تدميره قد يعد تصعيداً لا تستطيع طهران التغاضي عنه

هل يشعل «نور» حرباً بين إيران وإسرائيل؟

هل يشعل «نور» حرباً بين إيران وإسرائيل؟


وصلت الحرب غير المعلنة بين إيران وإسرائيل إلى آفاق جديدة، أو بشكل محدد، إلى 432 كيلومتراً، حيث أول قمر تجسس إيراني، وفق مايكيل بيك، كاتب مساهم في تحرير موقع “ناشونال إنترست”، وزميل لدى منتدى الشرق الأوسط.
وحسب بيك، يمثل القمر الجديد أكثر من مجرد نقطة مفيدة بالنسبة لإيران لتراقب عدوها الألد، إسرائيل. ولكن نظراً لافتقار إيران لطائرات استطلاع متطورة وطائرات دون طيار قادرة على اختراق المجال الجوي الإسرائيلي، قد يكون قمر صناعي أفضل وسيلة تمكن طهران من جمع معلومات استخباراتية حقيقية عن إسرائيل.
هذا الأمر يثير بحسب الكاتب تساؤلاً أساسياً: هل ستذهب إسرائيل لتدمير تلك العين الإيرانية الجديدة التي تراقبها من الفضاء؟.

مشروع عسكري
وفيما وضعت سابقاً وكالة الفضاء الإيرانية في المدار أقماراً للاتصالات ولتصوير مواقع مدنية، يعد قمر التجسس نور الذي أطلقته في 22 أبريل(نيسان)، مشروعاً عسكرياً واضحاً يديره الحرس الثوري الإيراني. وينقل مسار المدار الأرضي المنخفض(LEO) القمر الصناعي المذكور إلى ما فوق شمال أفريقيا والمتوسط، ما يضع إسرائيل ضمن مجال رؤية الكاميرا الفضائية.

تذكير
ويرى كاتب المقال أنه بالنسبة لإيران المحاصرة بين فكي العقوبات الاقتصادية الأمريكية وجائحة فيروس كورونا، يعتبر القمر نور تذكيراً للداخل الإيراني ولأعداء طهران في العالم بأن للنظام عضلات.
ويشبه الكاتب إطلاق إيران للقمر نور كإشارة إلى أن طهران لاعب يجب أن يحسب له حساب، مذكراً بإطلاق الاتحاد السوفييتي قمر سبوتنيك الذي آذن بتحوله الى قوة تكنولوجية 1957, وبالفعل أعلن الجنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإسلامي: “بتنا نراقب اليوم الأرض من السماء، وهذا دليل على أن قوة عالمية قيد التكون”.

قدرات محدودة
ويرى الكاتب بأن القمر نور مبهر من الناحية التقنية بالمقارنة مع أقمار صناعية أخرى.
وأشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إلى أن صاروخ قاصد، بصفته حاملاً لصاروخ باليستي مسلح نووي، لديه قدرة محدودة لدرجة أنه لا يمكنه إيصال قمر صناعي إلا إلى مدار منخفض لمراقبة الأرض. والأهم من ذلك هو أصغر من أن يحمل رأساً نووياً. ولكن، برأي الكاتب، يستحق إنجاز إيران الفضائي أكثر من مجرد وصفه على لسان مسؤولين أمريكيين بأنه “كاميرا عديمة الجدوى تتقلب في الفضاء”.
ولكن في نظر استراتيجيين إيرانيين، يعتبر قمر التجسس من الفضاء بمثابة هدية من السماء. وتمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية الموجهة نحو أعدائها كإسرائيل، فيما يمتلك وكيلها حزب الله 150,000 صاروخ في لبنان، من ضمنها أسلحة موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي، ومجموعات مطورة حديثاً تحول صواريخ غير موجهة إلى ذخائر ذكية. وتفتقر إيران وحزب الله إلى معلومات استخباراتية حقيقية لتوجيه تلك الصواريخ، ولكن قمراً صناعياً يمر فوق إسرائيل كل ساعتين كفيل بأن يوفر صوراً محدثة حول تحركات قوات إسرائيلية، وحول قواعد جوية وبنية تحتية أساسية.

برنامج متطور
ولكن وحسب الكاتب، لسوء حظ طهران، تمتلك إسرائيل برنامجاً فضائياً أكثر تطوراً وضع بالفعل أقمار تجسس في المدار. كما طورت إسرائيل أجهزة اعتراضية قادرة على إسقاط صواريخ باليستية، وحتى أنها نفذت محاولة شبه ناجحة لوضع مسبار غير مأهول على القمر.
وإلى حينه، عرضت الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند أسلحة مضادة للأقمار الصناعية.

تحييد الصواريخ؟
ولكن إن أمكن لدولة ما إطلاق قمر صناعي، فهي قادرة على معرفة كيفية إسقاط آخر. وفي واقع الأمر، طرح، في  2009، مسؤولون إسرائيليون إمكانية تحويل آرو – 3 ، القادر على اعتراض صواريخ باليستية تجوب الفضاء الخارجي- إلى سلاح مضاد للأقمار الصناعية.
وفي هذا السياق، يتساءل الكاتب إذا نشب صدام كبير بين إسرائيل وإيران، أو بين إسرائيل وحزب الله- أو حتى إذا كانت هناك نذر شؤم بأن حرباً قادمة، فهل ستعمل إسرائيل على تحييد صواريخ إيرانية؟. ولكن تدمير قمر صناعي لدولة ما يعد عملاً من أعمال الحرب.
وعانت إيران اغتيالات على أراضيها وواجهت غارات جوية ضد قواتها في سوريا، وأيضاً تحليق طائرات الشبح F-35 فوق أراضيها. ولكن تدمير قمر صناعي مثل قمر نور قد يعد تصعيداً لا تستطيع طهران التغاضي عنه.
    
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot