رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
هل تنجح إسرائيل في إعادة تشكيل الشرق الأوسط؟
وول ستربت جورنال: تل أبيب ربما تجر واشنطن إلى حرب إقليمية مشتعلة
تسابق إسرائيل الزمن لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، منذ بدء هجومها على حلفاء لإيران الذين اعتبرتهم أعداءً من حماس في غزة إلى حزب الله في لبنان مروراً بالميليشيات الإيرانية في العراق وميليشيا الحوثيين في اليمن، كما كانت تتعرض لضغط من واشنطن لوقف القتال في غزة تحديداً. والآن، تُعيد إسرئيل تشكيل الشرق الأوسط بشروطها الخاصة، وتُجبر إدارة ترامب على مُجاراة الركب في الوقت الذي يُصعّد فيه القادة الإسرائيليون هجماتهم ضد إيران حيث من المرجح أن تُؤدي هذه التحركات إلى قلب الأسواق العالمية رأساً على عقب، وإعادة صياغة الجغرافيا السياسية، وربما تُجر الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية مُشتعلة، بحسب تحليل لصحيفة «وول ستربت جورنال».
سلسلة من العمليات
بسلسلة من العمليات الاستخباراتية الجريئة والحملات العسكرية الشرسة، نجحت إسرائيل فعلياً في إضعاف حليفتي إيران، حماس وحزب الله، وفي الوقت نفسه، دفعت إلى انهيار نظام الأسد في سوريا. وهي الآن تنقل المعركة مباشرة إلى قلب العاصمة الإيرانية طهران.
واستغلت إسرائيل غطاء الجهود الدبلوماسية الأمريكية لشن هجوم مُفاجئ يتجاوز بكثير استهداف البرنامج النووي الإيراني، ليهدف بدلًا من ذلك إلى شلّ النظام الإيران ككل.
كما أن هذه المعركة دفعت السياسة الأمريكية بعيداً عن المسار الذي رسمه الرئيس ترامب في وقت سابق من هذا العام. بعد سعيه المتواصل للتوصل إلى حل سلمي ودبلوماسي لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية، أشاد ترامب بالغارات الجوية الإسرائيلية وحذّر على وسائل التواصل الاجتماعي قائلاً: «يجب على إيران إبرام اتفاق قبل أن يتلاشى كل شيء». تأتي أجندة إسرائيل الجريئة في المنطقة في الوقت الذي تركز فيه الولايات المتحدة بشكل متزايد على القضايا الداخلية والتهديدات الجيوسياسية في أماكن أخرى، مثلاً تخلى ترامب عن عقود من البروتوكول والأولويات في رسم نهجه الخاص في السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط. وكانت مبادرته في المنطقة، رغم طموحها، متقلبة إن صح التعبير.
قبل توليه منصبه مباشرة، ساعد تدخله في إبرام اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة. لكن اهتمامه بهذا الصراع تراجع بعد تصاعد التوتر في أوكرانيا وإيران حيث أطلق جهوداً لإعادة تطوير غزة كوجهة سياحية والقضاء على مسلحي الميليشيات الحوثية في اليمن، لكنه فقد الاهتمام لاحقاً وهو ما فتح ذلك الباب أمام نتانياهو الذي أستغل ذلك لتطبيق رؤيته في الشرق الأوسط بقوة.
مغانم الانتصارات
وترى الصحيفة، أن إسرائيل تواجه الآن تحدي تحويل انتصاراتها إلى استئصالٍ دائمٍ للتهديد الإيراني، الذي حشد ترسانةً هائلةً من الصواريخ . الحاجةُ المُلِحّة هي إحراز المزيد من التقدم نحو هدف تدمير البرنامج النووي الإيراني.
لقد أمضى جيشها أياماً في تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية بغاراتٍ جويةٍ وعملياتٍ سرية، مما منحه القدرة على الهجوم متى شاء. لكنه لم يُلحق بعدُ أضراراً جسيمة بالبرنامج النووي الإيراني المُتغلغل في الأعماق والمُنتشر على نطاقٍ واسع على الرغم من تصريحات إسرائيلية أن تل أبيب ألحقت أضراراً بالمجمع النووي تحت الأرض في نطنز، والذي يضم قاعة تخصيب متعددة المستويات تحتوي على أجهزة طرد مركزي.
قال ضابط المخابرات الأمريكي السابق الذي يعمل حاليًا في المجلس الأطلسي جوناثان بانيكوف: «يرتبط مستقبل كل من إسرائيل وإيران بما إذا كان لدى إيران برنامج نووي في نهاية هذا الصراع» مضيفاً «إذا كان الأمر كذلك، فستظل قدرة إيران على إعادة البناء وبسط نفوذها في جميع أنحاء المنطقة سليمة تماماً. أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فسيفتح ذلك صفحة جديدة لم نشهدها منذ أكثر من عقدين».
بحلول عصر الأحد، كانت إسرائيل ضربت أكثر من 250 هدفاً في 50 ساعة من الهجمات المتواصلة. وحتى الآن، لا تكبح إدارة ترامب جماحها. ويمثل هذا تحولًا كبيراً عن عقود من السياسة الخارجية الأمريكية على أمل منع تصاعد الصراعات وهذه المرة، فرض ترامب قيوداً قليلة على استهداف إسرائيل وطلب من نتانياهو مراراً وتكراراً هذا العام تأجيل العمل العسكري لإعطاء فرصة للمحادثات النووية التي يرأسها المبعوث الخاص ستيف ويتكوف.
كبح جماح الحرب
قال السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين: «إن أكبر خطأ يمكن أن ترتكبه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون هو فرض نهاية مبكرة لهذه الحرب».
وقد يأتي القيد الأكبر من داخل إسرائيل بعد 20 شهراً من الحرب، طفح الكيل بالكثيرين بالإشارة إلى أن هناك دعم واسع للعمل العسكري ضد إيران، لكن هذا يأتي بعد استدعاء العديد من الجنود المدنيين عدة مرات، مما أدى إلى تعطيل وظائفهم وعائلاتهم فيما يتفاقم هذا الشعور بالضيق بسبب الانقسامات السياسية العميقة حول قيادة نتانياهو.
على الرغم من هذا التعب، هناك إدراك بأن الصراع مع إيران هو الأهم، كما يقول رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي ومقره القدس يوحنان بليسنر، فيما أظهر استطلاع للرأي أجراه معهده في أبريل-نيسان أن أكثر من نصف الإسرائيليين اليهود يؤيدون شن هجوم على إيران، حتى بدون الدعم الأمريكي، مقارنةً بنحو الثلث ممن عارضوا ذلك.
وترى الصحيفة، أن إسرائيل ستسعد برؤية سقوط حكومة إيران، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك هو الهدف وإسرائيل بحاجة إلى التركيز على تحويل إنجازها العسكري إلى إنجاز دبلوماسي في ذات الوقت.