محمد بن راشد يشهد توقيع اتفاقيات مع 3 شركات دعماً لحملة وقف الأب
اخترقات الترك في شمال القوقاز تثير مخاوف روسيا
أردوغان في حقل ألغام روسي...الانفجار بات وشيكاً
قال المدير العام لـ”مجلس الشؤون الدولية الروسي” أندريه كورتونوف إن ديناميكيات السياسة الخارجية الحالية لتركيا، تضع الرئيس رجب طيب أردوغان وسط “حقل ألغام”، ويُمكن لأي خطوة أن تكون”قاتلة” لعلاقاته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
تُلازم القيادة الروسية المخاوف من احتمال “اختراق” الترك المناطق ذات الأغلبية المسلمة، وتلك المتحدّثة باللغة التركية في شمال القوقاز ومنطقة الفولغاوشرح كورتونوف، في تقرير مطول في منصة “مودرن ديبلوماسي” الأوروبية، أن هناك أوجه شبه كثيرة بين الزعيمين، فهما يتبنيان أيديولوجيتين متطابقتين تقريباً، ويشتركان في وجهة النظر ذاتها للعالم الحديث، وغير مغرمين تماماً “بالمبادئ الليبرالية الغربية”، كما يدعوان إلى “القيم التقليدية”، ويعتمدان على ما يسمى “الشعب العميق” ويدعوان إلى “الإحياء الديني».
ويدافع كلاهما بقوة عن مواقفه على المسرح الدولي، ولا يتورع عن تحدي الدول الأخرى التي تنتقده، وعند الضرورة، يتعارض موقفهما مع المواقف والاتجاهات العالمية المهيمنة. كما يرتبط بلداهما بمجموعة من المصالح المشتركة أو المتقاربة، ويُكملان بعضهما البعض بنجاح كبير في مجموعة متنوعة من المجالات، من الطاقة إلى السياحة، من النقل والخدمات اللوجستية، إلى التطورات العسكرية التقنية، وغيرها.
علاقة هشّة
ورغم ذلك، تظل العلاقات الثنائية هشّة وغير متسقة. روسيا وتركيا بلدان صديقان ولكن متنافسان في الوقت ذاته. في بعض الحالات، يكونان خصمين مباشرين، فلا يثق بوتين وأردوغان في بعضهما البعض تماماً، رغم أنهما، بشكل عام، لا يميلان إلى الثقة في أي من شركائهما الأجانب، بعد استغلال الخلافات وسوء التفاهم بين موسكو وأنقرة بشكل نشط من قبل دول أخرى لا مصلحة لها في تحوّل التفاعل المتقطع بين روسيا وتركيا، إلى شراكة استراتيجية.
هشاشة هذا التفاعل انكشفت للعيان، منذ خمسة أعوام، بعد إسقاط الطائرة الروسية «Su-24» على الحدود التركية السورية. ولوهلة، بدا أن روسيا وتركيا على وشك الدخول في حرب، ومرت حوالي ستة أشهر قبل أن تعودا الى التعاون معاً.
وتكرر الأمر مجدداً في سوريا في مطلع العام الجاري، عندما اتهمت أنقرة موسكو بالتورط المباشر في مقتل عشرات الجنود الأتراك في محافظة إدلب. وفي الحالتين، وجد الجانبان الإرادة السياسية لمنع الوضع من الخروج عن السيطرة، وجذب كل أنواع العواقب غير المرغوبة.
خطوات نحو الشرخ
وقال الكاتب: “لسوء الحظ، يُمكن أن تنحرف العلاقات التركية الروسية بسهولة عن مسارها في أي وقت”، مفنداً بعض الخطوات السياسة الخارجية التي يُمكن أن تتخذها القيادة التركية، والتي يُرجح أن تؤدي الى شرخ كبير في علاقات أنقرة مع موسكو.
1- التدخل في ناغورنو قره باخ
لم يكن مفاجئاً أن تدعم أنقرة باكو بحزم طوال العقود الثلاثة من المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان. لكن هناك فرق بين الدعم السياسي والديبلوماسي لحليف في نزاع مجمد، وتقديم مساعدة عسكرية واسعة النطاق في ذروة الأعمال العدائية المسلحة.
