تنظمه «دبي للثقافة» في «فاوندري» ضمن «بينالي دبي للخط»
«سرد من دون قولٍ وخط» .. تجارب متفردة تعكس التواصل الإبداعي
أشكال جديدة ومبتكرة من الفن المعاصر من إبداع فنانين محليين وعالميين، يقدمها معرض “سرد من دون قولٍ وخط” الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” في “غاليري فاوندري”، ضمن فعاليات الدورة الأولى من “بينالي دبي للخط” التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، وتستمر حتى 31 أكتوبر الجاري، وتشهد تنظيم 19 معرضاً فنياً متنوعاً، وتسهم في تفعيل أكثر من 35 موقعاً ثقافياً وتراثياً حول دبي.
ويهدف المعرض الذي يحتضن 35 عملاً إبداعياً قدمها 21 فناناً وفنانة إلى استكشاف علاقة الإنسان باللغة، ويسرد عبر أعماله الفنية تفاصيل رحلة طويلة تبدأ من التواصل مع الذات، مروراً بالسياقات العائلية والجماعية وتنتهي بالتواصل الروحاني، لتبدو كل محطه فيه أشبه بتجربة متفردة تعكس أشكال وطرق التواصل المختلفة بين البشر في ظل غياب الكلمة المكتوبة. ويستضيف المعرض منحوتة “النظام الفعال” الحركية للفنانة لطيفة سعيد التي تكشف فيها عن المفارقات الكامنة في تلاشي التاريخ والذاكرة، وتحفز سلسلة المنحوتات الجدارية “مقرعة الباب” التي أبدعها الفنان محمد أحمد إبراهيم على التفكير في مرور الوقت، وعملية التحول إلى الاتصالات الحديثة في العصر الرقمي، ويتساءل الفنان يزن خليلي في عمله “نخفي وجوهنا مثل الريح الراقصة” عن الطريقة التي يتم فيها إنتاج الصور وعرضها وتوزيعها. في حين تسعى الفنانة رقية الهاشمي عبر عملها “السماء مليئة بالنجوم” إلى إنشاء نسخة بديلة من نفسها، وتستكشف فاطمة العلي عبر “أسرار أخفيتها في الصحراء” قوة الكلمات وقدرتها على نقل أفكارنا وذكرياتنا، وتعرض الفنانة ديما أبو زناد سلسلة أعمالها “جيد ولطيف بالنسبة لي” و”خط».
وتشارك الفنانة ميس البيك في المعرض ذاته بعملها الإبداعي “نحت الفيديو” وهو عبارة عن شاشة مفككة مع صورة متعددة الأسطح تقرأ بصوت عالٍ الاشتقاق المعجمي للكلمة العربية “قاما”، وتقدم الفنانة علياء لوتاه عملها “بدون عنوان”، ويحمل عمل الفنان توفيق بيهم عنوان “أموجي”. ويتضمن المعرض أيضاً عمل “عتبة” للفنان مجد علوش، وسلسلة “سطوح طبوغرافية” و”دروع” و”رابط” للفنانة آنا إسكوبار، وكذلك عمل “بشرتي كالتراب، وجلدي كالأرض” للفنانة آلاء عبد النبي، و”النمط النووي: الإنسان والغنم” لأدريان بيبي، و”لحظة إدراك: الرجوع للواقع” للفنان سيف محيسن، بالإضافة إلى سلسلة أعمال الفنانة تقوى النقبي التي تحمل عناوين “خطوات مفروضة”، و”خطوات مطبوعة”، و”آلة كتابة الخطوات”، بينما يشكل عمل “همسات” للفنانة روضة الكتبي رحلة توثيقية لمدة عام من البكاء، أما الفنانة إيمان الهاشمي فتعرض “تعبئة التمور” و”فناجيل”، وتشارك شمسة العميرة بـ “نمط البكاء”، ويشارك الفنان عمار العطّار بخمسة أعمال تعبر عن الصلوات الخمس، ويطل الفنان جمعة الحاج بسلسلة لوحات تعبيرية تحمل عنوان “أوراق مبعثرة: قصيدة للولاء”، وتتواجد الفنانة شما العامري بعملها “باقٍ».
