محمد بن راشد: نسعى لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر
شاركت في ثلاثة مسلسلات في الموسم الرمضاني
وفاء موصللي : مسلسل «اغمض عينيك» عمل إنساني اجتماعي
بثلاث شخصيات مختلفة، حققت الممثلة وفاء موصللي حضوراً لافتاً عبر ثلاثة أعمال نالت ما تستحقه من المتابعة في ظل المنافسة الدرامية الرمضانية الحامية.
موصللي تحدثت خلال هذا الحوار عن أدوارها والإضافة التي حققتْها لها وعن وضع الدراما في شكل عام.
• ما سلبيات المشاركة في 3 مسلسلات في موسم رمضاني واحد؟
- أولاً، صوّرتُ مسلسل (كسر عظم) قبل العام الماضي، وفي مسلسل (اغمض عينيك) كانت مساحة دوري صغيرة، وبعدما انتهيتُ من تصويره باشرتُ تصوير (الوشم)، وهذا يعني أنني لم أصوّر الأعمال الثلاثة في وقت واحد.
• وعلى مستوى العرض؟
- عندما يشارك الممثل في (بقعة ضوء) أو (مرايا) أو عمل آخر يشبههما، يقدّم في كل حلقة شخصية جديدة ويحضّر لها مواصفاتها وخصوصيتها، ما يعني أن الممثل يتمتع بسرعة البديهية والقدرة على التحكم بأدواته وعلى الابتكار وعدم تكرار نفسه. وينسحب هذا الأمر عندما يشارك في مسلسلين في وقت واحد، ولكنه لا يستطيع أن يشارك في أكثر من عمليْن لأنه لا يكون قادراً على أن ينسّق بينها. وأي ممثل يملك القدرة على التحول من شخصية إلى أخرى إذا درسها بشكل صحيح.
• وماذا أضافت إلى تجربتك تلك الأدوار؟
- في مسلسل (اغمض عينيك)، قدّمتُ شخصية امرأة مصابة بمتلازمة اضطراب ثنائي القطب، وهي تكون في قمة السعادة وفجأة تصاب بالإحباط والاكتئاب الشديديْن. وبين الحالتين توجد حالة توازن يمكن أن تمتدّ لفترة طويلة إذا تناولت الدواء، ولكنها لا تحب تناول الأدوية.
ومشكلة هذه الشخصية تكمن في أن الممثل إذا بالغ، ولو بشكل بسيط في الأداء، يصل إلى مرحلة المبالغة. وبالرغم من أن مساحة الدور صغيرة، لكن الشخصية كانت مُتْعِبة وشعرتُ بخوف شديد، ولكنني تعاونتُ مع المخرج مؤمن الملّا ومضر ابراهيم لكبح الأداء. وهذا العمل يلقي الضوء على مرض طيف التوحد، وأنا أعتبره أكثر عمل إنساني اجتماعي شاركت فيه ويثير التساؤل ويحفّز العقل على التفكير في قضايا عدة إنسانية أو اجتماعية أو مَرَضية.
وفي ما خص (كسر عظم)، فبصرف النظر عن أنه استمرارية للجزء الأول من ناحية عرض تداعيات وتردّدات الأزمة على الواقع السوري، اقتصادياً واجتماعياً، فأكثر ما أحببتُه هو أنني قدّمت دوراً مختلفاً.
أما مسلسل (الوشم)، فهو من أعمال البيئة الشامية ويتمحور حول خمس عائلات كل منها لديها مشكلة. وتنطلق الأحداث من بيت الزعيم الذي يفترض أن أكون زوجته. وأكثر ما لفتني في هذا العمل أنني قدّمت للمرة الأولى شخصية بيئة شامية مختلفة عن تلك التي أديتها سابقاً، سواء شخصية (صالحة) في (أبو كامل) أو (نزيهة) في (أيام شامية) أو (فريال) في مسلسل (باب الحارة). وهي شخصية متزنة وحكيمة كما أنها حنونة إلى أقصى درجات الحنان. الشخصيات مختلفة تماماً عن بعضها البعض وأنا سعيدة جداً لأنه لا يوجد تشابه بينها.
• هذه السنة تصدّرتْ الدراما السورية بينما في العام الماضي تمكّنت من أن تثبت نفسها. فهل يمكن القول إنها عادت إلى مكانتها السابقة؟
- لا يمكن القول إنها استعادت مكانتها، بل هي في حالة تعاف.
• وهل يمكن القول إن دراما البيئة الشامية تراجعت هذه السنة لمصلحة الأعمال الاجتماعية؟
- القنوات هي التي تطلب الدراما الشامية. وطلبها الدراما الاجتماعية جيد جداً، وأنا سعيدة بذلك، وأعتقد وادّعي أن دراما البيئة تناسب شهر رمضان، لأن فيها قصصاً مختلفة وأجواء ديكور مختلفة لم يعشها الجيلان الأخيران، كما انها والمسلسلات التاريخية والكوميدية والدينية مُناسِبة لشهر رمضان، وكذلك الفوازير بمعنى المسابقات. ومن المؤسف أن تضيع المسلسلات الاجتماعية في زحمة رمضان وألّا يتابعها الجمهور بعد انتهائه، خصوصاً أن الكل يركز على متابعة الدراما في رمضان.
• ما رأيك في بعض الأعمال الدرامية التي نقلت مفرداتها إلى الشارع و(السوشيال ميديا)؟
- هذا صحيح، الناس يرددون مفردات الشخصيات التي يشاهدونها في الدراما، علماً أن هذا الموضوع ليس جديداً. في الحياة العادية،
هناك مفردات يردّدها الناس بشكل دائم في أحاديثهم، واليوم نشاهد الناس على (السوشيال ميديا) يرددون الجمل التي كانت تردّدها شخصية (سكر) التي جسّدتْها الممثلة سلافة معمار في مسلسل (ولاد بديعة) وغيرها، والنقاد يستغربون هذا الأمر مع أن الناس في حياتهم العادية لديهم مفرداتهم الخاصة بهم، وهذا أمر طبيعي، ولكن يفترض بالممثل أن يختار المفردات التي تناسب الشخصية وأنا أشجّع على ذلك كثيراً.
• هل أنت مع تَعَمُّد صنّاع الدراما إثارة الجدل في (السوشيال ميديا)؟
- هناك مجموعات تنشط على (السوشيال ميديا) للترويج لبعض المسلسلات، وهذا الأمر يؤثّر على المشاهدة، فيصبح هناك تقييم مسبق للعمل قبل مشاهدته. أحياناً، يمكن أن تُنشر صورة مع تعليق إيجابي،
ولكن قد يُوجَّه المُتابِع إلى ردود يمكن أن تسيء إلى الصورة وصاحبها لتحقيق الترند، فنبتعد بذلك عن مضامين وأفكار المسلسلات من خلال الترويج الذي يكون أحياناً هناك مبالغة كبيرة فيه من أجل الدفع لمتابعة عمل من دون آخَر.