رئيس الدولة ومحمد بن راشد: الإمارات دولة استثنائية ومركز اقتصادي عالمي
وفـــاء موصللي: أحــب الاستمـتاع بالأشـــياء وأن تأخـــذ مـــداها
شاركتْ الممثلة السورية وفاء موصللي في مسلسل «نفس» بدور والدة معتصم النهار التي تصاب بالمرض والتي تضحي من أجل أولادها.
موصللي أشارت، في هذا الحوار، إلى أن الدورَ لم يكن الدافع الرئيسي الذي دَفَعها للقبول بالمشاركة في «نفس»، بل «العمل ككل نصاً وإخراجاً وتمثيلاً»، مشيدة بهذه التجربة التي استمتعت بها، ليس فقط خلال التصوير، بل أيضاً لجهة اكتشاف تفاصيل لمستْها من خلال التعامل للمرة الأولى مع المُخْرِج إيلي السمعان.
• كيف تتحدثين عن دورك في مسلسل «نفس» وما أكثر ما لفتك إلى هذا العمل؟
- ليس دوري هو السبب الذي جَعَلَني أشارك في المسلسل لأنني قدّمتُ شخصيةَ أمٍّ بسيطة تُعاني مرضَ السكري وتحبّ أولادها، وهي صفة من صفات الأمهات،
ولكن لا يوجد صراع ومواجهات في الشخصية ما خلا أنها تريد أن تَحمي أولادها.
ولكن ما شجّعني على القبول بالعمل هو نصّه الذي يتميّز بقصته الجميلة وبالشيء الاستثنائي الموجود فيه وهو الراقصة العمياء،
والبيئات المختلفة التي يتناولها وبينها المسرح وهو المكان الذي عمل فيه عابد فهد ورقصت فيه دانييلا رحمة.
وما شدّني أيضاً إلى العمل الأجواء المختلفة فيه، كالمكان الذي تم اقتياد «غيث» إليه والصيادين والمسمكة، وهي فضاءات مختلفة عن بعضها البعض، وكلٌّ منها لها سحرها الخاص،
ناهيك عن الشخصيات التي لا تشبه بعضها، إذ إن لكل شخصية خصوصية ومفردات خاصة بها.
ولا يمكن إغفال المخرج إيلي السمعان الذي تَعامَلْتُ معه للمرة الأولى والذي يتميّز بلغةٍ بَصَرِيّة مختلفة جعلتْني أتوقف عندها وأراقب عالم صناعة الفن من زاوية احترافية. ومن المعروف أن 95 في المئة من عالم السينما والتلفزيون يقوم على الصناعة،
وعندما تقدّم هذه الصناعة الجديدَ وتجعل العينَ ترى الواقعَ من منطلق آخر أو جمالية أخرى سواء في البؤس أو الفرح،
فلا شك أنها ستلفتني كثيراً. عدا عن أن تعامل المخرج مع الممثل للمرة الأولى يتطلّب منه التعرّف على مفاتيحه كي يفتح الأبوابَ المغلقةَ ويحفّزه على أن يبدع أكثر. وهذا الأمر أَمْتَعَني كثيراً، وحاولتُ إنجاز المَشاهد الصعبة بأجمل ما عندي.
أما المجموعة التي تعمل مع المخرج فكانت مختارة ومتفاهمة معه إلى أبعد حدّ، وقد أدهشتني طريقة التعامل بينهم، وأنا لم أكن أصوّر في المسلسل فقط بل كنتُ أكتشف كل هذه التفاصيل.
• وبالنسبة إلى الممثّلين المشاركين في المسلسل؟
- لا شك أن الكيمياء كانت عالية جداً بين دانييلا رحمة ومعتصم النهار، كما بينها وبين عابد فهد.
وحتى اختيار الممثلين الذين يؤلفون كل عائلةٍ في المسلسل كان منسجماً جداً، بل كل ممثل مشارك في العمل كان موفَّقاً جداً، وهذا ليس مديحاً بل واقعاً.
مثلاً ختام اللحام وأحمد الزين كانا منسجميْن جداً كثنائي والكيمياء بينهما عالية جداً،
وكذلك ثنائية نهلة داوود وزوجها جوزف بونصّار، وأيضاً عائلتي المؤلفة مني ومن معتصم النهار ويارا خوري.
أما شركة الإنتاج، فهي احترافية ومهنية وموجودة في المجال منذ عشرات الأعوام، وهي عريقة وتعرف جيداً ما يتطلّبه العمل الفني وتقدّم كل ما يحتاج إليه، ليس بهدف الربح فقط،
بل لتقديم عمل فني يقوم على مضمون جيّد. لم أتوقف عند الدور وحسب، بل عند العمل ككل وكنت حَجَراً ضمن هذه الفسيفساء الجميلة.
• ما رأيك بالانتقادات التي وُجّهت إلى المسلسل،
خصوصاً أن البعض يرى أن إيقاعه بطيء بينما يميل الناس أكثر إلى الأعمال المزدحمة بالأحداث والتي تدفعهم للمتابعة من حلقة إلى أخرى؟
- الجواب على هذا الأمر ليس من اختصاصي، بل من اختصاص ناقد فني، ولا أعرف إذا كان الأمر له علاقة بإيقاع العصر والأحداث التي تحصل حول العالم والحركة السريعة،
وهل لأن الناس يفضّلون معرفة الأحداث بسرعة.
وهناك مثلاً مَن يفضّلون مشاهدة الحلقة الأولى والأخيرة ومعرفة النتائج.
وأنا تلقّيتُ طوال العرض استفسارات عن المسلسل ولمستُ تفاعلاً دلّ على شغف الناس وفضولهم لمعرفة ماذا يحدث.
علماً أن الإيقاع السريع لا يتناسب مع أجواء «نفس»، وكل مسلسل له طابعه وخصوصيته ويجب أن تأخذ الأحداث حقها. وقد استغرق تصوير العمل حتى آخِر رمضان،
ولو أن القيمين على المسلسل يعرفون أن إيقاعه يجب أن يكون أسرع لكانوا أنجزوه قبل فترة بعيدة،
ولا شك أنهم كانوا يعرفون ماذا يفعلون.
• ألا توافقين على أن الجمهور بات يفضل الأعمال السريعة الأحداث؟
- مسلسل «نفس» كان فيه «أكشن»،
ولكن ليس بالضرورة أن يكون بإيقاع سريع. وأحياناً يتطلّب السياق الدرامي أن تتشبّع العين الحدثَ وأن تتفاعل معه وتشعر به. وأنا هنا أعبّر عن وجهة نظري ولست ناقدة فنية.
أحب الاستمتاع بالأشياء وأن تأخذ مداها، وأعتبر أن كل ما هو سريع يَفقد أثره بسرعة.
وفي رأيي أن «نفس» سيظلّ في الذاكرة، وربما بفعل ترْك الأحداث تأخذ أبعادَها، فضلاً عن القصة الحلوة والصورة الجميلة.