وصول سفينة المساعدات الإماراتية الثامنة «سفينة خليفة الإنسانية» إلى ميناء العريش
وضع الهجرة المؤقت لا يوفر أي طريق إلى الإقامة الدائمة
وول ستريت جورنال: الترحيل يقلق اللاجئين الأفغان في أمريكا
سلطت صحيفة “وول ستريت جورنال” الضوء على أزمة المهاجرين الأفغان الذين تقطعت بهم السبل بعد الانسحاب الأمريكي الفوضوي من أفغانستان عام 2021، وفر الآلاف إلى الولايات المتحدة حيث يعيشون في ظل مخاوف من الترحيل. ولفتت “وول ستريت جورنال” إلى أن “هناك فرصة لإصلاح هذه الأزمة، وهي على جدول أعمال الكونغرس، إلا أن الوقت ينفد». فمع استعادة حركة طالبان السيطرة على الحكم في أفغانستان، تم إجلاء أكثر من 79 ألف أفغاني إلى الولايات المتحدة خضعوا بالفعل للتدقيق، وتم منح الغالبية وضع هجرة مؤقت (مدته عامان) يُعرف بـ “الإفراج الإنساني المشروط”، الذي لا يوفر أي طريق إلى الإقامة الدائمة.
خطر الترحيل
هذا الموعد النهائي الوشيك يلقي بثقله على محمد خسرو نوري (36 عاماً)، الذي عمل لبعض الوقت كمترجم فوري للسفارة الأمريكية في أفغانستان، وفر إلى الولايات المتحدة مع زوجته واغما وابنته أديبة (6 أعوام)، وابنه عباد الرحمن (4 أعوام)، وهم في كاليفورنيا.
ويقول نوري للصحيفة: “أحياناً أشعر كأنني أحلم.. هل يمكن أن أستيقظ من دون أن أشعر بالقلق على أي شيء، إذا سألت ابنتي ستقول أنا من أمريكا، وليس أفغانستان. ستقول أنا سعيدة هنا، ليس هناك إطلاق نار”. ومع ذلك، لا يستطيع نوري طمأنة أديبة بأنه يمكنهم البقاء في الأراضي الأمريكية.
وتشير الصحيفة إلى أنه عندما تنتهي صلاحية الإفراج المشروط لأسباب إنسانية، لا يمكن لهؤلاء الأفغان البقاء تلقائياً في الولايات المتحدة، ما قد يقودهم إلى خطر الترحيل في نهاية المطاف.
وذكرت الصحيفة أنه “يمكنهم السعي إلى تجديد الإفراج المشروط أو وضع الحماية المؤقت، لكن أياً منهما لا يوحي باستقرار طويل الأجل. كما يمكنهم طلب اللجوء، إلا أن نظام الهجرة الأمريكي المختل يواجه بالفعل تراكمات طويلة، إذ سيؤدي عشرات الآلاف من المتقدمين الأفغان إلى تفاقم المشكلة، وقد تمر سنوات قبل أن يعرفوا مصيرهم».
مات واترز، أحد أفراد القبعات الخضراء الذي خدم في أفغانستان وهو صديق لنوري، يقول: “كثير من الناس في حالة من الضياع نوعاً ما.. من الصعب عليهم الاستثمار في الشهادات الخاصة بالولايات المتحدة، أو الذهاب إلى الكلية، أو شراء منزل أو سيارة إذا لم يعرفوا ما إذا كان بإمكانهم البقاء أم لا».
قانون التكيف الأفغاني
وترى “وول ستريت جورنال” أن الحل هو مشروع قانون يسمى “قانون التكيف الأفغاني”، من شأنه أن يوفر مساراً للحصول على البطاقة الخضراء للذين يخضعون حالياً للإفراج المشروط لأسباب إنسانية.
وسيخضع التشريع هؤلاء الأفغان لجولة أخرى من التدقيق والبحث عن صلات بتهريب المخدرات أو الإرهاب، كما سيتم استبعاد أي شخص ارتكب جريمة بعد وصوله إلى الولايات المتحدة.
وتقدم الولايات المتحدة بالفعل تأشيرة هجرة خاصة تمنح الإقامة الدائمة للأفغان الذين عملوا بشكل وثيق مع الحكومة والجيش الأمريكيين، إلا أن قانون التكيف الأفغاني سيخلق مساراً مشابهاً للذين حاربوا طالبان من خلال خدمة قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأفغاني أو القوات الجوية أو جناح المهام الخاصة أو الفرق التكتيكية النسائية، كما ستكون عائلاتهم مؤهلة أيضاً.
كما ذكرت الصحيفة أنه لم يتمكن جميع الأفغان الذين دعموا المهمة الأمريكية من الفرار، وليس للولايات المتحدة سفارة في بلادهم اليوم، لكن مشروع القانون سيتطلب من وزارة الخارجية إنشاء مكتب يمكنه مراجعة طلبات الأفغان وإصدار التأشيرات، وستعمل فرقة عمل مشتركة بين الوكالات على تخفيف القيود.
وكان استيلاء طالبان على السلطة مأساة خاصة بالنسبة للأفغان الذين دعموا مهمة الولايات المتحدة، أو حاربوا من أجل حقوق المرأة، أو سعوا لبناء مجتمع مدني ونظام سياسي حر.
وتشدد الصحيفة على أن “على الولايات المتحدة التزاماً أخلاقياً بفعل ما في وسعها لتخفيف الضرر الناجم عن انسحاب إدارة الرئيس جو بايدن الكارثي، وسيكون تمرير قانون التعديل الأفغاني بداية جيدة».