(سعاد) كشف خبايا الصحة النفسية المُهمَّشة للمرأة

هند عبد الحليم: نفسية الفنان تتأثر بالأدوار التي يجسدها

هند عبد الحليم: نفسية الفنان تتأثر بالأدوار التي يجسدها

احتلت الفنانة هند عبد الحليم مرتبة متقدمة ضمن مؤشرات البحث على جوجل في الفترة الماضية بعد أن استعادت روح (زبيدة) في فيلم (الجوع) وهي الشخصية التي جسَّدتها الراحلة سعاد حسني في العام 1986، بمناسبة مرور عشرين عامًا على رحيل الأيقونة ضمن أحداث فيلم (سعاد) الذي شاركت فيه خمس ممثلات شابات جسَّدن المراحل المختلفة التي مرت بها (أخت القمر) في حياتها في فيلم قصير من إخراج محمود رشاد.. لتكشف هند عبد الحليم في هذا الحوار كواليس الفيلم، وكيف ناقش قضية الصحة النفسية في المجال الفني بصفة خاصة والمرأة بشكل عام.. إضافة إلى  دور الفنانات في التأثير على المجتمع حول القضايا التي تخص المرأة عبر رسائل الفن.

• هند عبد الحليم كانت نجمة ضمن خمس نجمات جسَّدن أدوارا مختلفة في فيلم (سعاد) بمناسبة الذكرى العشرين لأخت القمر سعاد حسني.. كيف جاء اختيارك؟
- مخرج الفيلم محمود رشاد ناقشني في فكرة الفيلم، وأكد أنه ليس تقليدًا للنجمة الراحلة سعاد حسني، بل تمجيد لها ولتاريخها، ولذلك كنت سعيدة بالفكرة وبخاصة أن سعاد حسني مثلي الأعلى في التمثيل.

•  دور (زبيدة) في فيلم (الجوع) لسعاد حسني.. وكلمات صلاح چاهين بصوتها.. كيف رأيت التجربة؟
- التجربة تحمل على عاتقك كفنانة مسؤولية كبيرة، كونك تجسدين شخصية الأيقونة سعاد حسني فلها بعد نفسي وحركي وتعبيرات بالوجه، ولكن الهدف لم يكن التشبه بها بقدر الاهتمام بأهم المراحل التي مرت بها سعاد حسني خلال عمرها، وجسدت دور زبيدة في فيلم (الجوع)، وهي المرحلة التي تناقش القرار الذي اتخذته (سعاد حسني) في عدم مشاركتها في أي أفلام تجارية على قدر ما تهتم بالمحتوى الخاص بالفيلم، وما يتلقاه المشاهد من فن حقيقي.  

• الفيلم ركز على الصحة النفسية للفنان بشكل خاص والمرأة بشكل عام.... هل تتأثر نفسية الفنان بأدواره أو العكس؟
- نعم بالطبع، تتأثر نفسية الفنان بالأدوار التي يجسدها، وفي المقابل تنعكس شخصية الفنان على الدور، ولكن على حسب طبيعة الدور والجوانب الخاصة به، وبخاصة لو كان يجسد دورًا بعيدًا عن شخصيته في الواقع، وبالتالي تأخذ علاقة طردية بين الشخصية وجوانب الفنان النفسية، فكلما ابتعدت عن واقعه أثّرت ويصعب أن تتركه بسهولة.

• هل هناك دور بالفعل تأثّرت به.. وأخذ  فترة طويلة حتى استطعتِ الخروج منه نفسيًّا؟
- نعم هناك دور أثّر فيَّ نفسيًّا، وكان ذلك في أثناء عرض مسرحية (هنا أنتيجون) عام 2015، فعرضت حوالي 130 ليلة عرض، وأثرت شخصية (أنتيجون) كثيرًا في حياتي حتى الجمهور وأهلي لقبوني بـ(أنتيجون) في تلك الفترة، إضافة إلى والدتي في بعض الأوقات في أثناء حدثينا تجد في طريقة كلامي وملامحي (أنتيجون) دون أن أشعر، وبردود فعل غير إرادية، وأخذت فترة كبيرة للخروج من عباءة الشخصية بحركاتها وتعبيرتها وإحساسها نفسيًّا.

