الحياة ما بعد كورونا

يتوقعون اكتشاف لقاح ناجع وفعال مع تغيرات في العادات الاجتماعية

يتوقعون اكتشاف لقاح ناجع وفعال مع تغيرات في العادات الاجتماعية

• منى البحر: جميع العوامل والمؤشرات تعكس استقرار الأوضاع بالمقارنة مع مختلف دول العالم
• إيمان صالح: تطبيق سياسات وعمليات جديدة تدعم التغيرات في بيئة الأعمال
• محمد الشحي: الالتزام بالابتعاد عن الازدحام والتجمعات في مرحلة ما بعد كورونا
• مطر بن غرير: عزز جسور التواصل العائلية وخلق مساحات أكبر للحديث الودي بينهم
• آمنة خالد: الابتعاد عن الأماكن المزدحمة من أكثر السلوكيات الصحية التي سنحرص على تطبيقها مستقبلاً
• راشد الطنيجي: التركيز على الوجبات الغذائية الصحية بعيداً عن الطعام المُصنَّع
• هالة عابد: ستتقلص دائرة العلاقات الاجتماعية، لتقتصر على عدد محدود من الأشخاص
• محمد عبدالله: الأمر كله مرتبط بثقافة الفرد الصحية، ودرجة وعيه وتقديره للأوضاع


