هل يعيد بايدن مشاهد ذل إدارة أوباما أمام إيران؟ يدن مشاهد ذل إدارة أوباما أمام إيران؟

هل يعيد بايدن مشاهد ذل إدارة أوباما أمام إيران؟   يدن مشاهد ذل إدارة أوباما أمام إيران؟


ترى المحللة المالية والمستشارة السياسية مورغان أورتاغوس أن عودة الإدارة الأمريكية الحالية إلى الاتفاق النووي، ستكون أكثر خطوة مثيرة للجدل والتشنج في سياسة واشنطن الخارجية. فالمؤشرات الأولى من الإدارة تظهر أن فريق بايدن يفشل في إدراك الواقع الجديد في الشرق الأوسط، وفي عالم ما بعد الاتفاق الإبراهيمي.
وكتبت أورتاغوس التي شغلت منصب المتحدثة باسم وزارة الخارجية بين 2019 و2021 في موقع “ذا فيديراليست” أن التاريخ يميل إلى تكرار نفسه.
وفي المفاوضات  بين2014 و2015 مع إيران، سرت إشاعات عن مطاردة الديبلوماسيين الأمريكيين نظراءهم الإيرانيين داخل قاعات الفندق في سويسرا، بعدما غادروا طاولة التفاوض. واعترف كبير المفاوضين الأمريكيين بأنه بكى أمام كبار المسؤولين الإيرانيين وهو ما أثر في نظرائهم الثيوقراطيين.

بايدن ورث فرصة تاريخية
عكس الاتفاق الذي وقعته إدارة أوباما دون أن تحيله إلى الكونغرس يأس المفاوضين الغربيين. وبعد سنوات من زيادة النظام الإيراني إرهابه في المنطقة، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق في 2018 وفرضت حملة ضغط أقصى تاريخية أدت إلى غرق النظام في مآزق سياسية واقتصادية وديبلوماسية.
وورث الرئيس بايدن إيران وهي في أمس الحاجة إلى شريان حيوي ديبلوماسي واقتصادي. فرغت 200 مليار دولار من خزائنها بسبب العقوبات، وبات وكلاؤها مثل حماس وحزب الله، على مشارف الإفلاس. وما حدث تالياً ربما كان أكثر ما خشيه النظام.
في نوفمبر(تشرين الثاني) 2019، تدفق الإيرانيون إلى شوارع 200 مدينة محرقين عشرات المباني التي يسيطر عليها النظام. ومزقوا لافتات ثورية، ورفضوا دوس الأعلام الأمريكية والإسرائيلية المرسومة على الطرقات.
ومن جهة ثانية، أصبح النظام أكثر عزلة في المنطقة مع عمليات السلام التي جمعت الدول العربية وإسرائيل. لقد سلم ترامب إدارة بايدن أكبر قوة تفاوض مع إيران وسيبلي وزير الخارجية الحالي أنطوني بلينكن بلاء حسناً إذا استفاد من النفوذ.
وبعدما تجاهلت إيران عرض بايدن للعودة إلى الاتفاق النووي، يستعد المسؤولون الأمريكيون لرهان جديد.
الخطأ الكبير
منذ أقل من أسبوعين، قال مسؤولون أمريكيون رفضوا كشف أسمائهم لوكالة رويترز إن إيران لا تحتاج للعودة إلى الامتثال للاتفاق النووي لتحصل على فترة استراحة موقتة من العقوبات. وذكر “بوليتيكو” في الأسبوع الماضي أيضاً استعداداً لتقديم مقترح يطلب من إيران إيقاف بعض الخطوات التقنية التي أقدمت عليها في يناير(كانون الثاني) مقابل تخفيف الولايات المتحدة العقوبات.
إذا كان ذلك صحيحاً فسيكون خطأ كبيراً في السياسة الخارجية. إلى اليوم، لم يتخذ النظام الإيراني أي خطوات تنم عن حسن نية ليستحق هذا المقترح، فرد بعناد في الوقت الذي وسعت فيه الولايات المتحدة حسن نيتها، ورفض اللقاء بالأمريكيين، وهاجم وكلاؤه المصالح الأمريكية في العراق، ما أدى إلى سقوط 10 ضحايا من بينهم قتيل أمريكي.

فريقه يصاب بالإغماء
أضافت أورتاغوس أن تخفيف الولايات المتحدة العقوبات سيأتي على خلفية تصعيد إيران لضغطها بزيادة تخصيبها وأبحاثها حول الأسلحة النووية. وعوض معاقبة هذا النشاط، أحبطت الولايات المتحدة قراراً صادراً عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية آملة أن يحسن ذلك السلوك الإيراني.
هذا ما لم يحصل، وبطريقة غير مفاجئة. تتصرف إيران على أنها صعبة المنال وفريق بايدن يكاد يصاب بالإغماء من شدة تأثره.
وتشير أورتاغوس إلى أن كل ذلك متوقع، والنتيجة التي نوى الإيرانيون تحقيقها حين بدأوا تصعيد حملة الابتزاز النووي. ويهدف كل إعلان عن رفع نسبة التخصيب، إلى نشر الذعر في الولايات المتحدة والعواصم الأوروبية من أجل الضغط على الدول الغربية لتخفف العقوبات.

السؤال الذي على
 بايدن الإجابة عنه
إن السماح بضخ الأموال في إيران سيساعد النظام على درء الاضطرابات الداخلية مع إعطائه ضوءاً أخضر بمواصلة إرهابه الإقليمي وإبقاء وكلائه واقفين على أقدامهم. وعلاوة على ذلك، سيتمكن النظام من المحافظة على برنامجه النووي، وعلى مستوى يتجاوز حتى القيود الهزيلة للاتفاق النووي. ويثير ذلك السؤال التالي حسب أورتاغوس، إذا حصلت إيران على هذه المكاسب، فهل ستزعج نفسها بالعودة إلى الاتفاق النووي؟
يفضل النظام عقوبات معتدلة إذا بقي متحرراً من الالتزامات والقيود طويلة الأجل. مع ذلك، من المرجح أن يرفض النظام الطلب الأمريكي. بعدما تخلصت إدارة ترامب من كبير الإرهابيين في إيران قاسم سليماني، يبدو أن المرشد الأعلى عازم على تحقيق استسلام أمريكي كامل.

ضغطٌ... لا استسلام
ورغم أنها لا تبدي تفاؤلاً كبيراً، ترى الكاتبة أنه لا يزال هنالك وقت لتفرض إدارة بايدن تنفيذ العقوبات الاقتصادية الموجودة، ولترسل الديبلوماسيين الأمريكيين لتوسيع الاتفاق الإبراهيمي في الشرق الأوسط. ولا يزال هنالك وقت ليقفوا بقوة إلى جانب الشعب الإيراني في صراعهم للدفاع عن حقوقهم الأساسية. وتعيد أورتاغوس التذكير بأن النظام الإيراني لا يفهم إلا بالقوة. لذلك، وبدل الاستسلام، على فريق بايدن أن يظهر لخامنئي لمحة عما ستكون عليه أربع سنوات أخرى من الضغط. وعلى الأرجح سيفي هذا بالغرض أكثر بكثير من الاستسلام لإيران.