• ماذا تفعل هند عبد الحليم في حال مرورها بأزمة نفسية على المستوى العام؟
- الاقتراب من ربنا والدعوات والصلوات المتواصلة من الأشياء التي تساعدني كثيرًا في الخروج من أية أزمة أو أي حالة نفسية سيئة، بالإضافة إلى فكرة أننا من الممكن أن نذهب إلى الطبيب النفسي، وهو بالمناسبة ليس عيبًا ولا يعيب أحدًا طالما يحتاج إلى ذلك.

• حالة من (نوستالجيا) شعر بها المشاهد أثناء تجسيد تلك الشخصيات لسعاد حسني.. متى شعرت هند عبد الحليم بالحنين إلى الماضي؟
- الحنين إلى الماضي دائما ما يعيش داخلي، فدائمًا أستعيد ذكرياتي، وفي المجمل الإنسان لا يشعر بقيمة ما هو فيه إلا بعد أن يمر عليه الزمن، وبخاصة في أثناء وجود ظروف سيئة في حياتك؛ فتستعيد أهم اللحظات المبهجة في حياتك والتي تشكل جزءًا من السعادة الداخلية، وقد تكون في بعض الوقت خروجا من الحالة التي يمر بها باستعادة نقاط إيجابية مرت بحياتك؛ فتبدأ بطرد الطاقة السلبية، وتستعيد عزمك بسرعة.

• انتقال الفنانة من دور المراهقة إلى المراحل الأخرى مثل الأمومة ثم الجدة.. هل يؤثر على الصحة النفسية لها؟
- بالتأكيد.. وهذا ينطبق على المرأة بصفة عامة وليست الممثلة فقط، فالمرأة عندما تكبر تتأثر نفسيًّا مع ظهور التجاعيد والشعر الأبيض وبعض الأمور التي كانت تمارسها، ومن ثم بدأت تتراجع فيها نتيجة تقدم العمر، فليس به علاقة بالتمثيل على قدر ارتباطه بطبيعة المرأة ومتطلباتها، ولكن التصالح مع النفس جزء مهم لتخطي المرحلة لأنه ليس لدينا أي خيار آخر لأنها طبيعة الحياة..

• ما الأدوار الخاصة بسعاد حسني التي ترين أنها تعكس جزءا من شخصية هند عبد الحليم؟
- سعاد حسني أيقونة للسعادة والمصداقية والشقاوة، وشخصيتها في (صغيرة على الحب) تدل على عبقريتها في أداء الشخصيتين، بالرغم من اختلاف المرحلة العمرية، هذه النقلة فيها مصداقية وإقناع في عمق كبير، إضافة إلى الغناء والرقص فهذا المزيج جزء من شخصيتي وتأثرت به منذ أن كنت صغيرة، ولطالما أحلم أن أقدم كممثلة هذا المزيج، والحمد لله تحقق ذلك في مسرحية (هنا أنتيجون) لأنها مسرحية غنائية.

قرار مفاجئ
•  والدك أحمد عبد الحليم كابتن نادي الزمالك.. أكد أنه لم يكتشف موهبتك لأنه كان يسافر كثيرًا ولكنه شاهدك تقلدين النجوم.. متى تأكد من تلك الموهبة؟
- والدي رأى أن هناك موهبة فعلية، ولكنه لم يلمسها؛ إلا عندما أخذت القرار بدراسة التمثيل والالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وأن أكون ممثلة دارسة أكثر من أمثل بالموهبة فقط، ومن هنا جاء الدعم من خلال تواصل والدي مع د. أشرف زكي، وبدأت الحكاية.

• من الدراسة في كلية الإعلام وبعد مرور عامين جاء قرار مفاجئ بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية وتغيير شامل في حياتك.
- تغيير مفاجئ ليست له علاقة بحياتي وبكل ما حولي، فكانت هناك صدمة في البداية، كوني أدخل عالما جديدا، ولكنني أخذت الموضوع بتحدٍ كبيرٍ، واعتزمت النجاح وبالفعل في تلك المرحلة اشتغلت كثيرًا وعشت طعم النجاح.

