أطلقت هيئة الشارقة للتعليم الخاص اليوم الأحد ضمن مبادرة "مدارس الشارقة تستعد" أسبوع التنمية المهنية عن بعد، والذي يهدف إلى تدريب الكادر الإداري والتعليمي في تطبيق أفضل الممارسات التربوية في التحول للتعلم عن بعد ، ويتضمن الاسبوع المذكور ثلاثة برامج تدريبية عن بعد مخصصة لمديري المدارس والقيادات التربوية في إمارة الشارقة، ويستمر للفترة بين 15-19 من مارس الحالي 2020، إضافة إلى دورة إلكترونية متاحة لجميع المعلمين.

وقد أعلنت الهيئة استعدادها التام لمواجهة الأزمات ، حيث قامت باتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية والوقائية بهدف تعزيز سلامة الطلبة و أفراد المجتمع، للتقليل من احتمالية انتقال عدوى فيروس كورونا الجديد، حيث طالبت جميع المدارس الخاصة بتعقييم جميع مرافق المدرسة خلال الأسبوع الأول من تعطيل المدارس، كما وجهت جميع إدارات المدارس لوضع خطط للتحول إلى التعليم عن بعد ، و تابعت جاهزية المدارس لتنفيذ وتطبيق المبادرة ، إضافة إلى ذلك وجهت الهيئة جميع المدارس الخاصة بتخصيص رقم للخط الساخن للرد على استفسارات الطلبة وأولياء الأمور ، و من جهتها قامت الهيئة بإعداد خطط التحسين والتطوير بهدف تطوير مهارات المعلمين في التعليم عن بعد ، وذلك بتقديم عدد من الورش والبرامج التي تنفذ عن بعد، ويتم الاشراف عليها من خلال مركز العمليات التقنية في الهيئة، وسيتم قياس أثرها خلال مرحلة تطبيق التعلم عن بعد خلال الأسبوعين القادمين.

وقد أطلقت الهيئة بالتعاون مع جامعة حمدان بن محمد الذكية ، دورة إلكترونية بعنوان "كيف تصبح معلماً عن بعد في 24 ساعة" ، والتي تهدف إلى تمكين المعلمين على أدوار التعليم عن بعد ، وتقدمها بشكل مجاني ومتاح لجميع المعلمين ، وتمنح عليها شهادات بعد إتمام الدورة التي لا تتجاوز مدتها 4 ساعات، وقد قامت الهيئة بإرسال تعميم لجميع إدارات المدارس لتشجيع المعلمين على التسجيل في الدورة و الاستفادة منها.

وأما البرامج التدريبية فقد تم تنفيذها بالتعاون مع جامعة هلسنكي لما يتميز به النظام الفنلندي في التعليم من جودة عالية في مخرجات التعليم وتدريب المعلمين والتأكيد على مهارات القرن الحادي والعشرين للطلاب والهيئة التدريسية الذي يعتمد على جعل الطالب محوراً رئيسياً للعملية التعليمية، وسيغطي البرنامج النواحي التربوية والريادية لتطبيق التعلم عن بعد مع نماذج و أمثلة عملية فنلندية عن كيفية تطبيقها في التعليم المدرسي والأكاديمي وبشكلٍ يومي.

وفي هذا الصدد قالت الدكتورة محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص:"فور صدور قرار تعطيل المدارس شكلت الهيئة لجنةً خاصةً لدراسة تطبيق مبادرة التعليم عن بعد في المدارس الخاصة بإمارة الشارقة، حيث اجتمعت الهيئة بمجلس مديري المدارس الخاصة لبحث التحديات التي قد تواجهها الإدارات المدرسية والهيئات التعليمية خلال تطبيق هذه المبادرة، وكيفية تفعيل دور الطالب وقياس مدى استيعابه للدروس عبر التعليم عن بعد، ومن هنا بادرت الهيئة في توفير الدعم اللازم للمدارس الخاصة من خلال تنظيم اسبوع التنمية المهنية عن بعد استكمالاً لجهودنا في دعم مهارات المديرين وقادة التعليم ضمن أفضل الممارسات المتبعة في مجال التعلم عن بعد، وسيتم تنفيذ البرنامج من قبل خبراء متخصصين لتحقيق أفضل النتائج الممكنة لإنجاح هذه المبادرة دعماً لمسيرة العلم والتعلم ونجاح أبنائنا الطلبة".

