يوم حزين لأمريكا في الأمم المتحدة
لم تكن الأمم المتحدة يوماً حكماً أخلاقياً مهماً في القضايا الدولية، لكن الولايات المتحدة كانت تحاول على مر السنين أن تجعل هذه المنظمة تعترف بالحقيقة بشأن الجهات الفاعلة السيئة. ومع ذلك، حدث ما كان غير متوقع يوم الاثنين، حيث صوتت الولايات المتحدة مع روسيا ضد قرار الجمعية العامة الذي يدين روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات.
وتقول صحيفة «وول ستريت جورنال» إن القرار الذي رعته أوكرانيا ودول أوروبية لم يكن قوياً على الإطلاق، إذ أشار فقط «بقلق إلى أن الغزو الكامل لأوكرانيا من جانب روسيا كانت له عواقب مدمرة وطويلة الأمد»، ودعا إلى «وقف مبكر للأعمال العدائية».
لكن من الواضح أن هذا القرار لم يعجب الرئيس ترامب الذي يحاول التفاوض مع فلاديمير بوتين، مما دفع الولايات المتحدة للضغط على أوكرانيا لسحب قرارها لصالح مشروع قرار أمريكي لم يحدد روسيا كمعتدي في الحرب.
وكانت الولايات المتحدة تدعم هذه القرارات منذ بداية الحرب، ولكنها باتت في ظل الإدارة الجديدة محسوبة على المحور الآخر.
ورغم أن القرار لا يحمل أي أهمية، لكنه يؤكد على تحول ترامب نحو روسيا في الصراع. وفي الوقت نفسه، ناقش ترامب وإيمانويل ماكرون في البيت الأبيض يوم الاثنين محادثات أوكرانيا. وبذل الرئيس الفرنسي قصارى جهده للإشادة بجهود ترامب من أجل السلام، وقال إن أوروبا ستكون على استعداد لنشر قوات حفظ السلام في أوكرانيا بعد التوصل إلى اتفاق. كما أوضح ماكرون أن مثل هذه الصفقة يجب أن تكون مدعومة بضمانات أمريكية لتكون ذات مصداقية.
وترى الصحيفة أنه محق بالتأكيد نظراً لأن وقف إطلاق النار من شأنه أن يمنح روسيا فرصة لإعادة التسلح لغزو آخر إذا تخلت الولايات المتحدة عن أوروبا.
ولم يذكر ترامب ما إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم مثل هذه الضمانات.
وتختم الصحيفة «من الصعب أن نكون متفائلين إزاء مواقف ترامب الذي رفض حتى إدانة روسيا كونها التي بدأت بالحرب.