من جهة ثانية، تتجلى روائع الخط في معرض “النصوص المتطورة” المقام في “فاوندري” بتنظيم من شركة “بدو – BEDU»، الرائدة في المجال الرقمي وحلول الجيل الثالث للويب «ويب 3»، «وميتافيرس» و«بلوكتشين» والرموز غير القابلة للاستبدال «NFT»، حيث يبدو المعرض بمثابة دعوة للزوار لاستكشاف العلاقة بين التقاليد التاريخية والتفسيرات المعاصرة، كما يعكس أيضاً جهود الشركة في دعم أصحاب المواهب الفنية الناشئة.
من جانب آخر، يتضمن معرض “ما وراء القلم” الفني الذي يستضيفه غاليري “كلمات” 13 عملاً فنياً تحمل بصمات 12 مبدعاً من حول العالم، حيث يُبرز عمل “مشروع هياماتني” شغف الفنان عقيل أحمد بالخط العربي، فيما تعكس منحوتة “الخيل والليل” مهارات بسام كيرلس في إنتاج الأعمال التذكارية والتصويرية، ويشارك سعيد خوية بعملين هما “سلسلة القصص غير المكتملة 3” و”سلسلة القصص غير المكتملة 7”، ويكشف عمل “لا نهائي 2” عن إبداعات الإماراتي محمود العباد في الفنون البصرية والتشكيلية. في حين، يشارك الفنان تشالد ريس أرام بتحفته الفنية “مقامات في العشق” التي يترجم من خلالها طريقته في التعمق بجماليات النص وإيقاعه الموسيقي. وتحت عنوان “الكلمات والأنماط رقم 1” يطل الفنان الدكتور ناصر بالانجي في المعرض، وترى الفنانة ساندرا بطرس عبر عملها “شغف” أن كل عمل فني يمثل مزيجاً بين انسيابية الحروف والأشكال المعمارية، بينما يتعامل الفنان سامح إسماعيل من خلال قطعته “سديم” مع الحرف باعتباره تصوراً جمالياً حراً، وتعبر التحفة الفنية “رحلة” عن عمق تجربة زكريا الرماني في مجال الفنون البصرية، ويقدم الفنان خليل عبدالواحد مدير إدارة الفنون التشكيلية في “دبي للثقافة” عمله “أدوات الفنانين”، وتظهر لوحة “الوطن” ما تتميز به أعمال الدكتور محمد غنوم من رؤى وأفكار إبداعية، ويعرض الفنان جلال لقمان منحوتته “العملاق غير المرئي” الذي يعبر من خلاله عن حال الذين يوظفون قدراتهم المميزة لخدمة المجتمع بشكل أفضل، دون الاهتمام بإظهار شخصياتهم، وهو ما يجعلهم غير مرئيين أمام الآخرين.
يذكر أن النسخة الافتتاحية لـ “بينالي دبي للخط” تقام بدعم رئيسي من “مجموعة الرستماني”، وبدعم من “صندوق الوطن”، وبالشراكة مع مجموعة من الشركاء والمؤسسات الفاعلة في المشهد الثقافي المحلي، وتضم: حي دبي للتصميم، وندوة الثقافة والعلوم، ومكتبة محمد بن راشد، ومدينة إكسبو دبي، و”جيت أفينيو” في مركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل، ومؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، ومركز جمعة الماجد، ودائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، والمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وبلدية دبي، والسركال أفنيو، وآرت دبي، ومتحف المرأة، وتشكيل، وفن جميل، وغاليري مطر بن لاحج، ومعرض بوكارا، وفاوندري، وخولة آرت غاليري، وغاليري فيريتّي، وإيفي غاليري، وشركة بدو- BEDU، وغاليري AWC، ومكتبة حب-Hobb، وأوبرا غاليري، ومعرض موندوار، واستوديو ذا جام جار، واستوديو ميداف، ومرزام، ومعرض كلمات، وسلي كافيه-Slay Café، وفريم كافيه-Frame Café، و 3IXAM، و”هاواوي”، وليڤيل شوز.