القدرة على التنوع والتحول من شخصية لأخرى من سمات الممثل الناجح، خاصة وإن كان هذا التعدد بموسم واحد، واستطاعت وفاء عامر أن تمتلك هذه القدرة بطريقة مبدعة
حيث شاركت هذا العام في السباق الرمضاني بثلاث وجوه مختلفة، وذلك بداية من ظهورها كضيفة شرف بمسلسل جزيرة غمام و تجسد دور هلالة ، وعلى الرغم من قلة مشاهدها وحجم دورها إلا أنها استطاعت أن تضيف السحر وتخطف أعين المشاهدين بأدائها المتمكن الواعي لكل تفاصيل الشخصية وانفعالاتها المختلفة.

كما أنها قدمت أيضا شخصية يسرية بمسلسل راجعين يا هوى وهى شخصية حادة الطباع وتمتلك من القسوة أشياء تجعلها تقوم بأفعال غير محببة لكل من حولها ومن بين المشاهد التي أظهرت شخصية يسرية هو ضربها لزوجة ابنها "بالشبشب" بمنتهى القسوة والعنف، ونجح هذا المشهد وجميع مشاهد وفاء عامر أيضا في إظهار الجانب السئ بشخصية يسرية.

وأخيرا تقديمها لمسلسل بيت الشدة الذي آثار الجدل بشكل كبير بعد حديثه عن عالم الجان والحياة الأخرى والحكي عن أشخاص من ألف سنة كشخصية الجد، وقدمت وفاء عامر شخصية فلك وهى سيدة قوية لديها ولد وبنت، و تحاول الاستيلاء علي الحارة التي تعيش فيها لتزيد من قوتها، حيث تقرر العودة إلى منزل جدها، من أجل الانتقام مِن مَن حرقوا المنزل قديمًا، وتواجه لعنة تطارد ابنها سيف وهي سيطرة روح الجد على جسده وتدخل في صراعات صادمة.

ولم يبني مسلسل بيت الشدة على أسس الجان والدجل وما إلى ذلك فقط، فهو مختلف وفريد من نوعه من هذه الناحية، حيث يكشف المسلسل عن أحداث حقيقية علمية ذكرت بالفعل في الكتب وأكد الكثير على وجودها،
وهذا ما يجعل المسلسل فريدا من نوعه فهو يناقش فكرة وجود السحر والشعوذة ولكن يتم تناولها داخل أحداث العمل بشكل واقعي وحقيقي وليس خياليا،
مما يضيف للمسلسل الكثير من الرعب والتشويق والإثارة.

وتظل وفاء عامر صاحبة حضور مميز، حتى وإن كان حجم الدور صغير إلا أنه يصبح كبيرا ومهم ومؤثر جدا عند تجسيدها له،
 فلا تهتم وفاء عامر بالأشياء التي تعطل المبدع بقدر اهتمامها بمحتوى العمل نفسه وقدرتها على اختيار أدوراها بعناية شديدة فجميع أدوارها لها بصمة تجعل الجمهور يتذكر أغلب الشخصيات التي قدمتها على مدار مشوار حياتها.

 وعلى الرغم من اختلاف الشخصيات الثلاثة التي قدمتها هذا العام إلا أنها أتقنت كل شخصية بتفاصيلها المعقدة بطريقة مميزة إلى حدا كبير.
وتظل وفاء عامر واحدة من الفنانات القليلات القادرات على الإتقان الشديد والتنوع والقدرة على أداء وتقمص أى شخصية.
وجــــــــذب الانتبــــــاه وخطف أعين المشاهدين حتى وإن ظهرت في مشهد واحد من العمل.

كان للدرامـــــــا هذا العام حظــــــــا وفيرا بوجـــــــود فـــــــنانة مثل وفــــاء عامر المضيفة لأي عمل تشارك به ولو بمشهد حيث اعتاد الجمهور المصري على رؤية وجهها البشوش والمرن والملامح المتمكنة البارزة القادرة على التغير بسرعة شديدة واعتاد الجمهور إيضا على وجودها كل رمضان فأصبح لا طعم لمسلسلات رمضان بدون وجود وفاء عامر.