واشنطن بوست: صراعات دولية تهدد حلم ترامب «رئيس السلام»
أفادت صحيفة «واشنطن بوست» أن محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للعب دور «صانع السلام العالمي» تواجه تحديات كبيرة، خاصة بعد تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة هذا الأسبوع، ما يضع أحد أبرز مساعيه لحل النزاعات الدولية أمام مزيد من الغموض.
وذكرت الصحيفة أن قرار الولايات المتحدة إنهاء محادثات وقف إطلاق النار الخاصة بغزة يعكس فشل جهود ترامب في التوسط لحل الحرب المستمرة منذ 21 شهراً بين إسرائيل وحركة حماس، في وقت تتعثر فيه أيضاً مبادراته للتوصل إلى حلول لعدد من الأزمات العالمية المعقدة.
ورغم أن ترامب لم يمضِ سوى 6 أشهر في ولايته الثانية، فإنه يسعى إلى ترسيخ صورته كـ»رئيس السلام»، واضعاً أهدافاً طموحة مثل إنهاء الحرب في أوكرانيا قبل توليه المنصب، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب لا يخفي طموحه بالحصول على جائزة نوبل للسلام، وقد رشحه بعض مؤيديه بالفعل.
ملف غزة
وكان المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، أعلن الخميس، عودة فريق التفاوض الأمريكي من قطر بسبب ما وصفه بعدم «جدية» حماس في التوصل إلى اتفاق.
ورغم أسابيع من المحادثات وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض بداية يوليو، لم تتحقق أي اختراقات. وأكد ويتكوف أن واشنطن «ستبحث عن خيارات بديلة لإعادة الرهائن»، دون تقديم تفاصيل.
وعندما سُئل ترامب، الجمعة، عن الخطوة التالية، قال للصحافيين إن «حماس لا تريد عقد صفقة»، مضيفاً: «أعتقد أنهم سيتعرضون للمطاردة حتى النهاية».
الحرب الأوكرانية
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا لا تزال مستمرة رغم تعهد ترامب سابقاً بحلها خلال 24 ساعة. وبدأ ترامب أخيرا في توجيه انتقادات متزايدة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه رفض دعم مشروع قانون أمريكي لفرض عقوبات شديدة على موسكو، مانحاً روسيا مهلة 50 يوماً لقبول اتفاق سلام أو مواجهة عقوبات على صادراتها النفطية.
وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للقاء بوتين لإنهاء الحرب، لكن روسيا رفضت العرض، مشددة على أن مواقف الجانبين متباعدة.
إيران
وسلطت الصحيفة الضوء على جهود ترامب في التوصل إلى وقف هش لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد الضربات الأمريكية والإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني، لكن مستقبل هذا البرنامج ما زال مجهولاً.
وأبدى دبلوماسي إيراني استعداد بلاده للتفاوض مع واشنطن بعد «خطوات عملية لإعادة بناء الثقة».
كما تجري إيران محادثات منفصلة مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا – أطراف الاتفاق النووي لعام 2015 – وسط تهديدات أوروبية بإعادة فرض العقوبات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بحلول أغسطس -آب.
اتفاقات أخرى
أشارت الصحيفة إلى أن ترامب تمكن خلال الأشهر الأخيرة من التوسط في بعض الاتفاقات:
في وقت سابق من يوليو -تموز، أعلن المبعوث الأميركي توم براك التوصل إلى اتفاق تهدئة محدود بين إسرائيل وسوريا، بعد لقاءات في باريس، رغم أن التدخل الإسرائيلي فاجأ ترامب وعرقل مساعيه نحو تطبيع العلاقات بين البلدين، بحسب وسائل إعلام.
كما استضاف ترامب قادة رواندا والكونغو الديمقراطية، في البيت الأبيض في يونيو -حزيران لتوقيع اتفاق يعتبر خطوة كبيرة نحو إنهاء عقود من النزاع، مع ضمان مصالح أمريكية في قطاع المعادن الحيوية.
كما تدخلت إدارة الرئيس الأمريكي في الهند وباكستان، بعد تصاعد التوتر بين البلدين النوويين، ما أسفر عن وقف الضربات العسكرية، لكن لم يتم إحراز تقدم واضح في النزاع حول كشمير.