«العالم والعلاقات الاجتماعية بعد «كورونا» لن يكونا كما كانا قبله، إذ سيحكمهما الحذر، وهذا يشير إلى أن ما يعيشه الناس حول العالم من تباعد اجتماعي يخلق لديهم حالة من الترقب للعودة من جديد إلى حياتهم المعتادة كما كانت قبل الجائحة،، وكانت أنظمة الرعاية الصحية والحكومات، في الأوضاع الطبيعية القديمة، غير مستعدة للتعامل مع الأزمات مثل أزمة وباء كورونا المستجد، لكنها الآن أصبحت أكثر استعدادا للتعامل مع الأوبئة العالمية،وسيكون هذا هو المعتاد بعد الأزمة.»
وكشفت الدكتورة منى البحر، مستشار رئيس دائرة تنمية المجتمع: عن النتائج النهائية لاستبيان الحياة ما بعد كورونا، بمشاركة أكثر من 47 ألفاً من أفراد مجتمع أبوظبي، بهدف تحليل أنماط حياة المجتمع بعد الجائحة والتأثيرات والتوقعات مع تحديد أبرز التحديات، لضمان رسم خطط مستقبلية والاستفادة من التجارب الماضية، حيث أكد 83% من المشاركين أن الحياة ستكون أكثر ابتكاراً في مجال ممارسة الأعمال.
وشارك في الاستبيان 55% من الإناث مقابل 45% من فئة الذكور، حيث أشار 57% من إجمالي المشاركين أن الحياة ستعود إلى طبيعتها في أبوظبي خلال العام الجاري، و14% توقعوا أن تعود الحياة في منتصف 2021، بينما أوضح 29% إلى أن الحياة ستعود كما كانت خلال السنوات القادمة.
وفيما يتعلق بوضع الأنشطة الاقتصادية والتجارية بعد جائحة كورونا، أوضح 82 % يتوقعون انتقال الكثير من المشاريع والأعمال إلى خدمات إلكترونية، وأكد 81 % أن الحلول الرقمية ستصبح هي السائدة في الأعمال القادمة.
وفي محور العمل والوظائف، يعتقد 75% من المشاركين أن العمل عن بعد سيصبح شائعاً ما بعد كورونا، ويتوقع 63% أنهم سيتمكنون من الحصول على وظائف مناسبة، أما في محور التعليم، رداً على سؤال هل سترسل أبنائك إلى المدرسة في حال تم إعادة فتح المدارس في أبوظبي خلال العالم الدراسي المقبل، أكد 54% أنهم سوف يرسلون أبنائهم مع توجيهم بالإجراءات الوقائية والاحترازية، وبينما أشار 27% أن قرارهم يعتمد على الظروف والأوضاع، ويرغب 19% من أولياء الأمور الاستمرار في التعلم عن بعد. ولقد شهدت فترة الجائحة اعتماداً كبير على تقنيات التكنولوجيا المتطورة. حيث أشار 80% من المشاركين في الاستبيان أن هذه التقنيات ساهمت في تحسين جودة الحياة، و76% منهم أكدوا أنه يمكنهم اكتشاف منتجات وخدمات جديدة باستخدام هذه التقنيات دون مساعدة الآخرين.
 وقالت الدكتورة منى البحر، يمثل استبيان الحياة ما بعد كورنا: امتدادا لسلسة الاستبيانات والدراسات لتحليل المدخلات والأرقام والتأثيرات المرتبطة بالجائحة على الأسرة والمجتمع، حيث عملت الدائرة عبر مجموعة من الأدوات العلمية لتحديد التحديات المستقبلية من أجل الحصول على قراءات تتناسب مع الظروف، ورفعها لصناع القرار وكافة الشركاء من الجهات المختصة التي تعمل جنباً إلى جنب في تنمية القطاع الاجتماعي، وذلك من أجل الوقوف على احتياجات أفراد المجتمع والمحافظة على جودة حياتهم.
وأضافت البحر أن جميع المؤشرات والأرقام من قبل المشاركين تدل على وعي ودراية بالتوقعات المستقبلة مع الاستفادة من تجربة الجائحة، ولقد قامت أبوظبي بالعديد من الإجراءات الاستباقية لتوفير الحياة الآمنة والكريمة للمواطنين والمقيمين، ونحن اليوم ندخل مرحلة جديدة من الوعي لضمان العودة التدريجية علينا التفكير في المستقبل والتحديات ورسم الخطط الاستشرافية ، وتابعت مستشار رئيس دائرة تنمية المجتمع ” نحن على ثقة بأن القادم أفضل وأجمل، جميع العوامل والمؤشرات تعكس استقرار الأوضاع بالمقارنة مع مختلف دول العالم، بفضل دور الجهات المختصة وتوجيهات القيادة الرشيدة التي حرصت كل الحرص على توفير جميع الاحتياجات التي ساهمت في بث روح الأمان والاستقرار لدى جميع أفراد المجتمع.
من جانبها، قالت إيمان صالح بن خاتم مدير إدارة السياسات ودعم البرامج في دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي
إن الدائرة تركز اهتمامها في الوقت الراهن على استشراف مستقبل الموارد البشرية للتعرف على الممارسات الحديثة في الموارد البشرية ما بعد كوفيد 19؛ والتعامل مع المتغيرات الكبيرة التي أحدثتها الجائحة في هذا القطاع، وفي أساليب العمل.