إن هذا النوع من المساعدة يُغير موازين القوى بين الأطراف المتحاربة بشكل كبير، ويُعطي أذربيجان أملاً زائفاً في إمكانية حل نزاع ناغورنو قره باخ بشكل سريع عبر الوسائل العسكرية. ونتيجة لذلك، تصبح إمكانية توقيع اتفاق سلام أكثر صعوبة.
2- التصعيد في ليبيا
منذ بداية الحرب في ليبا، كانت تركيا أحد الأطراف الأجنبية الرئيسية، لكن إذا استمرت أنقرة في تدويل الصراع الليبي بتعزيز وجودها العسكري في البلاد، ومساعدة قوات فائز السراج على تحقيق نصر حاسم على خصومه الكثيرين في المناطق الشرقية والجنوبية، فستُواجه مشاكل خطيرة بشكل متزايد، وليس فقط مع روسيا، ولكن أيضاً مع عدد من الدول الأخرى المتورّطة في الأزمة الليبية، من مصر إلى فرنسا.
3- التودّد إلى الإرهابيين في إدلب
بموجب اتفاقيات سوتشي حول إدلب، يُعتبر انسحاب الجماعات الإرهابية والأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة من الالتزامات التركية، لكن أنقرة فشلت في ذلك، وسرعان ما تبدّد الأمل في قدرة تركيا قادرة على “إعادة تأهيل” أو على الأقل “كبح جماح” الإرهابيين في إدلب. إذا استخدم الإرهابيون المدعمون بالوجود التركي في إدلب، هذه المنطقة قاعدة لشن عمليات ضد قوات بشار الأسد والبنية التحتية العسكرية الروسية في سوريا، لتكون مسألة وقت فقط حتى تندلع أزمة جديدة بين روسيا وتركيا.
4- عمليات ضد الأكراد في شمال سوريا
ليس مستغرباً أن تكون لروسيا وتركيا مواقف مختلفة من الأكراد السوريين، ورؤيتها للدور الذي سيلعبه الأكراد في مستقبل البلاد. وحتى الآن، تمكنت أنقرة وموسكو من تجنب المشاكل المتعلة بهذه المسألة بـ “الاتفاق على الاختلاف”. ومع ذلك، إذا شنت تركيا عملية جديدة واسعة النطاق ضد الأكراد في شمال سوريا، فإن ذلك سيدفع الأكراد حتماً إلى تشكيل تحالف مع الحكومة السورية، الأمر الذي ستدعمه موسكو بلا شكّ، وربما تشجعه. وقد يؤدي ذلك إلى صدام مباشر بين دمشق وأنقرة في شمال سوريا، مع كل الارتدادات السلبية التي قد تترتب على العلاقات الروسية التركية بسببه.
5- تفاقم المواجهة مع اليونان
في الوقت الحالي، تبدو العلاقات بين روسيا واليونان مضطربة إلى حد، ورغم ذلك، لا يُرجح أن تنحاز موسكو إلى أنقرة في نزاعها الإقليمي مع اليونان. ففيما يتعلّق بترسيم حدود المناطق الاقتصادية في البحر المتوسط، فإن تركيا لا تُواجه اليونان فقط، بل جميع شركاء روسيا وحلفائها تقريباً في شرق المتوسط.
ويُمكن أن تؤدي “القضية اليونانية”، التي تفاقمت بسبب النشاط التركي في ليبيا،الأمر الذي يجعل موسكو مضطربة، إلى أزمة جديدة في العلاقات الروسية التركية.
6- توسيع التعاون العسكري التقني مع أوكرانيا
لطالما اختلفت وجهات نظر روسيا وتركيا، بشكل جوهري، حول أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، خاصة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في 2014. وبطريقة أو بأخرى، كان على موسكو أن تتصالح مع فكرة أن أنقرة لا تعترف بشبه جزيرة القرم جزءاً من روسيا، وأنها لن تتنازل عن دور “الحامي” لتتار القرم. ومع ذلك، فإن تطوير التعاون العسكري والسياسي بين أنقرة وكييف، خاصةً بتوريد الطائرات دون طيار التركية المتطوّرة التي يُمكن أن تستخدمها كييف في شرق البلاد، يُمكن أن يكون شوكة في خاصرة موسكو. وستكون محاولات تركيا للضغط على المصالح الأوكرانية داخل “الناتو” نقطة حساسة بالقدر ذاته.
7- الترويج العدواني للقومية التركية في روسيا
تُلازم القيادة الروسية المخاوف من احتمال “اختراق” الترك المناطق ذات الأغلبية المسلمة، أو التي تتحدث التركية في شمال القوقاز، ومنطقة الفولغا.
