شارك الممثل اللبناني وجيه صقر في عملين عرضا في الموسم الرمضاني الأخير هما «والتقينا» و«ريا وسكينة».صقر تحدث في هذا الحوار عن ظروف الدراما اللبنانية:

• كيف تتحدث عن تَراجُع الإنتاجات اللبنانية هذه السنة؟
- لا يوجد مال للإنتاج. محطات التلفزيون لا تملك المال لشراء المسلسلات.
وأنا شاركتُ في مسلسل «والتقينا» في الوقت الذي كنتُ أصوّر فيه مسلسل «ريا وسكينة» في مصر، ولذلك كنت أتنقّل بين بيروت والقاهرة.
وعند وفاة والدتي عدتُ من مصر إلى لبنان وانتهيت من تصوير مسلسل «والتقينا»، وبعدها سافرت إلى مصر واستكملت تصوير «ريا وسكينة».
لم يعد بالإمكان المقارنة بين المسلسلات اللبنانية والمصرية أو اللبنانية والسورية، لأن الفارق شاسع جداً.
الإنتاجات المصرية والسورية ضخمة جداً، ويدفعون «الفريش دولار» ولا يعانون مشكلة في السيولة على عكس ما يحصل في لبنان.
وهناك الكثير من الشركات اللبنانية التي تصور أعمالاً كشركتيْ «الصباح» و«ايغل فيلمز»، ولكن التلفزيونات اللبنانية لا تستطيع أن تشتريها في غالبيتها كعرض أول.

• هل أنت راضٍ عن مسلسل «والتقينا»؟
- هو عمل جيد مقارنةً مع الإمكانات التي توافرت له، وحظي بمشاهدة الناس وأحبوه، لأنه يتناول الواقع اللبناني الذي نعيشه حالياً.

• ما رأيك بالانتقادات التي طالته على مستوى النص والكتابة وإسناد البطولة إلى الإعلامية نوال بري؟
- لا علم لي بهذه الانتقادات، لأنني كنتُ في مصر.
وبالنسبة إلى النص، فهو جميل جداً ويواكب كل ما يحدث في لبنان، وأحترم الانتقادات.
وغادة كلاس تكتب للمرة الأولى عملاً مماثلاً، أما نوال بري فظهورها مقبول على الشاشة ولم أجد عكس ذلك.
هي جيدة، خصوصاً أنها المرة الأولى التي تؤدي فيها دور البطولة الأولى.
وبالنسبة إليّ، المسلسل ناجح والناس شاهدوه وبنسبة عالية جداً.
أعمل في الدراما منذ 30 عاماً وشاركتُ في الكثير من الأعمال. ومسلسل «والتقينا» من بين أكثر المسلسلات التي حظيت بالمتابعة.
مثلاً، مسلسل «مثل القمر» تعرضت بطلته لانتقادات كثيرة، وكذلك إخراجه، ولكنه حقق نجاحاً كبيراً.

من حق كل شخص أن ينتقد، وإذا لم نُنتقد لا يمكن أن نتحسن. لا شك في أن المُنْتِج يأخذ هذه الانتقادات في الاعتبار وكذلك الممثل، ولا يلبث أن يحسن أعماله المقبلة، ولكن بالتأكيد نجاح العمل يؤمن له أعمالاً أخرى مستقبلاً.
ويجب أن نتريث قليلاً ولا بد أن يتحسن وضع الدراما اللبنانية، ولا يمكن مقارنتها بالدراما المشتركة أو السورية أو المصرية، لكن المُنْتِج لا ذنب له، لأن محطات التلفزيون تقول له أريد الحلقة بـ9 آلاف دولار، فما الذي يمكن أن يفعله في مثل هذه الحالة.

• ولكن لا شيء يمنعه من الاستعانة بممثل جيد؟
- هو لا يستطيع ذلك، لأن الممثل الجيد يطلب أجراً مرتفعاً، كذلك المُخْرِج الجيد والكاتب الجيد، وهذا الأمر يوقعه في الخسارة، وهو عندها يفضّل أن يبقى بعيداً عن الإنتاج، والبديل فتْح الباب أمام المُخْرِجين والممثلين الجدد.
وفي مسلسل «والتقينا» يوجد ممثلون مخضرمون وجيدون، بينهم جهاد الأطرش ووفاء طربيه وأنا وميشال حوراني.
ونحن يمكن أن نتساهل مع مروان حداد بمسألة الأجور، ولكن لا يمكن أن يكون كل ممثلي المسلسل من نجوم الصف الأول، لأنه في مثل هذه الحالة لا يمكن أن يستردّ المُنْتِج المال الذي صرفه عليه.

• ما رأيك بظاهرة الاستعانة بمواهب جديدة لمجرد أنها تبيع مع أنها لا تجيد التمثيل؟
- المجال مفتوح للجميع و«القبضاي» يثبت نفسه ويستمرّ على الساحة الفنية.
ومَن لا يستحق «ينضب ببيته» بكل بساطة. الحكم النهائي يعود إلى الجمهور وحده.
بطلة مسلسل «متل القمر» تعرّضت لانتقادات كثيرة وهي اليوم نجمة، لأنها اشتغلت على نفسها وطوّرت تجربتها وصارت ممثلة درجة أولى، والأمر نفسه بالنسبة إلى نوال بري.

ولا يجوز إعطاء الفرص للبعض ومنْعها عن آخَرين، ونوال بري لم تكن «عاطلة» أبداً في مسلسل «والتقينا» ولا شك أنها ستكون أفضل في المسلسل المقبل، في حال قررت الاستمرار في التمثيل.
 أما لماذا تم اختيارها هي وليس غيرها، فربما يعود السبب إلى أن المحطة التلفزيونية هي التي فرضتْها أو ربما يكون المُنْتِج هو الذي فرضها، وهناك تفاصيل لا أعرف بها.

عندما بدأت هيفاء وهبي الغناء تعرضت للكثير من الانتقادات لأنها لا تملك الصوت ولأنها كانت امرأة جميلة وعارضة أزياء، ولكنها أصبحت اليوم نجمة غنائية ونجمة تمثيلية.
لا يحق لنا أن نطلق أحكاماً وأن نحكم بالإعدام على أحد، بل يجب منحهم الفرص.