مارا لاغو عش تقاعده الذهبي:

يستمتع ترامب بالحياة ... ويتردد في الترشح 2024...!

يستمتع ترامب بالحياة ... ويتردد في الترشح 2024...!

-- خسر دونالد ترامب الانتخابات، لكنه بالتأكيد لم يفقد حاسّة البزنس
-- مارا لاغو، 10 ملايين دولار عام 1985: صفقة حياته العقارية
--  200 ألف دولار رسوم العضوية السنوية، بالإضافة إلى 14 ألف دولار تكاليف أخرى و30 كتابًا قيد التأليف
-- تذهب ميلانيا إلى المنتجع الصحي وتتناول الغداء، وتعود إلى المنتجع الصحي ثم تتناول العشاء مع زوجها
-- تداعب ترامب فكرة الدفع بترشيح حاكم فلوريدا،  رون ديســانتيــس، للرئاسة فـــــــي 2024


    في قصره البراق في فلوريدا، يجترّ الرئيس السابق هزيمته ويفكر في المستقبل. ترشّح جديد عام 2024؟ ليس متأكدًا على الإطلاق، يتوقع المقربون منه.
   ربما يكون دونالد ترامب قد خسر الانتخابات، ولكن بالتأكيد لم يخسر مهارات البزنس. بينما سينعقد مؤتمر المانحين للجنة الوطنية الجمهورية في الفترة من 9 إلى 11 أبريل في بالم بيتش، ينتهز الرئيس السابق الفرصة ليسحب الغطاء اليه.

مساء يوم 10 أبريل، سيشارك ما لا يقل عن 350 من أغنى المتبرعين اليمينيين في عشاء للمستثمرين يقام في ناديه بلينغ-بلينغ في مارا لاغو، في بالم بيتش، المنتجع الساحلي الشهير في فلوريدا، وسيدفع الفاتورة، حسب الأصول، الحزب الجمهوري.
    بالنسبة للذين لا يتمتعون بامتياز العضوية في النادي (تذكرة الدخول 200 ألف دولار، رسوم العضوية السنوية بالإضافة إلى 14 ألف دولار مصاريف مختلفة)، فهذه فرصة لزيارة هذا المبنى الأنيق الذي بني على النمط الاسباني-المغاربي عام 1924، ومدرج ضمن قائمة المعالم التاريخية، ومجهز بجميع وسائل الراحة الحديثة: 128 غرفة مع أسرة مغطاة ذات أربعة أعمدة، وحمام سباحة، ومنتجع صحي، وملعب غولف، والوصول المباشر إلى الشاطئ، وما إلى ذلك. وستجري وقائع بقية عطلة نهاية الأسبوع، كما هو مخطط، في فندق آخر من منتجع المليارديرات أسسه أحد اباطرة النفط عام 1894.
  طلب عدم الكشف عن هويته، يقارن أحد المقربين من دونالد ترامب عمليات جمع التبرعات هذه بالأحداث الاجتماعية. “أغنى الأمريكيين -وكثير منهم يمتلكون منتجعات في بالم بيتش -يوقّعون شيكات تتراوح ما بين مائة ألف إلى 500 ألف دولار، فقط حتى يتمكنوا من الوصول إلى ترامب ثم يذهبون يستعرضون منجزهم امام زوجاتهم قائلين، ‘أتعلمين، عزيزتي، لقد نصحت دونالد بكذا أو كذا”...
 وبعد ذلك، ومع اقتراب الموسم السياحي من نهايته، سيعود هؤلاء المتبرعون المحافظون إلى مساكنهم الرئيسية، في هيوستن أو دنفر أو بوسطن أو شيكاغو.