• هل تأثرت حياتك الفنية بعد الزواج؟
- حياتي الزوجية أثرت على الجانب العملي والتمثيل بالفعل، ولكن ليس من جانبي ولم أقصر على العكس، المنتجون قد تكون لديهم وجهة نظر كوني ارتبطت بحياة جديدة، وبالتالي قد يكون هناك قلقٌ بالارتباط بعمل فيؤثر في سير العملية الإنتاجية.

• وماذا عن حلم الأمومة؟
- أنتظر الوقت المناسب لاتخاذ هذا القرار، فهو مؤجل حتى أشعر وأتأقلم على الحياة الجديدة ومسؤولياتها.  

باب أمل
• بدايتك المسرحية كانت السبب في انطلاقك إلى عالم الدراما التليفزيونية.. حدثينا عن تلك المرحلة.
- (هنا أنتيجون) كانت بدايتي في المسرح، وعندما شاهدني الدكتور أشرف زكي الذي يرى أن طلاب معهد الفنون المسرحية أبناءه فيدعمهم بكل قوة وبخاصة الموهوب منهم، كان انتقالي إلى الدراما من خلاله.

• على ذكر د. أشرف زكي ما رأيك في الدور الذي سوف تؤديه نقابة المهن التمثيلية في الفترة المقبلة بعد توقيع بروتوكول إعلام المصريين؟
-  البروتوكول يستهدف تشغيل أعضاء النقابة في الأعمال الفنية التي تنتجها المتحدة، ويعطي الفرص الحقيقية للشباب ولكل من لديه موهبة في أن يحتل المكانة التي يستحقها، وبالتالي فتح باب أمل للشباب في تحقيق أحلامهم المؤجلة.
• أصعب جزء كونك ممثلة.. فما أفضل جزء في التمثيل؟
- أصعب جزء أن حياة الممثل لا توجد بها خصوصية، والتدخل في حياته أصبح أمرا طبيعيا، والتنمر عليه قد يدخلنا في حالة نفسية سيئة، أما الجزء الأفضل فهو النجاح، فضلا عن حب التمثيل.

• شاركت الجمهور مقطع فيديو على تطبيق (تيك توك) وأنت تلعبين (عشرة طاولة) في أثناء العزل.. حدثينا عن تلك الفترة؟
- التيك توك كان أكثر التطبيقات المسلية في مرحلة العزل، أما الطاولة فأعشق اللعب بها كثيرا وبخاصة مع والدتي.. والطبيخ فرض نفسه في تلك الفترة.

• الرياضة كانت عمودا أساسيا في المناقشات اليومية في المنزل.. كونك ابنة رياضي معروف.. ماذا عن الرياضة في حياة هند عبد الحليم؟
- بسبب التصوير وأوقاته الطويلة أبتعد كثيرا عن ممارسة الرياضة، وحتى في فترة الإجازة أحتاج إلى الراحة عن كوني أمارسها.

• هل تجدين أن الرياضة النسائية في مصر أخذت المكانة التي تستحقها؟
- الرياضة النسائية في مصر لم تأخذ المكانة التي تستحقها حتى الآن، ولكن في بعض الرياضات استطاعت المرأة أن تثبت نفسها مثل السباحة وغيرها، ولكن المرأة ما زالت لا تأخذ الدعم الكامل في ممارسة الرياضة، والنجاحات التي حققتها جاءت نتيجة إنجازات فردية.

• ما رأيك في المنصات الإلكترونية.. وهل تستطيع أن تحل مكان دور العرض؟
- المنصات الإلكترونية استطاعت بالفعل أن تحل مكانة دور العرض، فالموبايل استطاع أن يقرب المسافات، حتى التليفزيون في المنزل قليلا ما نشاهده، وليس الأمر مقتصرا على السينما فقط، ولكن جيلنا استمتع بدور العرض وعاش معاني مهمة في حياته، عكس الجيل الجديد الذي يهتم بالمنصات الإلكترونية كثيرا.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot