هل يراهن ترامب على فوز سياسي في كاليفورنيا؟

هل يراهن ترامب على فوز سياسي في كاليفورنيا؟


يدرك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوة الصور وذلك التأثير الذي تحققه، ويرى أن الاحتجاجات العنيفة في لوس أنجليس ضد قوانين الهجرة وفّرت له العناصر اللازمة لإعادة إظهار رسالته الصارمة ضد الجريمة والعنف والمهاجرين، وعمله على تحقيق شعاره، الذي طالما تغنى به خلال حملته الانتخابية، بـ»جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى».
وأظهر فيديو متظاهرين يحتجون على أوامر ترامب بالترحيل، وبعضهم يحرق سيارات، أو يصطفون وجهاً لوجه ضد قوات الحرس الوطني الفيدرالية الجديدة، ما يُشكّل مجموعة من الأوراق السياسية التي يُراهن الرئيس على أنها مُفيدة له في تحقيق أهداف إدارته، بحسب تقرير لصحيفة «وول ستريت جورنال» .

مصلحة ترامب
وقال خبير استطلاعات الرأي الجمهوري ويت آيرز: «كما هو الحال غالباً، يُمارس خصوم ترامب لعبةً لصالحه. هذا هو بالضبط نوع الصراع الذي يُحبه، حيث يحمل خصومه أعلاماً مكسيكية أمام سيارات محترقة».
ويردّ الديمقراطيون بأن قرار ترامب بإرسال 2000 فرد من الحرس الوطني إلى ثاني أكبر مدينة في البلاد، من حيث عدد السكان خلال عطلة نهاية الأسبوع أدى إلى تفاقم التصعيد، وأثار تساؤلات قانونية حول حقوق الولايات في عهد ترامب.
وبحسب تقرير الصحيفة،: «أمر واحد مؤكد.. لقد ساعدت لوس أنجليس ترامب على تغيير الرواية السائدة حول انفصال ترامب الفوضوي عن الملياردير إيلون ماسك أواخر الأسبوع الماضي، وكذلك حول الجدل الدائر حول تخفيضات برنامج في مشروع قانون الضرائب والإنفاق، الذي يحثّ الكونغرس على إقراره».
وقال الخبير الاستراتيجي الديمقراطي تشاك روشا: «في كل يوم يتحدث فيه ترامب عن الهجرة، بدلًا من الحديث عن حرمان 13 مليون شخص من التأمين الصحي يُدرك أنه فائز»، مضيفاً: «يريد أن يرى الناس يقفون فوق السيارات المحترقة، ويلوحون بالعلم المكسيكي.. هذه هي الصورة الدقيقة التي قد تساعده على تحقيق أداء أفضل في انتخابات التجديد النصفي».
وتُظهر استطلاعات الرأي أن معظم الناخبين يثقون بحزب ترامب أكثر من الديمقراطيين فيما يتعلق بالجريمة والشرطة، كما لا تزال حملة ترامب على الهجرة غير الشرعية تحظى بشعبية، لا سيما جهود ترحيل المجرمين.
أفعال محفوفة بالمخاطر
وترى الصحيفة، أن أفعال ترامب تأتي «محفوفة بالمخاطر»، حيث يعتبرها البعض تجاوزاً للأعراف وتجاوزاً للسلطة بفرضه نظاماً فيدرالياً على قوات الحرس الوطني، رغم اعتراض حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم والمسؤولين المحليين، اتخذ ترامب خطوة لم تحدث منذ أن اختار الرئيس الأسبق ليندون جونسون عام 1965 تجاوز حاكمٍ مؤيد للفصل العنصري في حقبة الحقوق المدنية.
طرح ترامب فكرة نشر القوات خلال ولايته الأولى، عندما اندلعت الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد في أعقاب مقتل جورج فلويد، لكن وزير دفاعه آنذاك، مارك إسبر، رفض فكرته، وقال إنه نادراً ما ينبغي نشر القوات العسكرية العاملة في الشوارع الأمريكية لقمع الاحتجاجات.
بعد قرابة 5 أشهر من ولايته الثانية، أحاط ترامب نفسه بمساعدين ومسؤولين حكوميين منسجمين إلى حد كبير مع نهجه العدائي، بينما كان فريقه خلال جولته الأولى في البيت الأبيض يوفر له الحماية في كثير من الأحيان، فإن الموالين له الآن حريصون على تطبيق غرائزه السياسية.
 لطالما جادل الرئيس بأن القادة الديمقراطيين كانوا سلبيين للغاية في معالجة الاضطرابات في مينيابوليس وأماكن أخرى بعد مقتل فلويد على يد الشرطة في مايو (أيار) 2020، وأن الرئيس السابق جو بايدن كان غير فعال في مواجهة الاضطرابات في الحرم الجامعي التي أشعلها هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب له تاريخ في تصعيد المواجهات بين الاحتجاجت والشرطة، وخلط الأوراق، رغم أن هذا لم يُحقق له دائمًا انتصاراتٍ سياسية.