يستنزف القارة.. ملف الإرهاب يحتل أجندة القمة الإفريقية

يستنزف القارة.. ملف الإرهاب يحتل أجندة القمة الإفريقية


احتل ملف الإرهاب والصراعات المسلحة مكانا بارزا في جدول أعمال قمة رؤساء دول الاتحاد الإفريقي في دورتها العادية الـ 36، التي افتتحت السبت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، خاصة وأنها تخنق أي خطط للتنمية لكثير من دول القارة.
وتنعقد القمة في يومي 18 و19 فبراير، وسط عمليات إرهاب عديدة تضرب دول بالقارة شرقا وغربا، واتساع الانفلات الأمني في غرب ليبيا، ونشاط مكثف في تهريب الأسلحة.

وارتفع العنف المرتبط بالجماعات الإرهابية في أفريقيا بنسبة 22 في المئة خلال 2022، حيث سجلت 6859 عملية إرهابية وعنف، ويمثل هذا رقمًا قياسيًا جديدًا، مقارنة بعام 2019.
ويقدر عدد ضحايا العمليات الإرهابية 19109 قتيل في 2022، بينما كانوا 12920 قتيلا في 2021 بارتفاع 40 في المئة، و 68 في المئة من الضحايا مدنيين، وفقا لمركز افريقيا للدراسات ومقره واشنطن.

شهدت منطقة غرب الساحل (بوركينا فاسو ومالي وغرب النيجر) 2737 حدثًا عنيفًا، في أكبر تصعيد في الأحداث العنيفة المرتبطة بالجماعات الإرهابية خلال 2022 مقارنة بأي منطقة في أفريقيا، بزيادة قدرها 36 بالمائة. وتمثل منطقة الساحل 40 في المئة من جميع الأنشطة العنيفة التي تقوم بها الجماعات المتشددة في القارة.
أما في شرق القارة، ففي 2022 شهدت الصومال زيادة بنسبة 23 في المئة في الأنشطة العنيفة التي تورطت فيها حركة الشباب الإرهابية مقارنة بالعام السابق، حيث بلغ مجموع الأحداث 2553 حدثًا، بما يمثل 37 بالمئة من جميع الأحداث المتطرفة في أفريقيا.
وفي شمال موزمبيق ارتفع عدد حوادث العنف المبلغ عنها والمرتبطة بالجماعات المتشددة بنسبة 29 في المئة عام 2022 إلى 437 عملية إرهابية، بينما انخفضت بنسبة 23 في المئة عام 2021.

المحلل السياسي الصومالي، آدم هيبة يشير في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” إلى عدد من الظروف التي تنعش الإرهاب والصراعات الداخلية في القارة:
• غياب التنسيق الأمني والاستخباراتي بين دول القارة السمراء.
• ضعف مراقبة الحدود بين الدول أبرز الثغرات التي تنفذ منها الجماعات الإرهابية التي تستغل ذلك في ممارسة جرائم التهريب.
• عدم الاستقرار السياسي والفساد جزء مهم يسمح للجماعات الإرهابية بالتمدد والانتشار داخل القارة الإفريقية.
• مكافحة الإرهاب في أفريقيا ليس مهمة مستحيلة، ولكن تفتقد لإدارة جيدة.

ويختتم هيبة بأن الاتحاد الإفريقي لديه إستراتيجية لتعزيز السلام والأمن، ولكنها لم تحقق أهدافها، لذلك ظهرت المنظمات الإقليمية لدول القارة من أجل مكافحة الارهاب وتحقيق التكامل الاقتصادي.
رصدت دراسة للأمم المتحدة في 2019، خسائر الاقتصاد الإفريقي من تنامي الإرهاب، بلغت أكثر من 119 مليار دولا أميركي من عام 2007 إلى عام 2016، الرَّقْم الذي يمكن أن يتضاعف خلال السنوات الست الماضية.

وبلغ الأثر الاقتصادي الإجمالي للاجئين والنازحين داخليا مليار دولار، بين عامي 2007 و 2016غوتيريش يشكو
من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعمه لإفريقيا متكاملة ومزدهرة وسلمية، غير أنه شكا من أن دور الأمم المتحدة يزداد تعقيدًا مع المزيد من الصراعات.

 ودعا أمام قمة الاتحاد الإفريقي إلى نظام أكثر مرونة وكفاءة، وفق أجندة الأمم المتحدة الجديدة للسلام. وبحسب المركز الإفريقي لدراسات وبحوث الإرهاب التابع للاتحاد الإفريقي ومقره الجزائر، زادت الهجمات في القارة بين عامي 2012 و 2020 بمقدار أربعة أضعاف، حين كان هناك 508 ضربات إرهابية عام 2012، ارتفعت إلى 2034 في عام 2020.