وزير العمل السريلانكي: المرافق قضية إنسانية عالمية تتطلب حلولًا مستدامة وتعاونًا دوليًا
أكد معالي الدكتور أنيل جايانثا فرناندو، وزير العمل في سريلانكا ونائب وزير التنمية الاقتصادية، أن قطاع المرافق لم يعد يُنظر إليه كسلعة خدمية فحسب، بل بات يُمثل قضية عالمية محورية تمسّ حياة البشرية ورفاه الإنسانية خلال العقود المقبلة، مشددًا على أن التحديات الراهنة في هذا القطاع تفرض ضرورة العمل المشترك على مستوى عالمي لإيجاد حلول قائمة على مبادئ الاستدامة والإدارة المتكاملة.
جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في فعاليات المؤتمر العالمي للمرافق 2025، والذي يُعد منصة إستراتيجية تجمع نخبة من صُنّاع القرار والخبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة مستقبل الطاقة والمياه والبنية التحتية الحيوية.
وأوضح معاليه أن المؤتمر يشكل فرصة ثمينة لتبادل الرؤى والخبرات، والانخراط في حوارات بنّاءة مع ممثلي الحكومات، والوكالات الدولية، والمؤسسات الاستثمارية، ووسائل الإعلام، من أجل توسيع آفاق التعاون وبناء شراكات مستدامة لمواجهة التحديات المعقدة التي يمر بها قطاع المرافق عالميًا.
وأشار معالي الدكتور فرناندو في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إلى أن سريلانكا وضعت خطة طموحة للتحول التدريجي إلى الطاقة المتجددة، تهدف إلى تأمين 70% من احتياجاتها من الطاقة من مصادر مستدامة بحلول عام 2030، مع تطلع للوصول إلى نسبة 100% على المدى الطويل، انسجامًا مع التوجهات العالمية للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري والتخفيف من آثار تغير المناخ.
وفيما يتعلق بقطاع المياه، لفت معاليه إلى أن سريلانكا بلد غني بالموارد المائية منذ القدم، إلا أن بعض المناطق بدأت تشهد تحديات متزايدة في الحصول على مياه شرب نظيفة، مما يستدعي اعتماد إستراتيجيات مبتكرة وإقامة شراكات فاعلة مع مؤسسات تمويل دولية، مثل بنك التنمية الآسيوي (ADB) والبنك الدولي، إلى جانب تعزيز ممارسات إدارة المياه المجتمعية.
وشدد على أهمية استكشاف نماذج جديدة للشراكة، لاسيما ما يُعرف بـ "شراكات القطاعين العام والخاص والمجتمع" (People-Public-Private Partnerships)، باعتبارها آلية فعالة لتمويل وتنفيذ مشاريع المرافق الحيوية، وتحقيق التنمية المستدامة على المدى البعيد.
ووصف معاليه الموضوعات المطروحة في المؤتمر بأنها على درجة عالية من الأهمية وتم طرحها التوقيت المناسب، مؤكدًا أن قضايا الطاقة والمياه باتت تتطلب نقاشًا عالميًا جادًا، خاصة في ظل الحاجة الماسّة إلى الانتقال من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية إلى الطاقة المتجددة، بما يضمن مستقبلًا أكثر استدامة وإنصافًا للأجيال القادمة.