وأضافت إن الظروف التي نجمت عن «كوفيد 19» تتطلب تطبيق سياسات وعمليات جديدة تدعم التغيرات في بيئة الأعمال، وعلى إدارات الموارد البشرية أن تعمل على تكييف سياساتها وخططها لمجاراة الوضع الجديد، مع التركيز على تعزيز سعادة الموظفين وإنتاجيتهم عبر تطوير نماذج جديدة لقياس سعادة الموظفين، وأدائهم.
وأكد محمد الشحي أن أزمة فيروس كورونا وتقييد الحركة لم تكن مرحلة مقلقة بسبب الالتزام بالإجراءات الوقائية وما تم في الدولة من اهتمام ورعاية، لتكون هذه المرحلة تجربة يتعلم منها كل شخص الكثير.
وأضاف أنه وبسبب طبيعة عمله التي تفرض عليه القيادة لمسافات كبيرة يومياً، كان لا يملك متسعاً من الوقت في المنزل، لذا منحته مرحلة تقييد الحركة قضاء وقت أكبر مع العائلة أثناء العمل من المنزل ومكنت الكثيرين من إعادة جدولة خططهم وضبط النفقات والمصروفات.
وأكثر ما يفتقده الشحي خلال أزمة كورونا هو السفر والرحلات التي كان يواظب عليها مرتين في العام، وكل مرة إلى عدة وجهات مختلفة، إلا أنها باتت اليوم أمراً صعباً، مؤكداً على التزامه بالابتعاد عن الازدحام والتجمعات في مرحلة ما بعد كورونا.
ورأى مطر بن غرير أن أكثر السلوكيات التي تغيرت على مستوى واقع حياة الأشخاص خلال أزمة «كورونا» هو زيادة أواصر الترابط العائلي المتمثلة في تقرب الأب من أفراد أسرته والمساعدة في الأعمال المنزلية وتخصيص جزء كبير من وقته بحكم بقائه في المنزل معظم ساعات اليوم للجلوس مع أبنائه والاستماع إليهم وتوجيههم، مشيراً إلى أن أزمة كورونا أتاحت لأبنائه وأحفاده قضاء وقت كبير معه، ما عزز جسور التواصل العائلية وخلق مساحات أكبر للحديث الودي بينهم.
وأشارت آمنة خالد إلى أنها تعلمت من كورونا سلوكيات صحية عدة أبرزها تنظيف وتعقيم المنزل باستمرار والالتزام بارتداء الكمامات والابتعاد عن الأماكن المزدحمة بتجمعات الأشخاص تجنباً للإصابة بالفيروسات المعدية والتي تعتبر من أكثر السلوكيات الصحية التي ستحرص على تطبيقها مستقبلاً على كافة المستويات سواء في الأماكن العامة أو متاجر التسوق وأيضاً في التجمعات الأسرية والمناسبات الاجتماعية التي على الرغم من أنها تحقق التواصل بين الأقارب إلا أن تكرارها غير المدروس ينتج عنه تقارب غير صحي.
ووصف المواطن راشد الطنيجي الفترة التي عاشها خلال أزمة كورونا
وتقييد الحركة بالتجربة المفيدة التي تعلم منها أنماطاً حياتية صحية من حيث تقنين التواصل مع الآخرين وأهمية التركيز على الوجبات الغذائية الصحية بعيداً عن الطعام المُصنَّع، وضرورة الخضوع للفحص الطبي الدوري، وفي المقابل ترى شريحة كبيرة من المجتمع أنها اضطرت للتخلي عن عادات دأبت عليها مثل السفر والرحلات بغرض الاستجمام والترفيه وهي من الأمور التي يمكن الاستغناء عنها خلال الأزمات.
اعتبرت هالة عابد أن من الطبيعي أن تتغيّر أشياء كثيرة في الحياة بعد انحسار فيروس كورونا المستجد، ومنها العلاقات الاجتماعية، إذ سيصبح الجميع أكثر حذراً في تعاملاته مع الآخرين، مثل الاجتماعات واللقاءات المهنية والعائلية، وتتراجع بعض العادات، مثل السلام بالأيدي والأحضان والتقبيل، أو تقتصر فقط على المقربين من الأهل، كما ستتقلص دائرة العلاقات الاجتماعية، لتقتصر على عدد محدود من الأشخاص.
فيما تطرق محمد عبدالله إلى أن كل شخص عليه أن يتحمل مسؤوليته في حماية أسرته والمقربين إليه من خطر التعرض للإصابة بـ«كورونا»، حتى تنتهي الأزمة التي يشهدها العالم حالياً باكتشاف لقاح ناجع وفعال ومتاح للجميع، وعندها فقط يمكن أن يرخي كل شخص القيود الاجتماعية التي فرضها على نفسه والمحيطين به، وتعود الحياة إلى طبيعتها، متوقعاً أن يعتاد البعض على التعامل بحذر مع الآخرين، رافعاً شعار «الوقاية خير من العلاج»، والأمر كله مرتبط بثقافة الفرد الصحية، ودرجة وعيه وتقديره للأوضاع.
بالتأكيد أزمة (كورونا) ستفرض نوعاً من التغيير ليس للأشهر المقبلة فقط، بل للسنوات المقبلة، على العلاقات الاجتماعية ككل، وستغير نمط السلوك المجتمعي بشكل عام، وهنا لابد لنا من الاعتراف، رغم كل المساوئ التي تعرضنا لها ومازلنا خلال هذه الأزمة، بأننا أدركنا بعض السلوكيات النافعة جداً للمجتمع مثل الترابط الأسري.

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot