قالت إن طهران تفكك قيودها شيئاً فشيئاً
واشنطن إكزامينر : «الضعف الأقصى » لبايدن يقوّي إيران
قالت صحيفة “وشنطن إكزامينر” في افتتاحيتها إن جمهورية إيران الإسلامية تفكك قيودها شيئاً فشيئاً، ومن أكبر المخاوف الملحّة محاولاتها الدؤوبة قتل مواطنين أمريكيين على التراب الأمريكي.
وفي الأشهر الأخيرة، أحبط مكتب التحقيقات الفيدرالي مؤامرات اغتيال إيرانية في مرحلة متقدمة ضد مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو. ولا يزال الاثنان إلى جانب مسؤولين سابقين آخرين في إدارة ترامب، خاضعين للحراسة الأمنية على مدار الساعة في مواجهة هذا التهديد، وهذه التدابير الأمنية الضرورية تكلف دافعي الضرائب ملايين الدولارات كل شهر. وهناك آخرون كانوا أقل حظّاً، تقول الافتتاحية، فالصحفية الأمريكية الإيرانية الأصل مسيح علي نجاد - التي أثارت غضب النظام الإيراني لشجاعتها الأدبية - تحتل مكان متقدماً على قائمة طهران للعناصر المستهدفة. وفي عام 2021، تآمر جواسيس إيرانيون لخطف مسيح علي نجاد من بيتها في نيويورك. وفي يوليو (تموز) من العام الجاري، وُجّه الاتهام إلى رجل يحمل بندقية من طراز AK-47 بعدما كمن لها مراراً خارج بيتها. أما الروائي سلمان رشدي، الذي أُهدر دمه منذ زمن طويل لتأليفه كتاب “آيات شيطانية’’، فقد تعرض للطعن عدة مرات في منتصف أغسطس(آب) فيما كان يلقي محاضرة في نيويورك حول موضوع حرية التعبير. وقد أشادت وسائل الإعلام الإيرانية الحكومية بمرتكب محاولة الاغتيال، وهو من الأتباع المخلصين للحرس الثوري الإسلامي وحزب الله اللبناني، ووصفته بأنه بطل.
وأكدت الافتتاحية ضرورة تصدي الرئيس جو بايدن لهذه الاستفزازات، وكلها أعمال إرهابية مستلهمة من النظام الديني الإيراني أو بأوامر منه، لكنه بدلاً من ذلك رضي بإصدار لائحة اتهام من حين إلى آخر والإيعاز لمزيد من صغار مسؤولي الإدارة لإدانة طهران بألطف العبارات الممكنة. فقد حذر مستشار الأمن القومي جيك سوليفان من عواقب وخيمة على إيران، لكن هذا لن يحدث إلا بعد أن تنجح قيادات إيران في قتل مواطن أمريكي على الأراضي الأمريكية. وحتى لو لم يكن بايدن جاداً بشأن القتلة الإيرانيين، ينبغي أن يكون من البديهي أن يأخذ الأسلحة النووية على محمل الجد، ولكنه لا يفعل.
فبعد أكثر من 20 شهراً على توليه منصبه وتعهده بإعادة التفاوض على اتفاق نووي مع إيران، يواصل
بايدن فعل ما تريده طهران.
وحذر وزير الخارجية أنتوني بلينكن منذ أكثر من سنة من أن الوقت ينفد للتوصل إلى ترتيب جديد، لكن شيئاً لم يتغير. وإذا نظرنا إلى ميل إيران المؤكد إلى التطوير السري لقدرات نووية وتطوير صواريخها الباليستية “المتسترة بسذاجة بوصفها “عمليات إطلاق أقمار صناعية”، فإن المخاطر تصبح واضحة. ويعتقد محللون أن إيران خزنت ما يكفي من المواد النووية لإجراء تخصيب من الدرجة الصالحة لصنع أسلحة نووية في غضون أشهر وبكميات كافية لاستخدامها في صنع قنبلة نووية.
المحرقة الثانية
ومضت الصحيفة تقول: “خوفاً من المحرقة الثانية التي توعّد بها زعماء إيران إسرائيل مراراً، يشعر الزعماء الإسرائيليون بالقلق. وقد بذل رئيس الوزراء يائير لبيد جهداً كبيراً لإظهار الاحترام لبايدن على الرغم من الموقف الضعيف الذي يضعه فيه الرئيس الأمريكي. وتجنب لبيد توجيه انتقادات علنية لاستراتيجية بايدن التفاوضية مع إيران، وحرص بدلاً من ذلك على التعبير عن مخاوفه في السر. ومع ذلك وجد لبيد حتى صعوبة في إجراء مكالمة هاتفية مع الرئيس، ناهيك عن عقد لقاء شخصي معه. وفي هذه الأثناء، تملك إيران زمام المبادرة وعلى ما يبدو وقتاً بلا حدود.
ثم هناك المخالفات الإيرانية المتزايدة في الشرق الأوسط، والتي تجسدت مؤخراً في هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية على القوات الأمريكية المتمركزة في سوريا. وعلى الرغم من أن بايدن أمر متأخراً بشن غارات جوية انتقامية، إلا أن هذه الغارات كانت محدودة في نطاقها وطموحها. وبشكل عام تواصل إيران زعزعة استقرار الشرق الأوسط بطرق مدمرة للغاية.
التدخلات الإيرانية
وأشارت الافتتاحية إلى أن الميليشيات المدعومة من إيران تمنع تشكيل حكومة جديدة في بغداد وتؤجج العنف هناك. وفي لبنان، تستخدم القوات شبه العسكرية التابعة لحزب الله الإيراني السلاح لمنع تحقيق إصلاح سياسي حقيقي على النحو الذي يطالب به لبنان والمستثمرون الدوليون. ونتيجة للتدخل الإيراني هناك، أصبح التضخم الجامح والهلع المصرفي هو الوضع الطبيعي الجديد، والمعاناة البشرية كبيرة. وصار انهيار الدولة ووقوع حرب أهلية ثانية احتمالين حقيقيين.
وإيران سعيدة بهذا، بحسب الافتتاحية، ولا يبدو أن بايدن قلق. “فقد أخفق في فرض عقوبات صارمة ردّاً على كل هذا الإرهاب والدمار. كما أنه لم يسع إلى حشد العالم ضد التدليس الإيراني.
وتعاني مصداقية أمريكا مع الحلفاء الإقليميين ومكانتها باعتبارها صوت الديمقراطية الأكبر في العالم بسبب صمت بايدن».
واختتمت الصحيفة الأمريكية افتتاحيتها بالقول: “وجّه بايدن وكبار مسؤوليه الانتقادات مراراً لاستراتيجية الضغط الأقصى التي اتبعتها إدارة ترامب ضد إيران. لكن كل ما يقدمونه على ما يبدو هو الضعف الأقصى. وإيران تستغل مواطن الضعف هذه وتمعن في فجورها».