مؤلف سيرته الذاتية يشخص:

وفاة الأمير فيليب: البريطانيون يفقدون بطريركهم...!

وفاة الأمير فيليب: البريطانيون يفقدون بطريركهم...!

-- ستحتفظ الملكة بالتاج وتترك لابنها تشارلز نوعًا من الوصاية على العرش
-- مع الأمير فيليب إدنبرة، طويت صفحة القرن العشرين
-- كان يتنفس العالم القديم، ولكنه فتح أبواب باكنغهام للحداثة


المؤرخ فيليب ديلورم هو مؤلف السيرة الذاتية للأمير فيليب، “فيليب إدنبرة، حياة في خدمة جلالتها” (تالاندير / تيكستو). بعد وفاة زوج إليزابيث الثانية يوم الجمعة 9 أبريل، عن عمر يناهز 99 عامًا، يتناول المؤرخ في هذا الحوار دوره والمكانة التي كان يحتلها لدى الملكة وفي قلوب البريطانيين.

*هل هو عالم يختفي مع دوق أدنبرة؟
- نعم، وحتى عدة عوالم. جزء من القرن التاسع عشر، حيث كان أحد آخر الشخصيات فيما كان يُطلق عليه اسم غوثا الأوروبية، التي اختفت مع حرب 1914-1918. كان أميرا لليونان والدنمارك، لكن والدته تربطه أيضًا بروسيا وبألمانيا. دون أن ننسى، بالطبع، إنكلترا، بما انه، مثل ابنة عمه البعيدة إليزابيث الثانية، سليل الملكة فيكتوريا. مع فيليب، طويت صفحة القرن العشرين، على وجه الخصوص، فقد كان أحد آخر أبطال الحرب العالمية الثانية. البريطانيون، الذين عرفوه دائمًا، يفقدون بطريركهم، وبقايا الماضي المجيد... كانا سيفرحهم الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاده في يونيو... بعد ما يقرب من شهرين ...

*رجل من الماضي ام انسان حديث؟
 - الاثنان... كان يتنفس العالم القديم بصلابته العسكرية، ومحافظته، وشخصيته “الحادة”، ونكاته كبودي غارد، المشوبة باستنقاص النساء.
 لكن هو نفسه الذي فرض ظاهرة أن يتحوّل حفل تتويج زوجته حدثا يبث على الهواء مباشرة وفي تلفزيونـــــات العالم.
 كما فتح أبواب باكنغهـــــام، عام 1969، من خلال السماح لكاميرات البي بي سي باتباع “العائلة المالكة” ... لم يحقق البرنامج نجاحًا كبيرًا: فطهي ال ويندسور النقانق، ربما لم يكن سرا بالنسبة للتاج.
* مكانته المؤسسية طمسته... الم يكن صاحب دور ثانوي؟
- منذ زواجهما، وحتى قبل ذلك، مع اعتلاء إليزابيث العرش، قاما بتقسيم الأدوار. كانت ترتدي التاج، وكان يتحمل المسؤولية الداخلية. فتعليم الأطفال على فيليب، وشغل دور رب الأسرة هذا، حتى النهاية. في السنوات الصعبة، كان هو الشخص الذي حاول أن يجعل تشارلز يستمع إلى صوت العقل، ويقوم بتربيع الدوائر مع ديانا، دون جدوى. وكجد أيضًا، كان ضروريًا لوليام وهاري. نتذكر تلك الصورة القوية للغاية للدوق وهو يرافق حفيديه في جنازة والدتهما... فلأنه كان بجانبهما، وافقا على السير خلف التابوت.

*اذن هل كان لا غنى عنه للملكة؟
- بالتأكيد... لا غنى عنه لقلب الملكة التي وقعت في حبه وهي في سن 13. ولكن أيضًا أحد أعمدة حكمها، الذي كان سيكون مملاّ وأكثر كآبة بدونه. إليزابيث تقليدية للغاية، وقد وضع هذا الأمير المشاكس نوعًا من الخيال والحداثة والحياة فيها. كما أنه كان الوحيد الذي يستطيع مواجهتها بحقيقتها، حتى لو كان ذلك يعني مضايقتها في بعض الأحيان. ويبدو أنها كانت تلين وتستجيب بعد ذلك ...

*الإنجليز قلقون بشأن ملكتهم... كيف ستتجاوز المحنة؟
- لقد تزوجا منذ 73 عامًا، وهي تحبه. يمكنك أن تتخيل الصدمة الهائلة التي تشعر بها لفقدانها أناها الاخرى وجزءً من نفسها. نفسيّا، قريباً ستبلغ من العمر 95 عاماً، وسيكون الأمر صعباً، لكنها لن تستسلم.
 وعــــــدت إليزابيث عام 1947، وهي آنــــــذاك أميرة شابة، بأنها ستحكم حتى النهاية. إن هذا من مزاجها، وتعتبر ان مهمتها مقدسة.
 من ناحية أخرى، يمكن للمرء أن يتخيل أنه بعد جنازة زوجها، فإنها ستأخذ حيزا صغيرًا مع الاحتفاظ بالتاج، وتترك لابنها تشارلز نوعًا من الوصاية على العرش.