يبدع في تحويل النفايات الحديدية إلى تحف فنية

يبدع في تحويل النفايات الحديدية إلى تحف فنية

تتكدس المعادن القديمة، من مذياع قديم وقطع غيار سيارات متآكلة ومسامير صدئة وكراسٍ مُتلفة وأسلاك الحديد البالية، وحتى فواضل الدراجات النارية وسلاسل الدراجات الهوائية، في غرفة صغيرة على سطح منزل يامن عبدلي، الذي جعل منها ورشة لإعادة تدوير النفايات الحديدية.
 
اعتمد عبدلي على تلك النفايات الحديدية مادةً أولية لصنع قطع فنية مختلفة الأحجام ومتنوعة الأشكال، ومثالاً  لخلق الجمال من القمامة.
يعلو دويّ المطرقة وصوت اللحام ونقر الحديد، بينما ينسجم يامن مع الشرارات المعدنية المتطايرة من جهاز اللّحام غير آبه بما حوله، سوى إكمال تشكيل المجسّم الذي بين يديه وإعادة الحياة إلى قطع معدنية ونفايات حديدية وإخراجها بشكل تحفة فنية إبداعية.
يعمل يامن عبدلي، “42 سنة”، أصيل محافظة القصرين “وسط غرب”، مستشارا للتدريب في الوكالة التونسية للتكوين المهني، وهو مختص في الفن التشكيلي والنحت على المعادن.
 
اتخذ عبدلي من ورشته الصغيرة مكانا لممارسة هوايته المتمثلة في تدوير النفايات الحديدية والخُردة، وتحويلها  إلى أعمال فنية، كالتحف والمجسمات، خلال أوقات فراغه، بعد أن كان يرسم بالريشة والألوان على اللوحات في مرحلة أولى، ثم انتقل إلى النحت على الخشب في مرحلة ثانية.  يقول يامن: “اكتشفت موهبة الرسم أثناء دراستي، ويعود الفضل في ذلك إلى أمي قبل وفاتها، فقد كانت تحثني وتشجعني وتوفر لي كل مستلزمات الرسم، وتبدي إعجابها برسوماتي، وكانت تلازمني وتدعمني وتبتهج بكل ما أصنع من تحف فنية، وكان لها الفضل في صقل موهبتي وهي السبب الرئيسي في نجاحي اليوم».