولاية أيوا، حوالي 1030 حالة إيجابية، خمسة منها كانت قاتلة.
«سكرانتون ضدّ بارك أفينيو»
هل خاب أمل عمال حزام الصدأ المنشقين في دونالد ترامب، أم أغواهم جو بايدن؟ هناك شيء واحد مؤكد، وهو أن نائب الرئيس السابق باراك أوباما، يعمل بجد لاستعادة هؤلاء الناخبين: فهو يروج بشكل خاص لإنشاء حد أدنى للأجور يبلغ 15 دولارًا في الساعة، ويريد أن يؤمّن لجميع الأمريكيين اثني عشر أسبوعًا وإجازة مرضية مدفوعة الأجر (أمر نادر في الولايات المتحدة حاليًا). ويقدم جو بايدن أيضًا خطة مخصصة خصيصًا لتنشيط النقابات، التي كانت ذات يوم قوة سياسية رئيسية في ولايات مثل ميشيغان أو ويسكونسن.
علاوة على ذلك، يحاول نائب الرئيس السابق أيضًا، مهاجمة صورة دونالد ترامب كبطل شعبوي. ففي اجتماعاته عبر الغرب الأوسط، صدم بايدن جمهوره بأن انتخابات 2020 هي انتخابات “سكرانتون ضد بارك أفينيو”، في إشارة إلى مدينة بنسلفانيا الصناعية حيث ولد، وحي نيويورك الراقي حيث دونالد ترامب يستأجر شققًا فاخرة. الرسالة واضحة ومباشرة: لا يمكنكم الاعتماد على ملياردير، قرش عقاري سابق، للدفاع عن أمريكا العمّال.
لا حزب ولا ربّ عمل
قد تثبت المقولة فعاليتها في ضوء 3 نوفمبر المقبل، ولكن لا يزال أمام الديمقراطيين طريق طويل ليقطعوه لإعادة التواصل مع قاعدتهم العمالية القديمة في حزام الصدأ. “الديمقراطيون اليوم هم حزب من المحترفين ومن ذوي التعليم العالي ومن الأقليات، يلاحظ مايكل ماكوري، حاليا، يستهدفون في الغالب نساء الضواحي والجمهوريين المعتدلين المحبطين، ولا توجد علامة واضحة على رغبتهم في التعاطي مع القضايا التي تشغل بال الطبقة العاملة البيضاء «.
مسافة فاصلة لا مفر منها؟ “أعتقد أنه من أجل شقّ طريقهم إلى هذه المجموعة، سيتعين على الديمقراطيين تبني نهج اقتصادي أكثر شعبية، وعلى وجه الخصوص، بناء علاقة أوثق مع النقابات”، يحلل بول كلارك. جهد كان قد رسمه سناتور فيرمونت بيرني ساندرز منذ حملته الانتخابية عام 2016، ولكن يبدو أن هزيمته المفاجئة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2020 أدت إلى توقفه.
وإذا كان بوسع العديد من ولايات حزام الصدأ أن تعيد الديمقراطيين إلى الوراء يوم الانتخابات، فما هو المكان الذي توفره للطبقة العاملة في أمريكا الغد؟ سؤال لا يزال مفتوحا. ففي الوقت الذي أظهرت فيه أربع سنوات من السياسات الترامبية أن العصر الذهبي للتصنيع لن يأتي قريبًا، فإن مشاريع الاقتصاد 2.0 الكبرى، الرائجة بين بعض الديمقراطيين، لا تلهم الكثيرين.
فخورًا بتراثه الصناعي، لا يرى حزام الصدأ نفسه وادي السيليكون الثاني، ويبدو أنه ينتظر بديلاً. ومع اقتراب موعد اقتراع 3 نوفمبر، قد يكون العمال ذوي الياقات الزرقاء مستعدين لقلب ستراتهم، لكنهم لن يسلّموا مآزرهم. عن سلات اف ار