هل يساعد شرب حليب ساخن بالعسل على النوم؟

هل يساعد شرب حليب ساخن بالعسل على النوم؟

ممارسة الرياضة قبل النوم تسبب الأرق، تناول كوب من الحليب الدافئ مع العسل يساعد على النوم بسرعة. هذه وغيرها مجموعة من الأقوال المتداولة بين الكثير من الناس بخصوص النوم. لكن ما حقيقة هذه الادعاءات من الناحية العلمية؟
النوم المتقطع قد تكون له آثار سلبية على صاحبه، منها الشعور بالتعب خلال اليوم وقلة التركيز. لذلك يلجأ الكثيرون إلى تجريب وسائل مختلفة للحصول على نوم أفضل مثل شرب حليب دافئ بالعسل أو شاي بالأعشاب..لكن هل هذه الوصفات فعلا مجدية وتساعد على الاستمتاع بنوم هادئ؟


الحليب الساخن بالعسل
حسب مؤسسة النوم الألمانية فإن المشروب الساخن سواء كان حليبا أو شايا قد يساعد على النوم، فالمشروب الدافئ يساعد على الارتخاء ويزيل الإجهاد ويوقف تدفق هرمون الكورتيزول قبل الخلود للنوم. أيضا أخذ حمام ساخن أو ممارسة تمارين الاسترخاء أو اليوغا يمنح شعورا بالاسترخاء
ويساعد على النوم بشكل أفضل.
وتقول الخبيرة في علم التغذية بريغيته نويمان "حتى في ظل غياب إثباتات علمية حول العلاقة بين شرب الحليب الدافئ مع العسل والنوم إلا أن الكثير من الناس يؤكدون أن هذا المشروب يساعدهم ويشعرهم بالاسترخاء". وتضيف نويمان بأنه مادام لا توجد أشياء تؤكد العكس فيمكن اعتماد ذلك وتجريبه.

تجنب الكحول والمشروبات المنبهة قبل النوم
يقول البعض إن شرب كوب من البيرة أو النبيذ بعد يوم متعب يساعد على النوم. هل هذا صحيح؟ الخبيرة نويمان تفند ذلك وتعتبر أن الكحول يسبب إزعاج في النوم. قد يكون صحيحا أن التأثيرات المهدئة للكحول قد تجعلك تنام بسرعة لكن سيصعب عليك النوم بشكل متواصل وقد تجد نفسك تستيقظ باستمرار خلال الليل ولا تستمتع بالنوم. بل إن استهلاك كمية كبيرة من الكحول يسبب شعورا بالضيق والدوخة ويؤثر على النوم العميق ويحفز الكوابيس.
لكن من جهة أخرى تقول نويمان "لا يوجد مانع من تناول كأس من النبيذ الأحمر أو كأس من البيرة في وقت مبكر من الليل، فالجسم يكون له وقت كاف للتخلص من الكحول..". وما ينطبق على التحذير من استهلاك الكحول قبل النوم ينطبق أيضا على باقي المشروبات المنبهة مثل الشاي الأسود والقهوة وكوكا كولا. وفق ما جاء في موقع تي أونلاين الألماني.
الرياضة قبل النوم
يؤكد خبراء أن ممارسة تمارين رياضية مجهدة قبل الذهاب لليوم تسبب صعوبة في النوم لأن الجسم يكون في وضع متأهب وحالة استيقاظ.  لكن الوضع سيكون مختلفا إذا تمت ممارسة الرياضة خلال اليوم أو بضع ساعات قبل النوم. فتمارين اللياقة البدنية الخفيفة أو اليوغا قد تزيل التوتر وتفرز هرمون السعادة (الإندورفين) مما يجعل النوم أكثر استرخاء وهدوء.

قاعدة النوم لسبع ساعات
حاجات الإنسان للنوم الكافي تختلف من شخص لآخر. فبينما تكفي البعض خمس ساعات نوم للشعور بالراحة يحتاج البعض الآخر لسبع أو ثماني ساعات نوم لاستعادة نشاطهم. ويوصي خبراء النوم باتباع كل شخص لحاجته الشخصية للنوم.
وتوضح تيا هيرولد، المديرة الإدارية لمؤسسة النوم الألمانية وعضو الجمعية الألمانية لأبحاث النوم وطب النوم، ذلك بالقول "من يشعر بالحيوية بعد خمس ساعات نوم ليس مطالبا بالنوم سبع ساعات. لكن بالنسبة للغالبية العظمى من الناس فإن النوم سبع أو ثمان ساعات هو الأفضل بالنسبة للصحة".
وتجدر الإشارة إلى أن الحاجة للنوم تختلف باختلاف المراحل العمرية أيضا، إذ ينام الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عاما في المعدل تسع ساعات. وفي الأربعينات من العمر ينام الناس في المعدل سبع ساعات. وبين 55 و60 عاما ست ساعات ونصف. والأشخاص الأصحاء البالغين من العمر 80 عاما ينامون في المعدل ست ساعات في الليلة، كما جاء في موقع تي أونلاين الألماني.

اضطراب النوم
عدم النوم المريح بالليل يجعل الواحد منا مجهدا وضعيف التركيز، وكلما تقدم السن قد يزداد الامر سوءاً، لكن هناك خطوات تساعد في مجابهة اضطراب النوم، فما الذي يمكن فعله لتخفيف هذه المشكلة، وهل لكورونا علاقة بهذا الامر؟
لكثير من الناس فإن التقدم في العمر أو الوصول لمرحلة الشيخوخة يجعل  الوصول لمرحلة النوم العميق أو النوم بعمق  لفترة طويلة في الليل  أمرا صعبا، بحسب ما يقول الخبراء.
وتعاني النساء بشكل خاص في كثير من الأحيان من مثل هذا الأرق لأسباب بيولوجية. لكن اضطرابات النوم هي أيضًا جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية لدى الرجال، بحسب ما نقل موقع "تي أونلاين" الألماني عن ماتياس شفاب، طبيب الأعصاب ورئيس "مختبر النوم" بمستشفى جامعة ينا بشرق ألمانيا.
ويوضح الخبير "مثلما تظهر التجاعيد على الخارج، يشيخ الدماغ أيضًا، وينام الإنسان بشكل أقل ولفترات ليست بطويلة".
على الرغم من أن هذا أمر مرهق للعديد من المتضررين، إلا أنه في الأصل ليس ضارًا بالصحة.

أسباب اضطراب النوم
أسباب اضطرابات النوم أو الأرق يمكن التعرف عليها من خلال الفحص في أحد "مختبرات النوم" المنتشرة بالمئات في ربوع ألمانيا.
لكن من أكثر الأسباب شيوعا لاضطرابات النوم الضوضاء والضغوط العصبية، ولذلك فإن ظروف وباء كورونا قد تتسبب لدى البعض في زيادة اضطراب النوم. وقد أظهر استطلاع للرأي لصالح إحدى شركات التأمين الصحي في ألمانيا أن ظروف كورونا جعلت واحدا من كل عشرة أشخاص ينام بشكل أسوأ وزاد الأمر بالنسبة لمن يتعرضون لضغوط بسبب الوباء ففي هذه الحالة تصبح النسبة واحدا من كل أربعة.