رئيس الدولة ومحمد بن راشد يبحثان جهود تعزيز التنمية الوطنية والازدهار الذي يحققه الاقتصاد الوطني
الانتخابات النصفية:
أين اختفت كامالا هاريس، نائب الرئيس الامريكي؟
بينما تعيش الولايات المتحدة في قلب الحملة الانتخابية النصفية، تبرز كامالا هاريس، نائب رئيس الولايات المتحدة، بغيابها، سياسيًا وإعلاميًا. أين اختفت ثاني شخصية أمريكية، التي اعتُبرت في وقت ما مؤهلة للرئاسة؟
لا أثر لكامالا هاريس على موقع البيت الأبيض، بالكاد يذكر اسمها في الصحافة ... قبل 15 يومًا من انتخابات التجديد النصفي للولايات المتحدة، تبدو نائب الرئيس جو بايدن شفافّة أكثر من أي وقت مضى، بينما حملة منتصف المدة في ذروتها. “كامارا هاريس أكثر من متكتّمة، توافق نيكول باشاران، المتخصصة في الولايات المتحدة ومؤلفة كتاب الأيام الكبرى التي غيرت أمريكا، مع دومينيك سيمونيه، يتم استخدامها قليلاً من قبل البيت الأبيض في الحملة، وعندما يتم ذلك، فالأمور لا تسير على ما يرام».
انتقلت نائب الرئيس إلى سياتل يوم الأربعاء لدعم المرشحين الديمقراطيين في ولاية واشنطن والدفاع عن سياسة المناخ التي ينتهجها جو بايدن، فتحدثت بإسهاب عن الحافلات المدرسية الأمريكية ولونها الأصفر … خطاب محرج، لا طعم له، بدت خلاله “غير مرتاحة”، لاحظت نيكول باشاران.
«الكثير من الأمريكيين
لا يعرفونها»
«إنها غير موجودة... لا يعرفها الكثير من الأمريكيين. في الوقت الحالي، فشلت في تجسيد منصب نائب الرئيس، ولم تنجح في أن تصبح شخصية سياسية بارزة في المشهد السياسي الأمريكي».
هذا التكتّم ليس جديدا، ويبدو أن التي كانت محمل الكثير من الآمال خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2019، قد فشلت في بناء مكانة سياسية منذ توليها منصب نائب الرئيس.
منذ بداية ولايتها، نادرًا ما شوهدت في وسائل الإعلام، ولم تتخذ سوى القليل من القرارات البارزة. والأسوأ من ذلك، أنها واحدة من أكثر نواب الرئيس غير المحبوبين في تاريخ الولايات المتحدة: في منتصف أكتوبر، أعطتها استطلاعات الرأي 38 فاصل 4 بالمائة فقط من الآراء المؤيدة، وفقًا لمجمّع الاستطلاعات فايف ثيرتي ايت.
يمكن تفسير الفشل الذريع، وفقًا للمتخصصة، من خلال الافتقار النسبي للمدعية العامة السابقة في كاليفورنيا للخبرة السياسية، والتغييرات الكبيرة داخل فريقها: إنها مع ثالث “كاتبة خطب” خلال عامين. “إنها تواجه مشكلة في البروز وإدارة فرقها، تلاحظ نيكول باشاران، عملت كمدعية عامة ونائب في مجلس الشيوخ، ولكن من حيث الاقتصاد والشؤون الاجتماعية والسياسة الخارجية، فهي لا تملك أي خبرة وتظل غير مرئية».
فشل في موضوع الهجرة
ومع ذلك، أظهرت كمالا هاريس في بداية ولايتها رغبتها في أن تكون “نائب رئيس عامة”، مسؤولة عن ملفات مختلفة. عهد إليها الرئيس جو بايدن بأمرين مهمين بشكل خاص: الإدارة الدقيقة لمسألة الهجرة، والثاني، وهو لا يقل أهمية، إعادة تنظيم الدوائر الانتخابية. “هذان ملفان ضخمان، لهما الكثير من التشعبات، لكنهما ليسا ملتهبين، تحلل نيكول باشاران، من الصعب إصدار إعلان كبير حول الموضوع وإعطاء قيمة لنفسك».
خاصة أن الجمهوريين ينتظرون كمالا هاريس عند المنعطف، هم الذين جعلوا قضية الهجرة القضية الرئيسية في الانتخابات النصفية. أرسل حاكم ولاية تكساس الجمهوري، غريغ أبوت، حافلة محملة بالمهاجرين بالقرب من منزل كامالا هاريس للتنديد بتهاون الديمقراطيين المفترض بشأن هذه القضية. وبعيدًا عن الطبيعة الدنيئة لمثل هذا العمل، الذي شرّك أطفالا صغارا وأشخاصا مستضعفين، يبدو أن إدارة هاريس قد خيبت الآمال، بما في ذلك داخل معسكرها.
ثنائي مختل
القضية الرئيسية التي تبدو فيها نائب الرئيس ذات مصداقية تظل الدفاع عن الحق في الإجهاض، الذي وعدت بحمايته بموجب القانون الفيدرالي في حالة فوز الديمقراطيين في مجلس الشيوخ. لكنها، مرة أخرى، تجد صعوبة في ان تحتل الصدارة حقًا: “في ملف الإجهاض، صوت كامالا هاريس لا تشوبه شائبة، تعترف نيكول باشاران، لكنها لا تستثمره بالكامل: فهي، على سبيل المثال، لم تقم بجولة في البلاد للقيام بحملة حول هذا الموضوع، ومن الواضح أن البيت الأبيض اختار ان تبقى في الخلف».
وبعيدًا عن شخصية كامالا هاريس وحدها، فإن علاقتها بجو بايدن يمكن أن تطرح أيضًا مشكلة:
“تقليديًا، دور نائب الرئيس جاحد: يجب ألا تقدم نفسك كثيرًا حتى لا تطغى على القائد، وتحاول في نفس الوقت الا تختفي، تشرح نيكول باشاران، لكن، بالإضافة إلى ذلك، انهما ثنائي غير متناغم».
ضبابيّة الرئاسية المقبلة
إن تمرين التوازن المتأصل في منصب نائب الرئيس معقّد فعلا بسبب انتفاء “الودّ” بين كامالا هاريس وجو بايدن، اللذين تلطّخت علاقاتهما خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وبسبب الغموض الذي حافظ عليه الرئيس الأمريكي حول ترشّحه لولاية ثانية.
لأن مسألة الخلافة واضحة: تقليديا، نائب الرئيس هو المرشح الطبيعي للانتخابات المقبلة إذا اختار الرئيس عدم الترشح مجددا. لكن جو بايدن لم يتحدث بعد عن هذا الموضوع: في سن 79 عاما، يعتبره العديد من الديمقراطيين أكبر من أن يترشح لولاية ثانية عام 2024.
«أعلن جو بايدن أنه سيقول بعد الانتخابات النصفية ما إذا كان سيترشح أم لا، تخلص نيكول باشاران، إذا امتنع، فسيكون من مصلحته ترك مساحة أكبر لكامالا هاريس، بشرط أن تعرف هي كيف تقتنصها وتوظّفها... لأنه في الوقت الحالي، بعد انتخابات منتصف المدة، تعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بأن تكون في غاية التعقيد بالنسبة للديمقراطيين».
-----------------------------
عن لو جورنال دي ديمانش