وفد من الكونجرس الأمريكي يزور تريندز .. ويؤكد على دور مراكز البحث العلمي في صنع السلام

وفد من الكونجرس الأمريكي يزور تريندز .. ويؤكد على دور مراكز البحث العلمي في صنع السلام

•الدكتور العلي: أهمية دعم قيم السلام التي يجسدها الاتفاق الإبراهيمي
•باحثات تريندز يتحدثن عن دور الثقافة والشباب في صنع السلام


قام وفد من الكونجرس الأمريكي بزيارة لمقر مركز تريندز للبحوث والاستشارات في منطقة الروضة في العاصمة ابوظبي، اطلعوا خلالها على جهوده البحثية ودوره في نشر قيم السلام والتعايش والأخوّة الإنسانية.

وقد رحب الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لتريندز، بالوفد الزائر من أعضاء "تكتل الاتفاق الإبراهيمي للسلام" برئاسة السناتور جيمس لانكفورد في قاعة السلام بالمركز، وقال إن هذه القاعة شهدت أول فعَالية علمية حول الاتفاق الإبراهيمي وكيفية تعزيز توجهات السلام في المنطقة، مشيراً إلى أنه تم إطلاق هذا الاسم أيضاً تأكيداً لإيمان مركز تريندز للبحوث والاستشارات بقيمة السلام، وأهمية تعزيزه ونشره في ربوع المنطقة، وهو الأمر الذي يهدف إلى تحقيقه الاتفاق الإبراهيمي بكل تأكيد.

وأشار إلى أن "تريندز" كان حريصاً من البداية على دعم قيم السلام والتسامح في المنطقة التي يجسدها الاتفاق الإبراهيمي، وذلك باستخدام الأدوات البحثية والمعرفية، انطلاقاً من قناعته بأن دور مراكز البحث والتفكير يجب أن يكون إيجابياً وداعماً لجهود تحقيق السلام والتنمية والرخاء للشعوب كافة.

وأوضح الدكتور محمد العلي أن "تريندز" كان أول مركز بحثي في العالم العربي، يقوم بزيارة إسرائيل، حيث عقد المركز بالتعاون مع مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، التابع لجامعة تل أبيب، ندوة بعنوان: «الاتفاق الإبراهيمي.. فرص تعزيز التعاون والتسامح والتنمية في المنطقة»، في 27 أكتوبر 2021 بمقر الجامعة بتل أبيب. وشارك في هذه الندوة نخبة من الباحثين والأكاديميين والمتخصصين، الإماراتيين والإسرائيليين والعرب، الذين أكدوا على أهمية ضمان استدامة السلام الذي وضع أسسه الاتفاق الإبراهيمي.

وأضاف أن المركز نظم العديد من الفعاليات العلمية الأخرى الداعمة للاتفاق الإبراهيمي ولتعزيز السلام في المنطقة، وكان آخرها الندوة التي نظمها بالتعاون والشراكة مع «منتدى جيجو الكوري للسلام والازدهار»، بعنوان «الاتفاقات الإبراهيمية بعد عامين.. تقييم التأثير وما هو قادم» والتي تركزت على آفاق اتفاقات السلام الإبراهيمية والتحول الذي أحدثته في مسيرة السلام بالمنطقة.

وقال الرئيس التنفيذي لمركز تريندز إنه إيماناً بأهمية التعاون الفكري والبحثي ووضع الأطر التي تساعد في تعزيز الفهم المشترك للسلام وترويجه داخل المجتمعات، وقّع مركز تريندز العديد من الشراكات مع مراكز بحثية إسرائيلية مرموقة، واختتم الدكتور محمد العلي كلمته بالقول: إن مركز تريندز للبحوث والاستشارات، بصفته مؤسسة بحثية خاصة ومستقلة تحمل توجهات عالمية، يسعى دائماً للعمل من أجل السلام، ويدعم جهود دول المنطقة، بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، لإنشاء وترسيخ نظام إقليمي جديد تسوده قيم السلام والتسامح، ولن ندخر جهداً علمياً من أجل تحقيق هذا الهدف.