وتفاقمت هذه المخاوف مع استخدام أردوغان المتزايد لمفهومه للإسلام في سياساته الداخلية، ومن الأمثلة على ذلك، التغيير الأخير في وضع مسجد آيا صوفيا الكبير في اسطنبول.
ولذلك، يعتقد الكثيرون في روسيا أن تركيا تحيد بقوة عن مبادئ كمال أتاتورك العلمانية، ما يعني أن ترويج أنقرة للقومية التركية، سيتشابك بشكل متزايد مع الترويج للإرهاب. وسيُشكل ذلك تحدياً مباشراً لأمن روسيا القومي ووحدتها الإقليمية.
بوتين في حقل ألغام أيضاً
واستنتج كورتونوف أن النقاط المذكورة أعلاه لا تعني أن أردوغان هو “الوحيد الذي يسير في حقل ألغام”، مشيراً إلى أن بوتين هو الآخر، يقف وسط حقل ألغام السياسة الخارجية، في ما يتعلق بتركيا، “إذ “لا شكاً في أن أي سياسي تركي أو خبير مرموق في العلاقات الدولية، يُمكنه الردّ على قائمة موسكو للمظالم ضد أنقرة بقائمة أطول من المظالم التركية ضد روسيا”، مضيفاً أن “هذه ادعاءات لا يُمكن تجاهلها ببساطة. يجب الإقرار بأن روسيا لم تُقارب مصالح تركيا الأساسية على المسرح الدولي بالتفّهم والحساسية واللباقة».
وإذ اعترف بأن هناك قوى مؤثرة داخل النخب التركية معادية لروسيا، وعازمة على قلب الرأي العام ضد موسكو، إلا أنه أكد أن الأمر مُماثل من الجانب الروسي، إذ هناك فئة من الروس لا تُريد أي تقارب مع أنقرة، وبالتالي تُحاول تأجيج المشاعر والأحكام المُسبقة المعادية لتركيا.
وخلُص كورتونوف إلى أن مخاطر اللعبة بين روسيا وتركيا كبيرة للغاية، ليس فقط لروسيا وتركيا، ولكن أيضاً للعديد من المناطق المجاورة، إذ تُعزّز موسكو وأنقرة مصالحهما المتعارضة في كثير من الأحيان، خاصةً آسيا الوسطى وشمال إفريقيا.
تُلازم القيادة الروسية المخاوف من احتمال “اختراق” الترك المناطق ذات الأغلبية المسلمة، وتلك المتحدّثة باللغة التركية في شمال القوقاز ومنطقة الفولغاوشرح كورتونوف، في تقرير مطول في منصة “مودرن ديبلوماسي” الأوروبية، أن هناك أوجه شبه كثيرة بين الزعيمين، فهما يتبنيان أيديولوجيتين متطابقتين تقريباً، ويشتركان في وجهة النظر ذاتها للعالم الحديث، وغير مغرمين تماماً “بالمبادئ الليبرالية الغربية”، كما يدعوان إلى “القيم التقليدية”، ويعتمدان على ما يسمى “الشعب العميق” ويدعوان إلى “الإحياء الديني».
ويدافع كلاهما بقوة عن مواقفه على المسرح الدولي، ولا يتورع عن تحدي الدول الأخرى التي تنتقده، وعند الضرورة، يتعارض موقفهما مع المواقف والاتجاهات العالمية المهيمنة. كما يرتبط بلداهما بمجموعة من المصالح المشتركة أو المتقاربة، ويُكملان بعضهما البعض بنجاح كبير في مجموعة متنوعة من المجالات، من الطاقة إلى السياحة، من النقل والخدمات اللوجستية، إلى التطورات العسكرية التقنية، وغيرها.
علاقة هشّة
ورغم ذلك، تظل العلاقات الثنائية هشّة وغير متسقة. روسيا وتركيا بلدان صديقان ولكن متنافسان في الوقت ذاته. في بعض الحالات، يكونان خصمين مباشرين، فلا يثق بوتين وأردوغان في بعضهما البعض تماماً، رغم أنهما، بشكل عام، لا يميلان إلى الثقة في أي من شركائهما الأجانب، بعد استغلال الخلافات وسوء التفاهم بين موسكو وأنقرة بشكل نشط من قبل دول أخرى لا مصلحة لها في تحوّل التفاعل المتقطع بين روسيا وتركيا، إلى شراكة استراتيجية.