مارا لاغو، انجاز عمره
   الحدث، هو أن فلوريدا أصبحت مركزًا سياسيًا جديدًا منذ أن اتخذ الرئيس السابق مقرًا له فيما كان بيته الثاني، تاركًا البيت الأبيض بواشنطن، وثلاثي برج ترامب في نيويورك -المدينة الكبرى الديمقراطية التي ليس لآل ترامب فيها العديد من الأصدقاء.
   في مملكته الروكوكو بفلوريدا، التي اقتناها عام 1985 مقابل 10 ملايين دولار (صفقة حياته: تساوي الآن ستة عشر ضعفًا!)، يداوي الأمير المخلوع جراحه. “عندما رأيته في مارس، كان لا يزال حزينا لهزيمته اما من يطلق عليه “في غيبوبة” (بايدن)، يواصل محاورنا.
 وحتى أكثر من ذلك، كان غاضبًا من الجمهوريين الذين صوتوا لصالح عزله. «
   لم يغفر ترامب ابدا لـ “ليز تشيني”، الرقم الثالث في الحزب الجمهوري، وابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني، وهي من أبرز “الخونة” الذين نادوا بعزله، ويريد أن يهزمها في الانتخابات التشريعية لعام 2022، عندما تكون النائب مرشحة لإعادة انتخابها في وايومنغ.
 «لكن، لترامب مشكلة، يواصل هذا المقرب من رئيس الدولة السابق، عليه أن يزن كلماته. في الواقع، إذا قام بحملة علنية ضدها وأعيد مع ذلك انتخابها، فسيتحول هو الى موضوع شيطنة”، في حين ان ترامب يريد الحفاظ على هالته الرئاسية من خلال البقاء مركز الاهتمام، من أجل جذب وسائل الإعلام والمانحين الرئيسيين وأنصاره -بهذا الترتيب.

برنامج ميلانيا
   للاسترخاء، يقوم الرئيس السابق، 74 عامًا، بالتناوب، بجولات الجولف وأمسيات التلفزيون، بينما تذهب ميلانيا إلى المنتجع الصحي ثم تتناول الغداء، لتعود إلى المنتجع الصحي بعد الظهر، ثم تتناول العشاء مع زوجها.
  هذا الأخير، يجري مشاورات كثيرة، خصوصا مع الناشط ديفيد بوسي النائب السابق لمدير حملته عام 2016؛ ودونالد جونيور، الذي انتقل إلى فلوريدا؛ أو جيسون ميلر، مستشاره المقرب، الذي أعلن مؤخرًا عن عودة ترامب على الشبكات الاجتماعية: “سيعود في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر، وسيعيد ذلك تعريف قواعد اللعبة بالكامل”، قال هذا الأخير عن الشخص الذي تم منعه من تويتر مدى الحياة (بسبب التحريض على الكراهية).
   وتضم الحاشية أيضًا، السناتور “الثقيل” ليندسي جراهام، الذي جاء “لتقبيل خاتم الأب الروحي”، أو النائب مارجوري تايلور جرين، واحدة أتباع حركة كيو أنون المؤامرتية.
   ان “دونالد ترامب يستقبل أيضًا العديد من الكتاب والصحفيين الذين يعدون كتبا عنه؛ 30 كتابًا قيد التأليف”، يكشف كريس رودي، الصديق الشخصي للرئيس الخامس والأربعين منذ عشرين عامًا، ورئيس قناة نيوز ماكس، “إنه في حالة جيدة، مرتاح، إيجابي”، يؤكد هذا الوفيّ الذي يرى ترامب “بانتظام».
   وعن طموحات صديقه الرئاسية أجاب: “سأكون متفاجئًا جدًا إذا ترشّح عام 2024، أسلوب حياته الجديد يناسبه جيدًا، فهو لا يزال الرجل الأكثر نفوذاً في الحزب الجمهوري، لكن من دون قيود رئيس الدولة، انه ليس الشخص الذي يحب جداول الاوقات الصارمة».
   نفس الوتر من شخصية أخرى مألوفة لـ مارا لاغو: ترامب سيتخلى عن الترشح، ليس فقط لأنه رغم كل شيء طاعن في السن، ولكن أيضًا لأن ترشّحا جديدا من شأنه أن يعيد إطلاق الإجراءات القانونية بشأن ترتيباته المالية والضريبية وتضارب المصالح خلال رئاسته وعلاقاته التجارية مع روسيا (قبل انتخابه عام 2015).
   في الوقت الحالي، يفضل ترامب مداعبة فكرة الدفع بترشيح حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، يعتقد هذا المقرب. وهو ما من شأنه أن يترك المجال مفتوحًا لإيفانكا ترامب -التي انتقلت أيضًا مؤخرًا إلى فلوريدا -للترشح لمنصب الحاكم مكانه. فرضية جذابة، لكن لا يمكن التحقق منها... يحتفظ مارا لاغو بالعديد من الألغاز.