وقد عُقدت جلسة حوارية بحضور رؤساء قطاعات وعدد من باحثي تريندز، وشارك فيها وفد الكونجرس الأمريكي، وتركزت الحلقة النقاشية على الاتفاقيات الإبراهيمية وأثرها على الاستقرار والسلام بالمنطقة، حيث أكد أعضاء التكتل الإبراهيمي، من الكونجرس الأمريكي أن هذه الاتفاقيات تمثّل فصلاً جديداً في تاريخ الشرق الأوسط، وستفتتح آفاقاً واسعة للتعاون الإقليمي، متطرقين إلى دور الولايات المتحدة الأمريكية في هذه الاتفاقيات وحرصها على توسيعها لتشمل دولاً أخرى في المنطقة. كما تناول الوفد العلاقات الوثيقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، مشيدين بما حققته في مجال التنمية وسائر المجالات.

وشدد أعضاء الكونجرس الأمريكي على أهمية التعايش السلمي والتسامح وحرية التعبير باعتبارها ركائز أساسية وتنموية للمجتمعات العالمية كافة، مشيرين إلى دور الدبلوماسية الثقافية في صنع السلام وتقريب المسافات ووجهات النظر بين الشعوب، مثمّنين في الجلسة الحوارية التي تناولت أيضاً عدة قضايا دولية، جهود مركز تريندز للبحوث والاستشارات في نشر ثقافة السلام والتعايش من خلال دراساته وإصداراته، إضافة إلى ندواته وفعالياته وشراكاته مع العديد من الجهات، حيث تلعب الثقافة والمعرفة دوراً كبيراً في الفهم المشترك، كما أعرب عن تقديره للشباب الباحثين في تريندز، وحرص المركز على تمكينهم وإتاحة المجال لهم، كما ثمّن اهتمام المركز بالمرأة ووجود عدد كبير من الباحثات والعاملات فيه.

وتحدثت في الجلسة الحوارية اليازية الحوسني نائب رئيس قطاع الإعلام بمركز تريندز على حرص المركز على بناء جسر معرفي شبابي يكسر الفجوة، مشيرة إلى زيارتها لتل أبيب أكثر من مرة في هذا الإطار، كما أشارت إلى تجربتها خلال دورة تدريبية في تل ابيت استمرت نحو شهر بالتعاون مع مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا التابع لجامعة تل أبيب. مبينة أن هذه الفترة أكدت لها دور الثقافة والمعرفة في كسر الفجوة بين الشعوب، وتطرقت إلى دور مجلس شباب الباحثين في تريندز في هذا المجال، مشددة على دور الشباب بالمراكز البحثية خاصة والمجالات الأخرى عامة، في صنع السلام وتقريب وجهات النظر.

بدورها، تطرقت سمية الحضرمي نائب رئيس قطاع "تريندز" جلوبال إلى المؤتمرات والفعاليات التي عقدها تريندز مع مراكز البحث والإعلام الإسرائيلية لشرح أبعاد الاتفاق الابراهيمي وكسر الحواجز بين شعوب المنطقة، مبينة دور هذه المؤتمرات والفعاليات العلمية الأخرى في توضيح أبعاد هذه الاتفاقيات وأهميتها، ودور هذه الفعاليات في تعزيز فرص السلام في المنطقة، مشيرة إلى فعاليات قادمة أخرى. من جانبها، تطرقت علياء  الجنيبي رئيسة قسم الاتصال الاستراتيجي إلى أهمية الشراكات البحثية والأكاديمية في تقريب وجهات النظر وشرح أبعاد السلام وأهميته، كما تطرقت إلى شراكات "تريندز" البحثية والعلمية مع عدد من مراكز البحث والإعلام الإسرائيلية بهدف تقريب وجهات النظر وشرح أبعاد الاتفاقيات الإبراهيمية وآفاق السلام.

وقالت إن المركز وقّع شراكات واتفاقيات تعاون مع معهد القدس للدراسات الاستراتيجية JISS، والمعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية (Mitvim)، ومركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا، التابع لجامعة تل أبيب، فيما يواصل العمل على بناء الشراكات البحثية مع المراكز البحثية الدولية الداعمة لجهود السلام والاستقرار في المنطقة. ونشر بالفعل بعض الأوراق البحثية المشتركة مع هذه المراكز حول عدد من القضايا التي تدعم تعزيز السلام الإقليمي.