هشاشة هذا التفاعل انكشفت للعيان، منذ خمسة أعوام، بعد إسقاط الطائرة الروسية «Su-24» على الحدود التركية السورية. ولوهلة، بدا أن روسيا وتركيا على وشك الدخول في حرب، ومرت حوالي ستة أشهر قبل أن تعودا الى التعاون معاً.
وتكرر الأمر مجدداً في سوريا في مطلع العام الجاري، عندما اتهمت أنقرة موسكو بالتورط المباشر في مقتل عشرات الجنود الأتراك في محافظة إدلب. وفي الحالتين، وجد الجانبان الإرادة السياسية لمنع الوضع من الخروج عن السيطرة، وجذب كل أنواع العواقب غير المرغوبة.
خطوات نحو الشرخ
وقال الكاتب: “لسوء الحظ، يُمكن أن تنحرف العلاقات التركية الروسية بسهولة عن مسارها في أي وقت”، مفنداً بعض الخطوات السياسة الخارجية التي يُمكن أن تتخذها القيادة التركية، والتي يُرجح أن تؤدي الى شرخ كبير في علاقات أنقرة مع موسكو.
1- التدخل في ناغورنو قره باخ
لم يكن مفاجئاً أن تدعم أنقرة باكو بحزم طوال العقود الثلاثة من المواجهة بين أرمينيا وأذربيجان. لكن هناك فرق بين الدعم السياسي والديبلوماسي لحليف في نزاع مجمد، وتقديم مساعدة عسكرية واسعة النطاق في ذروة الأعمال العدائية المسلحة.
إن هذا النوع من المساعدة يُغير موازين القوى بين الأطراف المتحاربة بشكل كبير، ويُعطي أذربيجان أملاً زائفاً في إمكانية حل نزاع ناغورنو قره باخ بشكل سريع عبر الوسائل العسكرية. ونتيجة لذلك، تصبح إمكانية توقيع اتفاق سلام أكثر صعوبة.
2- التصعيد في ليبيا
منذ بداية الحرب في ليبا، كانت تركيا أحد الأطراف الأجنبية الرئيسية، لكن إذا استمرت أنقرة في تدويل الصراع الليبي بتعزيز وجودها العسكري في البلاد، ومساعدة قوات فائز السراج على تحقيق نصر حاسم على خصومه الكثيرين في المناطق الشرقية والجنوبية، فستُواجه مشاكل خطيرة بشكل متزايد، وليس فقط مع روسيا، ولكن أيضاً مع عدد من الدول الأخرى المتورّطة في الأزمة الليبية، من مصر إلى فرنسا.
3- التودّد إلى الإرهابيين في إدلب
بموجب اتفاقيات سوتشي حول إدلب، يُعتبر انسحاب الجماعات الإرهابية والأسلحة الثقيلة من المنطقة العازلة من الالتزامات التركية، لكن أنقرة فشلت في ذلك، وسرعان ما تبدّد الأمل في قدرة تركيا قادرة على “إعادة تأهيل” أو على الأقل “كبح جماح” الإرهابيين في إدلب. إذا استخدم الإرهابيون المدعمون بالوجود التركي في إدلب، هذه المنطقة قاعدة لشن عمليات ضد قوات بشار الأسد والبنية التحتية العسكرية الروسية في سوريا، لتكون مسألة وقت فقط حتى تندلع أزمة جديدة بين روسيا وتركيا.
4- عمليات ضد الأكراد في شمال سوريا
ليس مستغرباً أن تكون لروسيا وتركيا مواقف مختلفة من الأكراد السوريين، ورؤيتها للدور الذي سيلعبه الأكراد في مستقبل البلاد. وحتى الآن، تمكنت أنقرة وموسكو من تجنب المشاكل المتعلة بهذه المسألة بـ “الاتفاق على الاختلاف”. ومع ذلك، إذا شنت تركيا عملية جديدة واسعة النطاق ضد الأكراد في شمال سوريا، فإن ذلك سيدفع الأكراد حتماً إلى تشكيل تحالف مع الحكومة السورية، الأمر الذي ستدعمه موسكو بلا شكّ، وربما تشجعه. وقد يؤدي ذلك إلى صدام مباشر بين دمشق وأنقرة في شمال سوريا، مع كل الارتدادات السلبية التي قد تترتب على العلاقات الروسية التركية بسببه.
