واشنطن بوست: علاقة ترامب ومودي «الوطيدة» تقترب من نهايتها

واشنطن بوست: علاقة ترامب ومودي «الوطيدة» تقترب من نهايتها


ذكر تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن العلاقة الوطيدة السابقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في طريقها إلى النهاية.
وبحسب الصحيفة، فإنه رغم أن العلاقة بين الزعيمين بدت راسخة لا تنفصم؛ إذ كان مودي متفائلًا بفترة رئاسية ثانية لترامب عندما التقاه في المكتب البيضاوي في مايو الماضي، مستذكرًا الفعاليات المشتركة الضخمة التي جمعتهما، مثل مهرجان «هاودي مودي» في تكساس عام 2019، واستقبال ترامب في ولاية غوجارات عام 2020، فإن الأمور تغيرت بعد أن فرض ترامب على الهند أعلى رسوم جمركية في العالم.
وأضافت، أنه بعد أشهر من المفاوضات المتعثرة للتوصل إلى اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة والهند، نشر ترامب على موقع «تروث سوشيال»، في الـ30 من يوليو/تموز الماضي، أنه سيفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على الواردات الهندية.
وبعد أقل من ثماني ساعات، زاد ترامب الطين بلة بإعلانه عن اتفاقية تجارية مع باكستان، المنافس اللدود للهند، بمعدل تعريفة أقل قدره 19%، وفق الصحيفة.
وأوضحت «واشنطن بوست» أن التوتر تصاعد من تلك النقطة؛ حيث وصف ترامب الاقتصاد الهندي بأنه «ميت» وحذَّر، يوم الاثنين الماضي، من أن الرسوم الجمركية على الهند ستُرفع «بشكل كبير»، كاشفًا عن الرقم 50%، وهو أحد أعلى معدلات الرسوم الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة في العالم.
وتابعت أن التفسير الوحيد لهذا التراجع المفاجئ يمكن وضعه في إطار أن الرسوم الجمركية تُعاقب علاقة الهند بروسيا؛ إذ تستورد الهند كميات كبيرة من النفط الروسي، وقد شحنت الشركات المصنعة الهندية قطع غيار وأسلحة إلى روسيا لاستخدامها في الحرب في أوكرانيا.
لكن في حين يبدو أن ترامب راضٍ عن السماح لبعض الدول بالاستفادة من روسيا، كما جادل المسؤولون الهنود مرارًا وتكرارًا، مُنحت الصين، التي تشتري النفط الخام والمنتجات النفطية من روسيا أكثر من الهند، تمديدًا للتفاوض على صفقة تجارية قبل يوم واحد من فرض ترامب الجولة الأولى من الرسوم الجمركية العقابية على الهند.
ورأت الصحيفة أنه، إلى جانب العلاقات الهندية الروسية، يُحتمل أن تكون الضغينة الشخصية عاملًا مؤثرًا؛ إذ استاء ترامب من سلوك نيودلهي في أعقاب الصراع الهندي الباكستاني في مايو، عندما رفضت الهند الاعتراف بدور ترامب في التوسط لوقف إطلاق النار.
وقد أشار ترامب، الذي يسعى لنيل جائزة نوبل للسلام، إلى إنهاء الصراع الهندي الباكستاني كأحد أسباب استحقاقه للجائزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن مودي يواجه داخليًّا معضلة سياسية؛ فأي اتفاق تجاري مع واشنطن يتطلب فتح السوق الهندية أمام المنتجات الزراعية والألبان الأمريكية، وهو ملف شديد الحساسية نظرًا لقوة المزارعين الذين يمثلون 45% من القوى العاملة، إضافة إلى رفض ثقافي واسع لاستهلاك منتجات ألبان مصدرها أبقار تُغذّى بمكونات حيوانية.
ومن جانبها، استغلت المعارضة الهندية الوضع لتتهم ترامب بـ»الابتزاز الاقتصادي» وتحذر مودي من تقديم تنازلات.
ورغم رفع شعارات مثل «صوتوا للمحلي» وحملات سابقة لمقاطعة الواردات الصينية، تشير التجارب إلى أن الخطاب الوطني لا يمنع استمرار الاعتماد على الخارج.
ويرجح محللون أن نيودلهي قد تقلص تدريجيًّا وارداتها من النفط الروسي دون إعلان صريح، لتجنب الظهور بمظهر المنصاع لترامب.
وخلصت الصحيفة إلى أن الرسوم قد تخفض نمو الاقتصاد الهندي بنسبة تصل إلى نقطة مئوية كاملة؛ ما يهدد شراكة إستراتيجية بُنيت على مدى عقود بين واشنطن ونيودلهي.
أما عودة «الدفء الشخصي» بين ترامب ومودي، فتبدو اليوم بعيدة المنال، في ظل تمسك الهند بتوثيق علاقاتها مع موسكو وبكين، رغم إدراك مودي أن ذلك قد يكلّفه ثمنًا سياسيًّا باهظًا.