من جانبه قال علي الحوسني مدير هيئة الشارقة للتعليم الخاص:"تم اختيار محاور البرامج المهنية لتلبي جميع احتياجات مدراء المدارس والقيادات التعليمية وذلك بالتعاون مع جامعة هلسنكي إحدى الجامعات الفنلندية العريقة ، حيث يتضمن البرنامج الأول والذي يقدم تحت عنوات "ضمان أفضل الممارسات التربوية في التعلم عن بعد" إلى تطوير مهارات القيادة في ضمان جودة الممارسات التربوية عن بعد و ضمان تقدم الطلبة و بناء مهارات المعلمين اللازمة لقيادة التعلم في ظل التحول الرقمي نحو الممارسات التربوية التي تحقق تعزيز مفهوم التعليم الجيد في المدارس عن بعد.

وأضاف الحوسني أن البرنامج الثاني والمعنون "بناء نظام متكامل للتعلم عن بعد" فيهدف إلى بناء مهارات القيادات المدرسية في قيادة التحول إلى التعلم عن بعد وبناء نظام متكامل له، ويستهدف هذين البرنامجين مديرو المدارس الخاصة للمنهاج الأجنبي بالإضافة إلى إحدى القيادات التربوية من كل مدرسة.

وأما البرنامج الثالث "استخدام أدوات ميكروسوفت لضمان أفضل الممارسات التربوية عن بعد" ، فيهدف إلى بناء مهارات المعلمين في استخدام أدوات مايكروسوفت وبناء الحصة الرقمية بأفضل المعايير العالمية. والمستهدفون في هذا البرنامج هم اثنان من المعلمين من كل مدرسة. و أوضحت الهيئة أنه فور تشكيل لجنة دراسة التعليم عن بعد تم اختيار عدة مدارس خاصة للاطلاع على برامجها وآليات التطبيق بها بهدف إعداد نماذج ناجحة وتعميم هذه التجارب على جميع المدارس خلال أسبوعين، وأكدت أن فرقاً من الهيئة زارت جميع المدارس الخاصة للتأكد من جاهزيتها لتطبيق المبادرة مع بداية هذا الأسبوع بنجاح وبدون أية عقبات، و ذكرت بأنه تم التعميم على هذه المدارس بتخصيص خط ساخن للرد على استفسارات الطلبة وأولياء الأمور، وتوفير حلول مباشرة لبعض المشكلات التقنية التي قد يواجهونها خلال بداية استخدامهم لبرامج وتطبيقات التعلم عن بعد. والجدير بالذكر أن الهيئة وضعت عدداُ من المعايير الخاصة بتطبيق هذه المبادرة و عممته على الإدارات المدرسية حيث طالبتهم باختيار التطبيقات والبرامج المجانية على أن تكون متاحة للاستخدام على أي نوع من أنواع الحواسيب أو الأجهزة اللوحية وأن تكون الدروس متاحة خلال اليوم كاملاً ولا يستدعي اتباع جدول حصص وأن لا يكون مباشراً إلا في حالة وجود استفسار من الطالب فبإمكانه التواصل وبشكل مباشر مع الأساتذة لشرح النقاط التي لم يتم استيعابها، وتأتي هذه المعايير بهدف تذليل العقبات وإيجاد حلول عملية و تخفيف الجهد والعبء الذي يصب على ولي الأمر لمتابعة أبنائه خلال تطبيق التعليم عن بعد.