أول امرأة تشغل المنصب

يوريكو كويكي، عمدة طوكيو التي تريد تغيير اليابان

يوريكو كويكي، عمدة طوكيو التي تريد تغيير اليابان

-- اكتشف أهل طوكيو أنهم يحبون أن تمثلهم امرأة لأن ذلك يميزهم
-- أن تحكم محليًا في اليابان، يعني ألا تكون هناك أي أيديولوجية
-- في مدينة طوكيو، توظيف 40 بالمئة من النساء، من هن 25 بالمئة كوادر
-- «أريد أحيانًا قلب الطاولة، لكني أتراجع حتى لا أضطر إلى إعادة ترتيبها»
-- مسيرتها عبارة عن سلسلة من الأسقف الزجاجية التي كان لا بد من كسرها


  كانت اليابان واثقة حتى 24 مارس... في ذلك اليوم، أعلن توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، عن التأجيل الحتمي بعام واحد للألعاب الأولمبية وأولمبياد المعاقين لأسباب صحية. ردة فعل فورية: شينزو آبي، رئيس الوزراء الياباني، رأى جهوده للتقليل من تأثير الفيروس في الأرخبيل موضع تساؤل. في اليوم التالي، يوريكو كويكي، 67 سنة، أول امرأة تشغل منصب عمدة مدينة طوكيو، تواصل بالإعلان عن تدابير حجر صحي طوعي لمواطنيها البالغ عددهم 14 مليون نسمة. وهكذا فرضت صوتها المتفرد... وهذا أصبح عادة وتقليدا.
  عندما رفعت يوريكو كويكي العلــــم الأولمبــــي في 21 أغســـطس 2016 في اختتام أولمبياد ريو كعلامة على اســــتلام المشــعل، كانت قد انتخبت لتوها. وفي كيمونو أبيض أنيق، قدمت نفسها على الساحة الدولية.

سلسلة تقلبات
   معروفة في اليابان جيدًا، بعد مسيرة أولى كصحفية تلفزيونية بدأت في الثمانينات.
 “إنه هنا، جسر عبور للسياسة معروف، يفكك كويشي ناكانو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صوفيا بطوكيو.
ان التلفزيون يضمن شعبية اوتوماتيكية تقريبا بين الناخبين”. وصحيح أيضًا أن يوريكو كويكي لديها ممن تنهل. فقد كان والدها مغرما بالسياسة وقريبا من اليمين، ولكنه أيضاً رجل أعمال اتجه إلى الشرق الأوسط، وهو ما يفسر لماذا تتحدث الصحفية اللغة العربية، وتبني شهرتها بمقابلات مع ياسر عرفات أو معمر القذافي.
   عندما استقبلتنا في المقر الفخم لحكومة طوكيو المدينة، ترفض يوريكو كويكي أن يقال بأن مسيرتها كانت سهلة وطريقها مفروشة: “مسيرتي، مثل جميع النساء في السياسة في اليابان، هي سلسلة متتالية من الأسقف الزجاجية التي كان لا بد من كسرها».
   بعد محاولة التوازن بين مختلف الأحزاب السياسية، انضمت عام 2002 إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي، في السلطة تقريبًا دون انقطاع منذ 65 عامًا. تلى ذلك مسيرة وزارية متينة في البيئة ثم في الدفاع، وهو منصب لم يعهد به من قبل إلى امرأة. قبل ان تتفرغ لطوكيو، حيث فجأة، تم انتخابها عمدة للمدينة عام 2016. “كونها المرأة الوحيدة في مواجهة رجال، ظهرت انها الضامنة للحداثة بالنسبة لجماهير طوكيو”، يحلل كويشي ناكانو.

