بعد التشاور مع رئيس الدولة واعتماده.. محمد بن راشد يعلن تغييرات في حكومة الإمارات
في بحثٍ جديد صدر بمناسبة يوم الأب
هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة تسلّط الضوء على الدور الحيوي للأبوة في تنمية الطفولة
بمناسبة يوم الأب، أصدرت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بحثاً جديداً يُسلّط الضوء على تجارب وآراء وتطلعات الآباء من المواطنين والمقيمين في أبوظبي والعين ومنطقة الظفرة. ويُقدّم البحث، الذي أُجري بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية مرموقة، رؤىً عميقة حول الدور المتنامي للآباء في تنمية الطفولة المبكرة، كما يُشكّل قاعدة معرفية قائمة على الأدلة التي تُسهم في تطوير مبادرات شاملة تعزّز مشاركة ودور الآباء في تربية أطفالهم.
أُجريت هذه الدراسات، التي امتدت لسنوات عدّة، ضمن برنامج المنح البحثية التابع لهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، وهي مبادرة رائدة تدعمها الهيئة. وقد خُصص مبلغ إجمالي قدره 6 مليون درهم إماراتي لهذه الدورة، تم منحه لجامعة نيويورك أبوظبي، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وكلية الإمارات للتطوير التربوي، وجامعة الشارقة، وكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية. وتعكس هذه الشراكة التزاماً مشتركاً بتعزيز منظومة أبحاث الطفولة المبكرة في دولة الإمارات، وتعزيز فهم احتياجات الأطفال، وتمكين تبادل المعرفة والتعاون البحثي.
وشملت الدراسات السبع أكثر من 1700 مشارك، بما في ذلك مواطنين ومقيمين من آباء، وأمهات، وأطفال، ومعلمين، ومديرين ومسؤولين في أماكن عملهم، وذلك من خلال استبيانات، ومقابلات، ومجموعات نقاش مركّزة، وورش عمل تفاعلية. وسلّطت الدراسات الضوء على التفاعلات بين الأب والطفل عبر مجموعة متنوعة من المحاور، مثل التواصل العاطفي، والنمو المعرفي والاجتماعي، ومحو الأمية، والصحة، والاندماج الاجتماعي.
تسلط النتائج الضوء أيضاً على فرص مميّزة لتعزيز رفاه الأسرة، وتهيئة بيئات داعمة، والمساهمة في تطوير المبادرات والخدمات المستقبلية الخاصة بالطفولة المبكرة. ومن أبرز التوصيات التي خرج بها البحث؛ تمديد إجازة الأبوة مدفوعة الأجر، وتعزيز المرونة في أماكن العمل، وتصميم برامج مُصمّمة خصيصاً لتلبية احتياجات الآباء. كما يُشجّع البحث على تطوير أنظمة دعم شاملة لآباء الأطفال من أصحاب الهمم، وزيادة فرص القراءة المشتركة من خلال المدارس والمكتبات التي تُوفّر مواد باللغة العربية، بالإضافة إلى تعزيز الصورة الإيجابية للأبوة في وسائل الإعلام والمجتمع.
وتعليقاً على ذلك، قال سعادة الدكتور يوسف الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع المعرفة والريادة في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة: "نؤمن في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، بأن رحلة كل طفل تبدأ وتتشكل من خلال تلاحم وتماسك أسرته، حيث يُعدّ دور الأب محورياً في هذه الأسرة، إلا أنه وفي كثير من الأحيان يتمّ التغاضي عنه. ومن خلال استثمارنا في الأبحاث القائمة على البيانات، والدخول في شراكات أكاديمية طموحة، فإننا لا نكتفي بجمع الرؤى والأفكار فحسب، بل نعيد صياغة المفاهيم وطريقة التفكير".
وأضاف سعادته: "تلتزم حكومة أبوظبي وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة بإحداث تحوّل جذري في كيفية تقدير المجتمع للآباء وتعزيز سبل دعمهم. لذا، فإن هذا البحث لا يُعدّ مجرد دراسة علمية، بل دعوة مفتوحة للعمل الهادف والابتكار لترسيخ مكانة الآباء كركيزة أساسية في المراحل المبكرة من حياة الطفل. فعندما يتم تمكين الآباء، لا بد أن يزدهر الأطفال." تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة تعكس التزام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة ودورها الأشمل بتعزيز التحول القائم على الأدلة ضمن منظومة الطفولة المبكرة. ومن خلال برنامج المنح البحثية وشراكاتها الفاعلة، تُمكّن الهيئة المؤسسات الأكاديمية من إجراء أبحاث تطبيقية تُسهم في تطوير السياسات العامة، وتحقيق أثر مستدام يعود بالنفع على الأسر في مختلف أنحاء أبوظبي.