5- تفاقم المواجهة مع اليونان
في الوقت الحالي، تبدو العلاقات بين روسيا واليونان مضطربة إلى حد، ورغم ذلك، لا يُرجح أن تنحاز موسكو إلى أنقرة في نزاعها الإقليمي مع اليونان. ففيما يتعلّق بترسيم حدود المناطق الاقتصادية في البحر المتوسط، فإن تركيا لا تُواجه اليونان فقط، بل جميع شركاء روسيا وحلفائها تقريباً في شرق المتوسط.
ويُمكن أن تؤدي “القضية اليونانية”، التي تفاقمت بسبب النشاط التركي في ليبيا،الأمر الذي يجعل موسكو مضطربة، إلى أزمة جديدة في العلاقات الروسية التركية.
6- توسيع التعاون العسكري التقني مع أوكرانيا
لطالما اختلفت وجهات نظر روسيا وتركيا، بشكل جوهري، حول أوكرانيا وشبه جزيرة القرم، خاصة منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية في 2014. وبطريقة أو بأخرى، كان على موسكو أن تتصالح مع فكرة أن أنقرة لا تعترف بشبه جزيرة القرم جزءاً من روسيا، وأنها لن تتنازل عن دور “الحامي” لتتار القرم. ومع ذلك، فإن تطوير التعاون العسكري والسياسي بين أنقرة وكييف، خاصةً بتوريد الطائرات دون طيار التركية المتطوّرة التي يُمكن أن تستخدمها كييف في شرق البلاد، يُمكن أن يكون شوكة في خاصرة موسكو. وستكون محاولات تركيا للضغط على المصالح الأوكرانية داخل “الناتو” نقطة حساسة بالقدر ذاته.
7- الترويج العدواني للقومية التركية في روسيا
تُلازم القيادة الروسية المخاوف من احتمال “اختراق” الترك المناطق ذات الأغلبية المسلمة، أو التي تتحدث التركية في شمال القوقاز، ومنطقة الفولغا.
وتفاقمت هذه المخاوف مع استخدام أردوغان المتزايد لمفهومه للإسلام في سياساته الداخلية، ومن الأمثلة على ذلك، التغيير الأخير في وضع مسجد آيا صوفيا الكبير في اسطنبول.
ولذلك، يعتقد الكثيرون في روسيا أن تركيا تحيد بقوة عن مبادئ كمال أتاتورك العلمانية، ما يعني أن ترويج أنقرة للقومية التركية، سيتشابك بشكل متزايد مع الترويج للإرهاب. وسيُشكل ذلك تحدياً مباشراً لأمن روسيا القومي ووحدتها الإقليمية.
بوتين في حقل ألغام أيضاً
واستنتج كورتونوف أن النقاط المذكورة أعلاه لا تعني أن أردوغان هو “الوحيد الذي يسير في حقل ألغام”، مشيراً إلى أن بوتين هو الآخر، يقف وسط حقل ألغام السياسة الخارجية، في ما يتعلق بتركيا، “إذ “لا شكاً في أن أي سياسي تركي أو خبير مرموق في العلاقات الدولية، يُمكنه الردّ على قائمة موسكو للمظالم ضد أنقرة بقائمة أطول من المظالم التركية ضد روسيا”، مضيفاً أن “هذه ادعاءات لا يُمكن تجاهلها ببساطة. يجب الإقرار بأن روسيا لم تُقارب مصالح تركيا الأساسية على المسرح الدولي بالتفّهم والحساسية واللباقة».
وإذ اعترف بأن هناك قوى مؤثرة داخل النخب التركية معادية لروسيا، وعازمة على قلب الرأي العام ضد موسكو، إلا أنه أكد أن الأمر مُماثل من الجانب الروسي، إذ هناك فئة من الروس لا تُريد أي تقارب مع أنقرة، وبالتالي تُحاول تأجيج المشاعر والأحكام المُسبقة المعادية لتركيا.
وخلُص كورتونوف إلى أن مخاطر اللعبة بين روسيا وتركيا كبيرة للغاية، ليس فقط لروسيا وتركيا، ولكن أيضاً للعديد من المناطق المجاورة، إذ تُعزّز موسكو وأنقرة مصالحهما المتعارضة في كثير من الأحيان، خاصةً آسيا الوسطى وشمال إفريقيا.