خلال جلسة نقدية نظمتها ضمن سلسلة «حديث المكتبات»

«دبي للثقافة» تضيء على «دائرة التوابل» لصالحة عبيد

«دبي للثقافة» تضيء على «دائرة التوابل» لصالحة عبيد

•إيمان الحمادي: الهيئة تعزز شغف المعرفة وتبرز التجارب الأدبية والإبداعية المحلية
•الرشيد بوشعير: «دائرة التوابل» إضافة نوعية تفتح آفاقاً فكرية وجمالية أمام الرواية الإماراتية
 
ضمن مبادراتها الداعمة لـ “شهر القراءة الوطني 2023”، عقدت هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” جلسة نقدية ناقشت فيها رواية “دائرة التوابل” للكاتبة الإماراتية صالحة عبيد، شارك فيها مجموعة من أساتذة وطلبة قسم الآداب في جامعة الوصل بدبي، وذلك ضمن أمسيات سلسلة “حديث المكتبات” التي تنظمها الهيئة في مكتبة الصفا للفنون والتصميم، بهدف إثراء الساحة الثقافية والأدبية المحلية والتعريف بأعلام الأدب الإماراتي، تحقيقاً لالتزامات “دبي للثقافة” الهادفة إلى تشجيع ودعم المواهب المحلية وإلهامها، وإتاحة فرص الإبداع والاستمتاع بالثقافة للجميع وفي كل مكان. 
 
وفي هذا الصدد، لفتت إيمان الحمادي، مدير قسم شؤون المكتبات في “دبي للثقافة” إلى أهمية الجلسات الحوارية والنقدية التي تقدمها “دبي للثقافة” ضمن هذه السلسلة، ودورها في التعريف بالأجناس الأدبية المتنوعة وتأثيرها في المشهد الثقافي المحلي. وقالت: “تسعى الهيئة عبر “حديث المكتبات” إلى تعزيز شغف المعرفة لدى كافة فئات المجتمع، والإضاءة على تجارب الأدباء والكتاب الإماراتيين وأعمالهم الأدبية المتنوعة، ما يساهم في إبراز بصماتهم وإبداعاتهم المختلفة”، منوهةً إلى أن الجلسة النقدية التي تناولت رواية “دائرة التوابل” تأتي في إطار تعزيز ذائقة النقد الأدبي وإبراز أهميته بالنسبة للكُتاب وأصحاب الأعمال الأدبية، ودوره في صقل وتطوير مهاراتهم وتنمية مواهبهم في هذا الجانب. 
 
مواصفات خاصة
وخلال الأمسية قدم الدكتور الأستاذ الرشيد بو شعير من جامعة الوصل، قراءة نقدية في الرواية حملت عنوان “تماهي الأنواع الأدبية في رواية “دائرة التوابل”، أشار فيها إلى أن الكاتبة صالحة عبيد تأتي في مقدمة الأدباء الإماراتيين الذين كتبوا النص الأدبي بمواصفات خاصة، تزيل الحدود الفاصلة بين الأنواع الأدبية، وذلك منذ روايتها الأولى “لعلها مزحة”. وقال: “تتماهى مواصفات القصة القصيرة مع مواصفات الرواية في عمل صالحة عبيد “لعلها مزحة”، وفسرتُ ذلك بكون الكاتبة بدأت حياتها الأدبية كاتبة قصة قصيرة، فتمكنت قوالب القصة القصيرة من وجدانها وعرقلت انتقالها إلى الرواية”، منوهاً إلى أن هذه الظاهرة لم تكن وقفاً على صالحة عبيد، فهناك كثير من الكتاب – العالميين والمحليين – بدؤوا بكتابة القصة القصيرة وأرادوا التحرر منها. 
 
هواجس فكرية
وفي مداخلته، تساءل د. بوشعير إن كان من يبدأ بالكتابة في نوع أدبي معين يعني أن يصبح أسيراً له؟
 مبيناً أن التحرر من أسر القالب الأدبي يكون عبر التوقف عن الكتابة فيه، والإقبال على قراءة الأعمال الأدبية العالمية والعربية ثم التحول عنه، ضارباً مثلاً بالكاتب الإماراتي علي أبو الريش، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الكاتبة صالحة عبيد خططت لتماهي الأنواع الأدبية، وتمكنت من ابتكار  نمطٍ جديد من النصوص الأدبية المستوحاة من التاريخ. 
 
وأوضح د. بوشعير في ورقته أن “الهواجس الفكرية المتصلة بأسرار الموت ومصادر المعرفة تُخرج الرواية من الدائرة المحلية إلى الدائرة الإنسانية العالمية من حيث المضمون”، أما من حيث الشكل، فأشار إلى أن “اللغة تُعد أهم عنصر تتكئ عليه الكاتبة،
 أكثر من اتكائها على المقومات الروائية الأخرى”. وقال: “اللغة في رواية “دائرة التوابل” تغدو في يد الكاتبة كالصلصال الذي تشكله كما تشاء عن طريق أساليب الانزياح، فإذا كان كتاب الرواية ينطلقون عادة من المكان أو الحدث أو الفكرة أو الشخصية، فإن صالحة عبيد تنطلق من اللغة”، مؤكداً في حديثه أن رواية “دائرة التوابل” تُعد إضافة نوعية تثري الرواية الإماراتية، وتفتح آفاقاً فكرية وجمالية جديدة وجريئة أمامها. 
 
اكتشاف الأسرار
يذكر أن رواية “دائرة التوابل” الصادرة عن دار منشورات المتوسط في ميلانو، هي أحدث إصدارات الكاتبة صالحة عبيد، وتسرد فيها حكاية “شيرهان” التي تسافر إلى مدينة إدنبرة لدراسة التشريح، وتجد نفسها مشغولة بهاجس الموت واكتشاف أسراره، ما يدعوها إلى طرح مجموعة أسئلة وجودية مرتبطة بالموت، لا سيما وإنها تتخذ من حاسة الشم القوية التي ورثتها بالفطرة، أداة لمعرفة هويات وطبائع وأسرار الآخرين، وهو ما يحدث أيضاً مع شخصية “شما” التي تمتاز هي الأخرى بقوة حاسة الشم، خلافاً لرفيقها “عزيز” الذي يعجز عن تمييز الروائح، رغم انتمائه لمجموعة تعمل في تجارة التوابل، حيث يعتمدون على حاسة الشم في إدراك وتمييز روائح التوابل. 
 

Daftar Situs Ladangtoto Link Gampang Menang Malam ini Slot Gacor Starlight Princess Slot