وفد إماراتي يبحث تعزيز التعاون مع كوريا وهونغ كونغ في مجالي الطاقة والمياه

وفد إماراتي يبحث تعزيز التعاون مع كوريا وهونغ كونغ في مجالي الطاقة والمياه


زار وفد إماراتي برئاسة سعادة المهندس شريف العلماء، وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية لشؤون الطاقة والبترول، هونغ كونغ وجمهورية كوريا، وذلك في إطار جهود دولة الإمارات لتعزيز التعاون الدولي في مجالي الطاقة والمياه.
والتقى الوفد، عدداً من كبار المسؤولين واطّلع على أبرز المبادرات والمشاريع المستدامة، والتي تأتي في سياق مساعي الدولة لبناء شراكات دولية تسهم في تسريع مسيرة التنمية المستدامة وتعزيز أمن الطاقة.واستهلّ الوفد جولته بزيارة مطار هونغ كونغ الدولي، حيث اطّلع على أجندة الاستدامة المبتكرة للمطار، والتي تشمل تشغيل أكبر نظام لتخزين الطاقة بالبطاريات في هونغ كونغ، والتوسع في قدرات الطاقة الشمسية على الأسطح، واعتماد وقود الطيران المستدام (SAF)، إلى جانب دمج تقنيات المطار الذكي المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والمركبات ذاتية القيادة.وكان في استقبال الوفد فيفيان كار فاي تشيونغ، الرئيس التنفيذي لهيئة مطارات هونغ كونغ، حيث جرى بحث فرص التعاون بين دولة الإمارات وهونغ كونغ في مجالات إنتاج وقود الطيران المستدام، وتطوير سلاسل التوريد، ومسارات الاعتماد، بما يواكب أهداف الجانبين في خفض الانبعاثات وتعزيز الاستدامة.وقال سعادة المهندس شريف العلماء، إن الإمارات وهونغ كونغ تشتركان في رؤية موحّدة لبناء بنية تحتية مستدامة وجاهزة للمستقبل، فالمطارات تُعدّ محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي والتواصل بين الشعوب، كما تمثل منصة لتجسيد ممارسات الاستدامة، منوها بريادة هيئة مطارات هونغ كونغ في الاستثمار في الطاقة المتجددة، وتخزين الطاقة، وتطبيق معايير المباني الخضراء، وهي جهود تنسجم مع مساعي دولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي.
وأضاف في الإمارات، يقود مطارا دبي وأبوظبي الدوليين، إلى جانب طيران الإمارات وطيران الاتحاد، جهود تبنّي وقود الطيران المستدام وخفض الانبعاثات الكربونية، كجزء من التزامنا الأوسع بالتحول الطاقي واستدامة قطاع الطيران.كما زار الوفد شركة “Tellus Power”، الرائدة عالمياً في تصميم وتطوير حلول شحن السيارات الكهربائية في أميركا الشمالية وأوروبا وآسيا والمحيط الهادئ والشرق الأوسط.
وعقب تأسيس شركة «Tellus Power MENA” في دولة الإمارات، بحث الجانبان مجالات التعاون المستقبلية في تطوير محطات الشحن الكهربائية، لاسيما التوسع في نشر محطات الشحن فائق السرعة وتطبيق حلول الشحن الذكية.
من جهة أخرى، أكد سعادة شريف العلماء، في كلمته خلال مشاركته بالجلسة العامة لمنتدى وزراء الطاقة ”CEM”، الذي عقد في مدينة بوسان الكورية، التزام دولة الإمارات بدعم الجهود العالمية الهادفة إلى تسريع الانتقال العادل والآمن والمرن نحو منظومة طاقة منخفضة الكربون.
وأضافت أن رحلتنا الوطنية تأسست على نهج متكامل يربط بين مسارات التنمية المستدامة والأهداف المناخية الطموحة، ومن خلال هذه الرؤية، رسخت الإمارات مكانتها كقائد عالمي في مجال الطاقة منخفضة الكربون، عبر الابتكار في مجالات الهيدروجين النظيف ووقود الطيران المستدام.
وأوضح أن هذه الاستثمارات لا تلبي الاحتياجات المحلية فحسب، بل توفر أيضاً حلولاً قابلة للتصدير على نطاق عالمي، تدعم خفض الانبعاثات وتفتح آفاقاً اقتصادية جديدة للمستقبل، مضيفا أننا ندرك أن كفاءة الطاقة ركيزة أساسية في هذا التحول، ولهذا أطلقنا التحالف العالمي لكفاءة الطاقة ”GEEA” ليكون منصة تجمع الدول وتضع كفاءة الطاقة في قلب استراتيجياتها القطاعية والأنظمة الاقتصادية.وعلى هامش زيارته، عقد سعادته اجتماعاً ثنائياً مع السيدة ديتّه يول- يورغنسن، المديرة العامة للطاقة في المفوضية الأوروبية، حيث دعا المفوضية إلى تشجيع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على الانضمام إلى التحالف العالمي لكفاءة الطاقة ”GEEA”.وبعد بوسان، انتقل سعادة شريف العلماء إلى العاصمة سيؤول، حيث ترأس الاجتماع الثامن للجنة التشغيل المشتركة للتعاون في الموارد المائية بين دولة الإمارات وجمهورية كوريا ، مؤكداً في كلمته أن السياسات المائية لدولة الإمارات تركز على تطوير مصادر مستدامة لإمدادات المياه، من خلال التوسع في تقنيات التحلية الغشائية، وزيادة دمج الطاقة المتجددة في قطاع المياه، والاستثمار في تقنيات الكفاءة المائية، وخفض الفاقد، وتعظيم إعادة استخدام مياه الصرف المعالجة.وأضاف ان إستراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات والبرامج المرتبطة بها تضمن جاهزية واستدامة سلسلة التوريد، بدءاً من الإنتاج والتوزيع وصولاً إلى إدارة الطلب والجوانب الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تستعد لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمياه 2026، بالشراكة مع جمهورية السنغال، بهدف تسريع تحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة ”SDG6” الخاص بالإدارة المستدامة للموارد المائية، وهو ما يعكس التزام الدولة بتعزيز الحوار وبناء الشراكات العالمية لمواجهة تحديات المياه.»وأكد سعادته أن التعاون الإماراتي - الكوري في مجال الموارد المائية يمثل نموذجاً ناجحاً للتكامل الدولي في مواجهة التغير المناخي، ويعزز استدامة قطاعي المياه والطاقة على المستويين الوطني والعالمي.كما التقى سعادته مسؤولي شركة «Fuel Cell Innovations- FCI” الكورية المتخصصة في تكنولوجيا خلايا الوقود الصلبة، حيث جرى بحث فرص التعاون في مجالات إنتاج الهيدروجين، والتقاط الكربون، والبحوث المشتركة مع مؤسسات إماراتية.
وعقد مباحثات مع شركة كهرباء كوريا “KEPCO”، تناولت الدروس المستفادة من التجربة الكورية في إدارة استقرار الشبكات الكهربائية، ودور الشركة التنظيمي في قطاع محطات شحن المركبات الكهربائية، وتشغيلها للمنصة الوطنية للشحن الكهربائي «ChargeLink».