وول ستريت جورنال: أوروبا وحدها لا تكفي لحماية أوكرانيا

  وول ستريت جورنال: أوروبا وحدها لا تكفي لحماية أوكرانيا


وصف الكاتب البارز في صحيفة “وول ستريت جورنال”، والتر راسل ميد، أول اجتماع شتوي لمنتدى الاقتصاد العالمي منذ 2020 بأنه كان ناجحاً. غاب الروس عن الاجتماع وحضر بعض الصينيين. لكن حضور الهند ودول الخليج عوّض تلك الغيابات، كما وصلت مشاركة القطاع الخاص إلى أعلى مستوى على الإطلاق. وبالنسبة إلى مؤسس ورئيس المنتدى كلاوس شواب، كان الاجتماع السنوي الثالث والخمسون انتصاراً. فيما غاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يدفع باتجاه إصلاحات غير شعبية للنظام التقاعدي في بلاده، انضمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إلى المستشار الألماني أولاف شولتس في إلقاء كلمات بارزة.

ضمت جلسة ختامية عن التوقعات الاقتصادية العالمية رئيس صندوق النقد الدولي ورؤساء بنوك مركزية في أوروبا واليابان وشخصيات بارزة مثل وزير الخزانة الأمريكي الأسبق لاري سامرز. لا يوجد حدث آخر يجمع هذا المزيج من القوة والشهرة حسب الكاتب. مع جميع عيوبه، يبقى منتدى الاقتصاد العالمي وجهة أساسية لنخبة القوة العالمية. سيطر موضوعان على جدول الأعمال العام للمؤتمر بحسب “وول ستريت جورنال”: التغير المناخي والحرب في أوكرانيا. كان الحماس لأوكرانيا ساطعاً. ارتدى الأوروبيون الأصفر والأزرق للإعراب عن تضامنهم. خاطب الرئيس فولوديمير زيلينسكي الحضور عبر الفيديو، بينما حضرت السيدة الأوكرانية الأولى إلى المنتدى. الحماس الأوروبي لأوكرانيا مدفوع جزئياً بالارتياح. أدى مزيج الشتاء الدافئ وجهود الحكومات الأوروبية إلى إحباط خطة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتركيع القارة بفعل حظر على الطاقة.

ورغم هواجس دول مثل المجر واليونان وسلوفاكيا، تمكن الاتحاد الأوروبي من الاتحاد حول فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا ونقل المساعدات لأوكرانيا. عاد متحدث تلو الآخر إلى هذه المواضيع: أوروبا قوية وأوروبا موحدة وأوروبا أصبحت لاعباً جيوسياسياً كبيراً مثل الصين والولايات المتحدة. لكن ميد يرى أن الجولة الأخيرة من الانتصارية الأوروبية لم تكن مقنعة وليس فقط بسبب المعارك السياسية حول تردد ألمانيا في إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا. إن ضعف أوروبا مهم أكثر من انقساماتها حسب الكاتب.

لو اعتمدت أوكرانيا على أوروبا وحدها لكان العلم الروسي يرفرف فوق أنقاض خاركيف وكييف وأوديسا. بعد أكثر من ثلاثين عاماً على نهاية الحرب الباردة، لا تستطيع أوروبا التصرف وحدها في فنائها الخلفي من دون الاعتماد على الولايات المتحدة التي يزداد انشغالها بالتحديات في منطقة الإندو-باسيفيك. مع احتماء العديد من القادة الأوروبيين بالمظلة الأمنية الأمريكية حتى مع مضاعفة تشبثهم بعلاقات اقتصادية وثيقة مع الصين، ليس واضحاً إلى أي حد سترغب واشنطن أو تستطيع حماية الاتحاد الأوروبي من تداعيات انعدام قدراته الجيوسياسية. وهذا ليس قلقاً نابعاً من فراغ.

يرى الكاتب أن بوتين لم يخسر الحرب بعد. إن الخوف من أن تدفع التعبئة الروسية مئات الآلاف من القوات الجديدة حتى ولو كانت سيئة التدريب إلى النزاع، بجانب تقييم رصين لفاعلية الحملة الروسية الجوية، يحث البعض في كييف وأماكن أخرى على التحذير من هجوم روسي واسع النطاق في الربيع. إذا أرسلت ألمانيا دبابات إلى أوكرانيا فالآمال الروسية بنجاح الهجوم ستتلقى ضربة. حتى مع ذلك، ومن دون ذخيرة وتجهيزات وأموال أمريكية، لا تستطيع أوكرانيا مواصلة الصراع غير المتكافئ إلى أجل غير مسمى.