جعلت مدينتها
 مختبرا للتناصف
   بتشجيع من هذا النجاح، قررت يوريكو كويكي تحدي شينزو آبي في الانتخابات التشريعية لعام 2017. “لكنها لا تستطيع الفوز، كما يقول جان ماري بويسو، مدير الأبحاث في معهد العلوم السياسية بباريس المقيم في اليابان، ومؤلف” دروس من اليابان” (فايارد، 2019). لانها قبل المواجهة، لم تكن قادرة على إنشاء جهاز لمثل تلك الحملة”. كان الفشل مرّا: احتلت المركز الثالث فقط.
   خارج اللعبة على المستوى الوطني، تحافظ يوريكو كويكي على ظهور محتشم، وتركز على مدينتها، حيث تصنع مختبرًا -لا سيما في مجال التناصف. وبوجود صور باللونين الأسود والأبيض لسابقيها مصطفة في قاعة الاستقبال الكبيرة، تفصّل العمدة: “في مدينة طوكيو، نوظف 40 بالمئة من النساء من هن 25 بالمئة كوادر”. وتضيف ساخرة: “هؤلاء السادة الممثلون على الحائط لم يفكروا في ذلك من قبل”. ربع النساء في مناصب المسؤولية الإدارية، نسبة ملحوظة مقارنة بمؤسسات أو إدارات أخرى. ففي “الديات”، حيث يجلس النواب والسيناتورات نجد، في المعدل 13 فاصل 5 بالمئة فقط من النساء المنتخبات.
    وبصوت رصين لكنه موزع، الهدوء الذي يمدحه المقربون منها واضح: “أريد أحيانًا قلب الطاولة، لكني أتراجع حتى لا أضطر إلى اعادة ترتيبها”. ومن اجتماعها بالحاكمة، أياكا شيومورا، المستشارة السابقة للمعارضة في مجلس طوكيو، تحتفظ بذكرى سيئة: “لديها الكثير من الازدراء للذين لا يفكرون مثلها، وبنفس القدر لأفكار إعادة التوزيع الاجتماعي... إنها ليبرالية متطرفة».
   إن تصنيف يوريكو كويكي سياسيا عملية محفوفة بالمخاطر. “أنا أعمل لصالح طوكيو”، تبوح السيدة. وبمهارة، استطاعت أن تظهر صديقة للبيئة، ولكنها أيضًا محافظة، ان لم نقل قومية. وهذه استراتيجية لتعزيز جبهة داعميها من أي افق كانوا. يلخص جان ماري بويسو: “عندما تحكم محليًا في اليابان، يجب ألا تكون هناك أي أيديولوجية، يجب أن تكون كل شيء!»

إدارتها للوباء رسخت مكانتها
   وفي موسم الحصاد، وقد أعلنت الجمعة ترشحها لاقتراع 5 يوليو، يضع المراقبون في رصيدها نقل سوق السمك في تسوكيجي، وهو مؤسسة ضخمة، باعتباره نجاحها الرئيسي. “الأمر، وكأنك تنقل سوق رنجيس الفرنسي الشهير”، تقارن باعتزاز يوريكو كويكي. وإذا لم يتم تأجيل الأولمبياد، لذكرت ايضا الاستعدادات للمنافسة العالمية، فقد اغتنمت يوريكو كويكي الفرصة لتجعل وسائل النقل العام أكثر سهولة.
   وإذا كانت العمدة المنتهية ولايتها في طريقها لإعادة انتخابها، فذلك أيضًا لأن شينزو آبي رفض إطلاق مرشح ضدها. ولكن سيتعين عليها، وبمفردها، إقناع ناخبي الحزب الليبرالي الديموقراطي بالتصويت لصالحها لأن الكوادر المحلية للحزب في طوكيو ترفض تعبئة المتعاطفين معهم لخدمة حملتها.
   ان إدارتها ا للوباء، على طريقة القائد العام، جعلت من المستحيل تجاهلها او الاستغناء عنها، حتى أن العمدة ذهبت إلى حد دعوة اليابانيين للبقاء في منازلهم خلال الأسبوع الذهبي، وهو أسبوع ثمين للعطلات الرسمية في مايو. وقد اعترفت: “لقد تعاونوا بكثير من الانضباط الذاتي، وأنا ممتنة لهم بشدة”. النتيجة: وفقًا لاستطلاع نشر في بداية الشهر، فإن 70 بالمئة من سكان طوكيو يوافقون على هذا الإجراء، بزيادة قدرها 20 نقطة مقارنة بشهر مارس.
   «لن يتحدث عنها أحد بسوء عندما تقترب الألعاب الأولمبية”، يرى جان ماري بويسو. “ثم لقد اكتشف اهل طوكيو أنهم يحبون أن تمثلهم امرأة؛ فهذا يميزهم”. ولماذا لا تمثل اليابانيين ككل بمواجهة شينزو آبي مرة أخرى عام 2021؟ أجابت: “ما زلت أركز بشكل كامل على تنظيم الألعاب دون مخاطر، خاصة الصحيّة”... كما لو أنه عليها تسلق منصة التتويج خطوة تلو الأخرى.
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot