رئيس الدولة: الاستدامة ركيزة أساسية ضمن إستراتيجيات التنمية الوطنية للإمارات
أردوغان يستبق تنصيب بايدن بإصلاحات وهمية
حذّر رئيس مكتب لندن في صحيفة «ذا ناشونال» الإماراتية داميان ماك إلروي، إدارة بايدن من الوقوع في فخ الإصلاحات الظاهرية التي أعلنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. المشاكل الناتجة عن سياسات أردوغان في الشرق الأوسط وأوروبا لا يمكن تجاهلها بسهولة هذه المرة. لن تعترف الإدارة المقبلة باتفاقات ابراهيم وحسب بل ستسعى إلى زرع الاستقرار وإعادة الإعمار في ليبيا وربما في سورياووجد الأخير فجأة حسب الكاتب أن هامش تحركه ضاق بشكل درامي، فقبل شهر واحد، كان المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية يتحسر بسبب نقص عوامل القوة لدى الاتحاد لاستخدامها ضد الرئيس التركي. ووقف الأوروبيون محبطين وعاجزين في مواجهة مشاريعه التوسعية في المتوسط وليبيا وناغورنو قره باخ.
كان تغيير الفريق الاقتصادي للرئيس تنازلاً غير معهود. هندس أردوغان خروج صهره بيرات البيرق وزير المالية والخزانة، ووعد بإدخال التغيير إلى مؤسسات البلاد، وإطلاق إصلاحات قضائية.
يشير كل ذلك إلى مسار انفتاح بعد تدهور كبير على إثر الانقلاب الفاشل في 2016. وبرزت مؤشرات إيجابية بعد خطوته إذ ارتفع سعر صرف الليرة التركية بعد خروج قيصر اقتصادي أصر بشكل دوغمائي على أن انخفاض أسعار الفائدة، هو الطريق إلى تخفيض التضخم. ويدور الحديث في تركيا اليوم حول تعديل أردوغان خطواته للتكيف مع إدارة بايدن المقبلة.
إن هشاشة الاقتصاد تحرم أردوغان من تقديم سردية إلى إدارة ديموقراطية ستراقب سجل قيادته عن كثب. يضيف ماك إلروي أن وقوع إدارة بايدن في فخ هذا التحسين الظاهري للأداء التركي، وتصديق أنه منصة حقيقية للشراكة سيكون حماقة، إذ ستظل أجندة أردوغان هي نفسها مع أو دون تزيين.
وحتى الأسبوع الماضي، واصل الرئيس التركي جهوده لإضعاف الأوروبيين، كما كتب ماك إلروي. وهذه سياسة تمنحه نطاقاً للتدخل في ما وراء الحدود التركية، في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، والقوقاز. زار أردوغان شمال قبرص وروج لخطته «جزيرة واحدة، دولتان».
إن هذه المواجهة المباشرة مع المصالح الأوروبية شددت الضغط على بروكسل لفرض عقوبات على أنقرة. ويضعف الاستكشاف حول المياه القبرصية وفي المياه اليونانية بشكل مطرد حلف شمال الأطلسي.
حدد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أخيراً شرق المتوسط نقطة ساخنة محتملة أمام إدارة بايدن. إن فاعلية وجاهزية الناتو في جناحه الجنوبي ستكونان أولوية عليا لدى واشنطن مع سعيها إلى تعزيز القيادة العالمية الأمريكية.
ولذلك، يُعد تموضع أردوغان عاملاً معقِّداً لأهداف الولايات المتحدة. تتمتع تركيا بعلاقة انتهازية وتكافلية مع روسيا، وصفها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بأنها تقوض السياسات القائمة على تقليص أو إزالة التهديدات في فضاء نفوذ دول الناتو.
دائماً في الجانب الخطأ
منذ فترة قصيرة، أعلن الرئيس التركي أن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون «في حاجة إلى علاج نفسي». ومع ازدياد إدراك الدول الأوروية ومن بينها فرنسا، للتهديدات الإسلاموية المتطرفة لأنظمتها السياسية والاجتماعية، وضع أردوغان نفسه في الجانب الخطأ من الخط الفاصل.
ففي ألمانيا وهولندا والنمسا، يُنظر بشكل متزايد إلى المديرية التركية للشؤون الدينية الخاضعة مباشرة للرئاسة التركية، ديانيت، على أنها تشكل حضوراً عدوانياً في المجتمعات المحلية.
وكانت سيطرتها على المؤسسات الدينية السبب الأساسي لظهور مقترحات لتدريب وإعطاء شهادات للأئمة عبر أوروبا لتأمين معيار موحد حصناً أمام التطرف. ومن وجهة نظر أوروبية، لا يزال ضرورياً إعادة تصحيح العلاقات مع تركيا، إذ أوضحت موجة هجرة ضخمة نحو الغرب في 2018 كيف يمكن أن تسوء الأمور، إذا تدهورت هذه العلاقة.
حلف مع إيران والإخوان
كانت إدارة أوباما محابية لأردوغان بأشكال عدة. إذ قلصت تلك الإدارة العقوبات على إيران ما أفسح المجال أمام أنقرة لتتمتع بعلاقة تجارية ومالية مربحة مع طهران، كذلك، كان للرئيس التركي موقف إيجابي من تنظيم الإخوان الإرهابي.
إن المشاكل الناتجة عن سياسات أردوغان في الشرق الأوسط وأوروبا لا يمكن تجاهلها بسهولة هذه المرة. فالإدارة المقبلة لن تعترف فقط بالاتفاق الإبراهيمي، بل ستسعى إلى زرع الاستقرار وإعادة الإعمار في ليبيا، وربما في سوريا، حتى لو لم يلائم ذلك المصالح التركية.
وفي وقت سيعيد بايدن بناء العلاقات الأمريكية مع أوروبا ويعزز الجناح الجنوبي للحلف الأطلسي، سيجد أردوغان بلاده في موقع غير مريح داخل الحلف، وبشكل مطرد.